عدد الضغطات : 9,159عدد الضغطات : 6,662عدد الضغطات : 6,381عدد الضغطات : 5,592
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 13-02-2021   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾



﴾, ﴿, لِلَّهِ, الْحَمْدُ, تفسير

﴾, ﴿, لِلَّهِ, الْحَمْدُ, تفسير

تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ


قال الله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ [الفاتحة: 2 - 7].

قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2].
قوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مصدر سماعي للفعل "حَمِدَ" دخلت عليه "أل".

و"أل": إذا دخلت على الأوصاف وأسماء الأجناس، دلَّت على الاستغراق والشمول والاستقصاء[1]، وعلامتها صحةُ وضع (كل) الشموليةِ مكانها؛ أي: كل الحمد بجميع صنوفه وأجناسه لله تعالى.

والحمد: وصفُ المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم، فإن لم يكن مع المحبة والتعظيم كان نفاقًا ورياءً، وكذبًا وتزلُّفًا ومدحًا مذمومًا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية[2]: "الحمد الإخبار بمحاسن المحمود مع المحبة لها، فلو أخبَرَ مُخبِرٌ بمحاسن غيره من غير محبة لها، لم يكن حامدًا، ولو أحَبَّها ولم يُخبِر بها، لم يكن حامدًا".

قال ابن القيم[3]: "فالحمد لله: الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى، مع محبته والرضا به، فلا يكون المحبُّ الساكت حامدًا، ولا المُثنِي بلا محبة حامدًا؛ حتى تجتمع له المحبة والثناء".

وإذا كرِّر الحمد مرة ثانية سمِّي ثناءً، وإذا كرِّر ثالثة سمي "تمجيدًا"؛ بدليل ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال العبد: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة: 3]، قال الله: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة: 4]، قال الله: مجَّدَني عبدي.." الحديث؛ رواه مسلم[4].

فقوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ حمدٌ مطلق، و﴿ الْحَمْدُ اسم جنس، والجنس له كمية وكيفية. فالثناء كميةُ الحمد وتكثيره، والتمجيد كيفيتُه وتعظيمه.

وهذا أَولى مما درج عليه كثير من المفسِّرين وأهل اللغة من تفسير الحمد مطلقًا بالثناء[5].

الفرق بين الحمد والشكر:
فسَّر بعض أهل العلم الحمد بمعنى الشكر، منهم المبرد[6] والطبري[7]؛ قال الطبري: "العرب تقول الحمد لله شكرًا".

والصحيح أن الحمد غير الشكر؛ فالحمد كالمدح نقيضه الذم، والشكر نقيضه الكفران[8] وبين الحمد والشكر عموم وخصوص[9].

فالحمد أعمُّ من حيث ما يقع عليه، فهو يقع على الصفات اللازمة والمتعدية؛ أي: يكون لكمال المحمود، ولإنعام المحمود، تقول: حمدته لفروسيته وشجاعته، وحمدته لكرمه.

وهو أخص من حيث الأداة التي يقع بها، فهو يقع باللسان فقط، قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا [الإسراء: 111].

قال الزمخشري[10]: "وهو إحدى شُعَبِ الشكر".

قلت: وليس معنى كونه يقع باللسان فقط أن يكون ذلك بدون مواطأة القلب وموافقته؛ لأن الحمد - كما تقدم - وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم في القلب، ومعلوم أن مدار الأعمال كلها صلاحًا أو فسادًا على القلب، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى))[11] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلَحتْ صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسَدتْ فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب"[12].

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية[13]: "والحمد إنما يكون بالقلب واللسان...".

والشكر أخصُّ من حيث ما يقع عليه؛ فهو لا يقع إلا على الصفات المتعدية؛ أي: ما يكون إلا في مقابلة نعمة؛ تقول: شكرته لكرمه، ولا تقول: شكرته لفروسيته وشجاعته، فهو لا يكون إلا جزاء على نعمة، بينما الحمد يكون جزاء كالشكر، ويكون ابتداءً.

