لماذا أصبحنا نرى كثير من الناس يحمل جبالا من الهموم على عاتقه. فتراه يمشي خافض الرأس منحني الظهر..لثقل ما يحمل.. إذا رأيت محياه ترى فيه ملامح الأسى والحزن..والإنكسار والذل.. عينيه تحجرت فيها الدموع..ونظراته فيها أحزان وأشجان.....كأنها تحكي ما بداخله. إذا تنفس الصعداء.....تسمع آهاته وزفراته......إذا تكلم تخنقه العبرات...وتتوه بين شفتيه الكلمات. لماذا يا أخي أراك قبرا تمشي على الأرض وروحك في وحشة من جسمك...وقلبك في ملال من حياته تعيش في ظلام دامس........وضيق وهم وكأنك قبرت قبل موتك لماذا إرتديت نظارة سوداء فأعمتك عن رؤية كل ما هو مضيء ولامع..... أخي الميت الحي.. من أعرض عن الله بالكلية.......أعرض عنه الله بالكلية.. ومن أعرض عن الله....لزمه الشقاء والبؤس والهم.. ومن رغب عن التعب لله......إبتلي بالتعب في خدمة الخلق.. فقد تنزل المصيبة بك وتنشغل بها.......لكنك لا ترى ما خلفته من المنح والعطايا التي جاءت من عند الخالق. فالله لطيف بعباده..لا يبتلي أحد من عباده بمصيبة إلا: ليغفر له ذنبه.....أو ليرفع درجته في الجنة....أو ليهدي إليه منحة في ثوب محنة....فلا تجزع أخي وكن راضيا فهيا أخي......إجعل الهم واحدا....وإجعله في الله ...ودع عنك غيره...وإجعل نبضات قلبك وقفا على مولاك. .فحياتك لله وبالله ومع الله.. ولا تشغل نفسك بالتفكير فيما مضى من هموم..لأنك كالذي يطحن الطحين وهو مطحون..أو كالذي يريد إخراج الموتى من قبورهم...!!! فهل يمكنه ذلك.. إن أخطر سبب الهم هو الفراغ....الذي يفرغ صاحبه من العمل...لأن الفراغ يجعلك تسحب كل أحداث الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة. لكن دون فائدة سوى الهم والحزن.. وأفضل علاج لذلك هو أن تذبح الفراغ بسكين العمل.. يعني تقوم بأي عمل يعود بالنفع عليك وعلى أمتك. وقد جربت ذلك بنفسي....ما أن أشعر بفراغ يقتلني...حتى تأتيني الهموم والأحزان.......فأشغل نفسي بأي عمل. .فأجد الراحة ولذة عجيبة...بوضع بصمة في اي مكان. أو إدخال سرور على شخص...فيدخل السرور على قلبي......وتنزاح الهموم والأحزان.. أخيرا........لنزيح الهموم من على ظهورنا...ونمشي رافعين الراس.....واثقين بالله وبقدره...
مما راق لي...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
14-12-2013
