لعمري لئن أخطأت فالعذر مطلب ...
و إن اعتذاري رغم ما فيه يعذب
فما أنا ممن يركب الكبر قلبه ...
و لا أنا ممن بالأغاليط يعجب
لدي من الأخلاق و الدين مورد ...
به يشرق الضاحي ويسري المغرب
ومالي من عمري سوى ما غنمته ...
بخير و إن الدهر قد يتقلب
وما حرت في طول الجهاد ولا هوى ...
إلى الذل رأس في مساعيه أشيب
فما ذل من ألقى السلام وقلبه ...
سليم وفي التسليم أمن محبب
و قال كلاما لينا في اعتذاره ...
به أسوياء النفس لانوا و رحبوا
و لم أر كالصبر الجميل لسالك ...
إذا ما غدا يجني الثمار المقطب
أروح و أغدو والمدى قادني بما ...
يقرب و الألحان في العذر تطرب
و يخطيء في حقي فئام و إنني ...
حليم على من نال مني مهذب
فأعذر لا أرجو ثناء و مدحة ...
لفعل و إن نابت من الدهر نوب
و من يكن الأحباب نصب عيونه ...
فما كان في بعض الملمات يغضب
أسير على حب وما ساءني سوى ...
رقيق إلى الأحباب لا يتقرب
و أجفو عذولا لم يكن متحيزا ...
لصلح وقد أمسى بنبذ يخرب
و يا عجبا ممن تكور و انزوى ...
على نفرة فيها يصيح ويشجب
و إني إذا ما العذر أطلق نبضه ...
بصدري لم أكتمه والروح تدأب
كذلك دأبي في الخلاف و إنما ...
هوى في الدنايا من يروغ ويكذب
أظل به المحبوب في كل عيشة ...
و أنقش في رؤياه ما الله يكتب
و أحذر أن أبقى بوجهين بينما ...
لساني منان و جلدي أجرب
فرحت أجر الخير نحو معاتب ...
و عندي له ما يشتهيه و يرغب
إذا ما فرغت الدهر يوما فإنني ...
أنازع في عذب الخصال وأنصب
و إني لأنسى الأمس حتى أكون في ...
مداري من يأسى و من يتغلب
و لم ينسني من راح عني شمائل ...
يورثها للخلف في سيره أب
إذا المرء لم يحفظ ودادا لغيره ...
فكيف نرى أرضا مع الجدب تعشب
و كيف نرى من يغفر الذنب بيننا ...
و هل بيننا من لا يسيء و يذنب
و كيف يعيد الحق من كان ناقما ...
لشيء وهل يلقى السماح المقطب
تمنيت و الإنسان يسعد بالمنى ...
فيا حبذا ذاك المنيب المطيب
وربى إن الحلم والصبر والندى ...
مناقب تنأى بالفتى و تقرب
لعمري ما أنكرت نفسي لحظة ...
إذا كنت ضرابا وإذ كنت أضرب
فإني كريم لا أحيد و راحم ...
و كل لأجل الله و العفو مطلب
و إن اعتذار المرء من بعد زلة ...
جميل وإن العفو أحلى وأطيب
الطائر الجريح
احمدالمتوكل بن علي النعمي
جازان - حرجة ضمد
٢ - ٤ - ١٤٤٢
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك