"حزام العفة" جناية القرون الوسطى يلصقها متحف دنماركي بالعرب والمسلمين وضعوا في
خلفيته عرباً وجمالاً وأهرامات حداد بريطاني يبيع آلاف الأحزمة سنوياً وصيني يطوّرها لفتحها
بـ " كلمة سر" إلكترونية في كوبنهاجن العاصمة الدنماركية عرض أحد المتاحف وهو متحف
"ايروتيكا" نماذج حقيقية لـ "حزام العفة" في "فتارين" خاصة أحد هذه الأحزمة مصنوع من الجلد
والآخر مصنوع من الحديد و "حزام العفة" هو أحد صور التخلف ونموذج للعقلية الإنسانية
الرجعية وحالة تعطينا فكرة عن نظرة العالم إلى المرأة في حقبة تاريخية معينة وهو عبارة عن
حزام جلدي أو حديدي وبه فتحتان لقضاء الحاجة ظهر في أوروبا في القرون الوسطى حيث كان
الفارس الصليبي في الحروب الصليبية قبل خروجه للحرب يجبر زوجته على إرتدائه ويغلقه
ويحمل مفتاحه معه حتى لا تخونه في غيابه المشكلة أن المسؤولين عن المتحف وضعوا لوحة
غريبة كخلفية لهذه الأحزمة اللوحة مرسوم عليها أعرابي أشعث الشعر يحمل سيفاً ودرعاً من
ورائه جمال وأهرامات الجيزة الثلاثة أي أن اللوحة تحاول إلصاق تهمة "حزام العفة" بالعرب
والمسلمين ويقول الدكتور بكر باقادر أستاذ علم الإجتماع إن حزام العفة كان موجوداً عند
الرومان والمسيحيين وبالذات عند نصارى الغرب ولم يعرف عن العرب ولا توجد حقيقة
تاريخية تؤكد أن العرب اخترعوه أو استخدموه ولاشك أن هذا الفكر والفهم الخاطيء لعقلية
المرأة هو الذي أنتج هذا التصرف فالعفة تكون بالأساس داخلية لأنه من الثابت أن المرأة إذا
كانت مقتنعة بعمل شيء ستعمله بغض النظر عن العقبات والموانع إلا أن مخترعي الحزام
اهتموا بالعفة الشكلية وتؤكد المصادر التاريخية أن "حزام العفة" عادة أعجمية غير عربية
على الإطلاق وهو مصطلح لم يتم تداوله في المصطلحات العربية حيث لم يتم ذكره في أي
حكاية شعبية أو قصيدة ولا دليل مادي عليه ومن جانب الدراسات الإجتماعية يعتبر إستخدام
الحزام في الغرب منطقياً بسبب كون تعري المرأة ظاهرة عادية وفي المقابل لا يتواجد عند
العرب ما هو مدرج ضمن مثيرات الإغتصاب كما أن للعرب وبالذات في البادية قواعد
إجتماعية صارمة ويرى الدكتور با قادر أن حضارتنا معروف عنها أنها تملك حساسية عالية
للعلاقات الجنسية خارج الزواج وهذا يعتبر وسيلة ردع إجتماعية فعالة أما "حزام العفة" فليس
من حضارة العرب حقبة العصور الوسطى كانت من أكثر الأزمنة التي تعرضت فيها المرأة
للإستعباد والإضطهاد ولعل الدليل على ذلك "حزام العفة" الذي ظهر لأول مرة في ذات الحقبة
والذي يمثل قمة الإستعباد والمهانة للمرأة وفي القرن الثالث عشر إزدهرت في أوروبا تجارة
"حزام العفة" سروال العفة .. وتشير العديد من الأخبار إلى عدم وجود "حزام العفة" في المنطقة
العربية كما هو الحال في أوروبا المعاصرة حيث توجد نماذج منها قيام الشرطة البلجيكية عام
2000 بالقبض على مواطن بلجيكي قام بإلباس زوجته حزاماً حديدياً لمنعها من خيانته الأنباء
ذاتها تؤكد أن "حزام العفة" موجود حتى الآن حيث يقوم حداد بريطاني في مدينة مانشستر حالياً
بصناعة هذه الأحزمة وهو يبيع منها عدة آلاف سنوياً وحقق من ذلك أرباحاً باهظة ولأن كل فكرة
قابلة للتطور فإن "حزام العفة" القديم قد تم تطويره على يد شرطي صيني حيث أوردت وكالة
الأنباء الألمانية مؤخراً خبراً نشرته إحدى الصحف الصينية عن أن شرطياً صينياً من دعاة حماية
الأخلاق طور "حزام العفة" إلى "سروال للعفة" عصري لايمكن فتحه إلا بإستخدام كلمة سر
إلكترونية وعلل الشرطي إختراعه برغبته في مكافحة البغاء دلالة كنسية : الدكتور محمد
النابلسي أستاذ الطب النفسي بلبنان رئيس المركز العربي للدراسات النفسية يقول إن معجم
( لسان العرب ) المرجع التراثي الشهير يحتوي على التعبيرات والألفاظ التراثية الواردة في
تاريخ العرب وهو لم يحتوي على أي ذكر لـ "حزام العفة" ولا شيء شبيه بذلك علماً بأن المعجم
يورد مجموعة مصطلحات عالمية غير عربية كانت متداولة أيام الجاهلية ولم يرد أيضاً بها
مصطلح "حزام العفة" إذاً فموضوع "حزام العفة" بعيد كل البعد عن تراثنا العربي ويرى
النابلسي أن "حزام العفة" بالقرون الوسطى بأوروبا كان له مفهوم كنسي ومن المعروف أن
الكنيسة كانت هي السلطة الحاكمة في أوروبا خلال القرون الوسطى وبالتالي فهذا المفهوم مفهوم
مسيحي بحت ومفهوم أوروبي ولاينتمي بأي حال لتراثنا العربي الدكتور عبدالله العسكر يقول
لم أجد ما يشير إلى "حزام العفة" في التاريخ القديم ويظهر لي أن "حزام العفة" ما هو إلا تطور
منطقي لحزام آخر كان معروفاً عند اليونانيين والرومان ويعرف بـ "حزام فينوس" وله ذكر
متواتر في أساطيرهم القديمة العفة عند العرب لا تتمثل فقط في المعنى الحسي أو الجنسي بل
تشمل معاني أخلاقية كثيرة والمرأة عندهم لابد أن تكون عفيفة وإلا فقدت معنى الحياة وقد أشار
المؤرخ سترابون إلى أن الموت هو عقوبة الزانية عند العرب .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك