فإنّ من سنن الله في هذه الحياة أنها لا تخلو من الأكدار والمنغصات لحكم عظيمة، منها: تعلق العبد بربه، وانطراحه بين يديه، وطلب العافية منه وحده، مع فعل الأسباب المشروعة أو المباحة.
طبعت على كدر وأنت تريدها ** صفواً من الأقذاء والأكدار
من هذه الأكدار: الإصابة بسحر، أو عين، أو مسّ، فقد يتخبط المصاب بها في طلب الشفاء من غير الوجهة الشرعية، أو يطوف حائراً بين الأطباء الذين يئسوا من معرفة مرضه، أو معرفة عدم إنجابه.. كل ذلك وهو غافلٌ عن علاج نفسه بالرقية الشرعية.
•وهاك – أخي القارئ – بعض الفوائد في علاج السحر، والمس، والعين، من كلام أهل العلم: ١- إنّ على المسلم التحصن بأذكار الصباح والمساء، وتعويد الصغار عليها، والحرص على تطبيق ما جاء في حديث نبينا – صلى الله عليه وسلم -: (من تصبح بسبع تمرات من عجوة العالية لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر) ولا بأس بالتصبح بأي نوع منأنواع التمر.
٢- الطرق المشروعة لعلاج السحر:
أ- من ينظر فيما فعله الساحر إذا عرف أنه مثلاً جعل شيئاً من الشعر في مكان أو جعله في أمشاط أو في غير ذلك إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أُزيل هذا الشيء، وأُحرق وأُتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر.
ب- من يلزم الساحر إذا عُرف من يُزيل ما فعل ثم إذا أزاله يقتله ولي الأمر؛ لأن الساحر يُقتل على الصحيح من غير استتابة.
ج- من ينفث على المسحور مباشرة أو في ماء يشربه، من ذلك: سورة الفاتحة – آية الكرسي – آيات السحر التي في سورة (الأعراف – يونس – طه)، سورة الكافرون – المعوذات – ويدعو له بالشفاء بما شرع الله.
د- من يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر، ويدقها ويصب عليها ماءً، ويقرأ فيه ما سبق، ثم يشرب منه المسحور ثلاث حسوات ويغتسل بالباقي (الشيخ بن باز).
إذا علم المعيون من أصابه بعينه، فإنه يشرع له من يطلب منه من يغسل وجهه ويديه وداخلة إزاره في إناء، ثم يغتسل المَعين بذلك. (اللجنة الدائمة).
ماذا يصنع من أصيب بالعين؟ - يعالج بالقراءة، وإذا عُلم عائنه فإنه يطلب منه من يتوضأ، ويؤخذ ما يتساقط من ماء وضوئه ثم يغتسل به المعين، وبهذا يشفى بإذن الله.
وقد جُرب من يؤخذ من العائن ما يباشر جسمه من اللباس مثل “الفنيلة والطاقية”، وما أشبه ذلك بالماء ثم يغتسل به المعين.
٤- أفضل ما يُقرأ على المريض سورة الفاتحة، وتسمى: (الشافية، والكافية).
قال ابن القيم: (ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيباً ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً، وكان كثير منهم يبرأ سريعاً).
ولكن ها هنا أمر ينبغي التفطن له، وهو من الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها، هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي: قبول المحل (يكون لدى المريض يقين بأن القرآن شفاء – ليس من باب التجربة – أو إذا ما نفعت الرقية، ما ضرت) وقوة همة الفاعل (يكون لدى الراقي رغبة صادقة في شفاء هذا المريض).
٥-إذا ادّهن المريض بزيت الزيتون – المقروء عليه- جميع جسده قبل النوم، فلهذه الطريقة أثر كبير في شفائه – بإذن الله -.
وقد يقول قائل: لِمَ لا يُقتصر الادهان على العضو المصاب فقط؟ ج- لا بد من دهن جميع الجسد؛ لأن العين أو المس أو السحر قد يتنقل من العضو المصاب إلى أعضاء أُخر.
٦- شُرب ملعقة من زيت الزيتون – المقروء عليه – على الريق له أثر كبير في الشفاء – بإذن الله – فزيت الزيتون مبارك لقوله صلى الله عليه وسلم: (ائتدموا بالزيت وادّهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة).
٧- لا بأس بدهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية (اللجنة الدائمة).
٨-القراءة كلما كانت أجد (جديدة) كانت أنفع، وليس من شرطها من تكون على معين (الشيخ محمد بن إبراهيم).
٩- الأصل في القراءة على الماء من تكون على القليل ثم يزاد عليه.
٩-لا بأس بالاغتسال في دورة المياه بالماء المقروء عليه.
١٠- المصاب بسحر مأكول أو مشروب يحرص على شرب السنا المكي – بعد أسبوعين من بدء القراءة – فلشربه أثر كبير فيتنظيف وإخراج ما دخل للبطن من السحر، ولا بأس بشربه كل شهر حتى يزول السحر- بإذن الله -.
١١- تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لا يغني عن الرقية؛ لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها، ومباشرة للنفث على المريض، والجهاز لا يتأتى منه ذلك (اللجنة الدائمة).
١٢- مسح الأرض – إذا سقط الطفل على الأرض ومرِضَ بعدها – بفوطة مبللة ثم تعصر على الطفل: لا يجوز، وقد يكون في هذا استرضاء للشياطين.
١٣- تخيل المريض للعائن من جراء القراءة أو طلب الراقي من القرين من يخيل للمريض من أصابه بالعين: عمل شيطاني لا يجوز؛ لأنه استعانة بالشياطين فهي التي تتخيل له في صورة الإنسي الذي أصابه، ولأنه يسبب العداوة بين الناس (الشيخ بن باز).
١٤- استخدام البخور لعلاج العين أو لطرد الشياطين: لم يرد. والذي يطرد الشياطين: القرآن، والذكر، كما ورد في الشرع.
١٥- بعض من به سحر أو مسّ إذا بدأ بالرقية على نفسه، أو عند الراقي أحسّ بتعب شديد – وهذا شيء متوقع – ترك الرقية، وهذا خطأ، ينبغي عليه الاستمرار ومواصلة القراءة والصبر والتحمل حتى يزول الداء – بإذن الله -.
١٦- على المصاب التوبة إلى الله، وكثرة الاستغفار، والصدقة، والدعاء، والإلحاح على الله في طلب الشفاء، فمن أكثر قرع الباب يوشك من يُفتح له.
ختاماً: أسأل الله من يشفي مرضى المسلمين، إنه على ذلك قدير.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
04-05-2015