وهو - أي الشكر - أعمُّ من حيث الأداة التي يقع بها، فهو يقع بالقلب واللسان والجوارح، كما قال الشاعر:
وما كان شكري وافيًا بِنَوَالِكُم تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
ولكنَّني حاولتُ في الجهد مذهبَا تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
أفادتْكم النَّعماءُ مني ثلاثةً تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
يدي ولساني والضميرَ المُحَجَّبَا[14] تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾



ومن هذا قول ابن القيم في شيخه ابن تيمية رحمهما الله[15]:
ولقد أتاحَ ليَ الإلهُ بفضله تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
مَن ليس تَجزيهِ يدي ولساني تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
حَبْرًا أتى من أرض حَرَّانٍ فيا تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
أهلًا بمن قد جاء من حَرَّانِ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
فاللهُ يَجزيهِ الذي هو أهلُه تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
من جنةِ المأوى مع الرِّضوانِ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
أخَذتْ يداه يدي وسارَ فلم يَرِمْ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
حتى أراني مطلعَ الإيمانِ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾


فالشكر بالقلب بالاعتراف بالنعمة باطنًا، ونسبتِها إلى المنعِم بها ومُسديها.

والشكر باللسان بالاعتراف بالنعمة ظاهرًا، والتحدث بها باللسان؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى: 11].

وهذا على القول بأنه يدخل تحت معنى الآية التحدثُ بنعم الله عامة، والآية تحتمله بلا شك؛ لأنه لا ينافي القول بأن المراد بالنعمة هنا نعمة النبوة.

والشكر بالجوارح بالاستعانة بالنعمة على طاعة المنعِم قولًا وعملًا، كما قال تعالى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا [سبأ: 13].

وقام صلى الله عليه وسلم حتى تورَّمت قدماه، وقال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!))[16].

ويكون بظهور أثر النعمة على المنعَم عليه، كما في الحديث: ((إن الله يحب أن يَرى أَثَرَ نعمته على عبده))[17].

وفي حديث أبي مالك الجشمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا آتاك الله مالًا، فلْيُرَ أثرُ نعمة الله عليك وكرامتِه))[18].

والمدح أعمُّ منهما جميعًا من حيث ما يقع عليه[19]، فإنه يُقال مما يقع من الإنسان بالتسخير، ومما يقع منه باختياره متعديًا أو لازمًا، فقد يُمدح الإنسان بطول قامته، كما يُمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، كما يُمدح بفروسيته وشجاعته، وهو يقع على الحي والميت، وعلى الحيوان والنبات والجماد، والزمان والمكان، وغير ذلك.

وهو كالحمد من حيث إنه يقع بالقول باللسان لا غير.

قال الراغب[20]: "فكل شكر حمدٌ، وليس كل حمد شكرًا، وكل حمد مدح، وليس كل مدح حمدًا".

﴿ لِلَّهِ اللام حرف جر، وهي تفيد معنى الاختصاص والاستحقاق، ولفظ الجلالة مجرور بها، والجار والمجرور متعلِّقان بمحذوف هو خبر ﴿ الْحَمْدُ ﴾، تقديره: مستحق، أو واجب أو ثابت لله.

وقد تقدم في بحث البسملة الكلام مستوفًى على معنى لفظ الجلالة (الله) واشتقاقه.

ومعنى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ أن الحمد المطلق لله وحده، فهو المستحق له المختص به دون سواه.

وحمده تعالى هو وصفه عز وجل بصفات الكمال اللازمة والمتعدية؛ كمال العظمة وكمال الإحسان والنعمة، مع المحبة والتعظيم له، والرضا عنه، والخضوع له؛ لأنه المنعِم بأكبر النعم وأعظمها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية[21]: "والحمد نوعان: حمد على إحسانه إلى عباده، وهو من الشكر، وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله، وهذا الحمد لا يكون إلا على ما هو في نفسه مستحق للحمد، وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال، وهي أمور وجودية، فإن الأمور العدمية المحضة لا حمدَ فيها، ولا خير ولا كمال.

ومعلوم أن كل ما يُحمَد فإنما يُحمَد على ما له من صفات الكمال، فكل ما يُحْمَد به الخلق فهو من الخالق، والذي منه ما يُحمَد عليه هو أحَقُّ بالحمد، فثبَتَ أنه المستحق للمحامد الكاملة، وهو أحَقُّ من كل محمود بالحمد، والكمالِ من كل كامل، وهو المطلوب".

وقال ابن القيم[22]: "الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله، ونعوت جلاله، مع محبته والرضا عنه والخضوع له، فلا يكون حامدًا من جحد صفات المحمود، ولا مَن أعرَضَ عن محبته والخضوع له، وكلما كانت صفات كمال المحمود أكثرَ، كان حمده أكمل، وكلما نقص من صفات كماله، نقص من حمده بحسبها؛ ولهذا كان الحمد لله حمدًا لا يحصيه سواه؛ لكمال صفاته وكثرتها، ولأجل هذا لا يُحصي أحدٌ من خلقه ثناءً عليه[23]؛ لما له من صفات الكمال، ونعوت الجلال، التي لا يحصيها سواه..".

والذين قالوا: معنى الحمد الثناء، معناه عندهم: الثناء عليه تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.

قال القرطبي[24] رحمه الله تعالى: "الحمد في كلام العرب معناه الثناء الكامل... فهو سبحانه يستحق الحمدَ بأجمعه؛ إذ له الأسماء الحسنى والصفات العليا".

وقال أيضًا: "الحمد ثناء على الممدوح بصفاته... وذكر عن جعفر الصادق في قوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ قال: من حمده بصفاته كما وصف نفسه، فقد حمد..."

وقوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ جملة خبرية فيها معنى الأمر، فهو جل وعلا يُخبِرُ عن اتصافه بالحمد، ويأمر عباده أن يحمدوه، كما قال تعالى: ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ [النمل: 59].

وإنما جاءت جملةً اسمية للدلالةِ على الاستمرار والدوام، فله سبحانه وتعالى الحمدُ في جميع الأوقات والأزمان والأماكن، في الدنيا والآخرة، وفي السموات والأرض، وهو المحمود بكل حال، على ما له سبحانه من المحاسن والإحسان، وعلى ما له من الأسماء الحسنى والمَثَلِ الأعلى، وما خلقه في الآخرة والأولى[25].

افتتح كتابه بالحمد فقال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]، وله الحمد على إنزاله، كما قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا [الكهف: 1].

وله الحمد على خلق السموات والأرض وسائر المخلوقات، قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [الأنعام: 1]، وقال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ [فاطر: 1].

وله الحمد على ملك ما في السموات والأرض، قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [سبأ: 1].

وله الحمد في السموات والأرض، وفي جميع الأوقات، قال تعالى: ﴿ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ [الروم: 18].

وله الحمد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ [القصص: 70]، وقال تعالى: ﴿ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [سبأ: 1].

وحمده تعالى آخر دعوى أهل الجنة، كما قال تعالى: ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس: 10].

وشَقَّ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم اسمًا من الحمد، فسماه: محمدًا.

قال حسان بن ثابت رضي الله عنه[26]:
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيِّ إلى اسمِه تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
إذا قال في الخَمْسِ المؤذِّنُ أَشْهَدُ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
وشَقَّ له مِنِ اسمِه[27] لِيُجِلَّهُ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾


فهو تعالى المحمود على الدوام في جميع الأحوال؛ ولهذا أمر عباده أن يحمدوه في آيات كثيرة، وكان نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: ((الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال))[28].

كما رغَّب صلى الله عليه وسلم في حمد الله تعالى في أحاديث كثيرة، منها:
ما رواه أبو مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطُّهورُ شطرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأان - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كلُّ الناس يَغْدو، فبائعٌ نفسَه فمُعتِقُها، أو مُوبِقُها"[29].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لَيَرْضى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها))[30].

وبما أن كل نعمة على العباد فهي من الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل: 53]، وبما أن نِعَمَ الله على العباد كثيرةٌ لا تحصى، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [النحل: 18]، فإن العبد ليس بمقدوره أن يشكُرَ الله حقَّ شكره على هذه النعم، التي منها النعم الدينية من الإيمان والعلم والتقوى، والنعم الدنيوية كالصحة والمال، والنعم الأخروية، وهي الجزاء الكثير، على العمل القليل، في العمر القصير، ومضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.

إذ كيف يمكن العبدَ أن يشكُرَ الله حقَّ شكره والشكرُ نفسُه نعمة من الله على العبد تستوجب الشكر؟! فما على العبد إلا أن يقوم بما يستطيع من الشكر ويقول: "سبحانك لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك"[31].

إذا كان شكري نعمةَ الله نعمةً تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
عليَّ له في مثلِها يجب الشكرُ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
فكيف بلوغُ الشكر إلا بفضلِه تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾
وإن طالتِ الأيامُ واتصَلَ العُمرُ[32] تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾




[1] انظر: "جامع البيان" (1/ 138)، "المحرر الوجيز" (1/ 63)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133)، "مجموع الفتاوى" (1/ 89)، "البحر المحيط" (1/ 18).

[2] انظر: "مجموع الفتاوى" (8/ 378).

[3] في "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص88).

[4] سبق تخريجه.

