معنى قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي... ﴾؛ قال العلامة السعدي: في "تفسيره" (ص375): يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين، وإمام المتقين وخير الموقنين:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ﴾؛ أي: في ريب واشتباه، فإني لست في شك منه، بل لدي العلم اليقيني أنه الحق، وأن ما تدعون من دون الله باطل، ولي على ذلك، الأدلة الواضحة، والبراهين الساطعة, ولهذا قال: ﴿ فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله ﴾ من الأنداد، والأصنام وغيرها؛ لأنها لا تخلق ولا ترزق، ولا تدبر شيئًا من الأمور، وإنما هي مخلوقة مسخرة، ليس فيها ما يقتضي عبادتها.
﴿ وَلَكِنْ أَعْبُدُ الله الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ﴾؛ أي: هو الله الذي خلقكم، وهو الذي يميتكم، ثم يبعثكم، ليجازيكم بأعمالكم، فهو الذي يستحق أن يعبد، ويصلى له ويخضع ويسجد؛ اهـ.
الثانية: أن هذا الدين ضامن لمن تمسك به, وعمل بما فيه, أن لا يشك أو يضل, أو يزيغ, قال تعالى:﴿ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ﴾ [يونس:104].
فدين الإسلام لا شك فيه ولا ريب, ولا شقاوة ولا زيغ, بخلاف غيره, فإنه بمفهوم الضد يعلم أن الأخذ به سبب للشك والريب, والزيغ والتهوك والشقاء.
ومن طلب الدليل قلت له: حياة الدول التي تدين بغير الإسلام أكبر دليل.
قال ابن عباس رضي الله عنه: تضمَّن الله لمن قرأ القرآن واتَّبع ما فيه, ألا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة؛ رواه ابن أبي شيبة (13/371), والحاكم (2/381), وقال: صحيح الإسناد, ووافقه الذهبي.