[5] انظر: "مجموع الفتاوى" (6/ 266)، وانظر: "جامع البيان" (1/ 139)، "الكشاف" (1/ 7)، "المحرر الوجيز" (1/ 63)، "زاد المسير" (1/ 11)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133، 134)، "أنوار التنزيل" (1/ 7)، "لسان العرب" مادة (حمد)، "البحر المحيط" (1/ 18)، "أضواء البيان" (1/ 39).

[6] انظر: "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133).

[7] في "جامع البيان" (1/ 135 -138).

[8] انظر: "الكشاف" (1/ 8)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133).

[9] انظر: "المفردات" مادة "شكر"، "معالم التنزيل" (1/ 39)، "الكشاف" (1/ 7، 8) "المحرر الوجيز" (1/ 63)، "تفسير النسفي" (1/ 3)، "مجموع الفتاوى" (11/ 133 -134 -135، 146)، "تفسير ابن كثير" (1/ 45).

[10] في "الكشاف" (1/ 7).

[11] أخرجه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: البخاري في بدء الوحي (1)، ومسلم في الإمارة (7091).

[12] أخرجه من حديث النعمان بن بشير: البخاري - في الإيمان (52)، ومسلم - في المساقاة (1599).

[13] انظر: "مجموع الفتاوى" (11/ 134).

[14] انظر: "الكشاف" (1/ 7)، "مجموع الفتاوى" (11/ 133 -134)، "تفسير ابن كثير" (1/ 45).

[15] في "النونية" (ص143).

[16] أخرجه البخاري في التفسير (4836) عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفَرَ الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!)).
وأخرجه أيضًا بنحوه من حديث عائشة رضي الله عنها (4837).

[17] أخرجه الترمذي في الأدب (2819) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وقال: "حديث حسن". وأخرجه أحمد (2/ 311) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، و(4/ 438) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.

[18] أخرجه أبو داود - في اللباس (40634)، والنسائي في الزينة (4819) - وصححه الألباني.

[19] انظر: "الصحاح" و"المفردات" مادة: "مدح"، "تفسير ابن كثير" (1/ 46).

[20] في "المفردات" مادة "حمد".

[21] انظر: "مجموع الفتاوى" (6/ 84).

[22] في "مدارج السالكين" (1/ 48).

[23] كما قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء: ((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك))؛ أخرجه مسلم في الصلاة - باب ما يُقال في الركوع والسجود (486) - من حديث عائشة رضي الله عنها.

[24] في "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133 -134).

[25] انظر: "مجموع الفتاوى" (11/ 133).

[26] انظر: "ديوانه" ص(338).

[27] لم يرد في الكتاب والسنة أن من أسمائه تعالى "المحمود"، فمعنى "المحمود" في البيت الموصوف بالحمد.

[28] أخرجه ابن ماجه في الأدب - باب فضل الحامدين (3803). وقال في "الزوائد": "إسناده صحيح ورجاله ثقات"، وصححه الألباني.

[29] أخرجه مسلم في الطهارة - فضل الوضوء (223).

[30] أخرجه مسلم في الذكر - استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل (2734).

[31] أخرجه مسلم - في الصلاة - باب ما يُقال في الركوع والسجود (486) عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقَدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمَستُه، فوقعتْ يدي على بطن قدمه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك))، وأبو داود في الصلاة - باب الدعاء في الركوع والسجود (879).

[32] البيتان للشاعر محمود الوراق، انظر: "المستطرف" (1/ 53)، "تاريخ دمشق" (5/ 190).











الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv ﴿ hgXpQlX]E gAg~QiA ﴿ gAg~QiA hgXpQlX]E




jtsdv ﴿ hgXpQlX]E gAg~QiA ﴾ ﴿ gAg~QiA hgXpQlX]E jtsdv ﴿ hgXpQlX]E gAg~QiA ﴾ ﴿ gAg~QiA hgXpQlX]E



 

قديم 15-02-2021   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 6 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾



حزاك الله خير الجزاؤ



 

قديم 15-02-2021   #3
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 6 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾



حزاك الله خير الجزاء



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
, ﴿, لِلَّهِ, الْحَمْدُ, تفسير


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 14-09-2020 01:39 PM
وقفات حول آية ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 26-09-2019 04:17 PM
﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 3 08-05-2019 12:03 AM
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 6 01-08-2016 11:19 PM
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ ابو يحيى منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة 16 05-11-2015 11:33 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 12:37 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant