حديثٌ في بيان حال المؤمن والكافر في القبر

اللؤلؤ, القبر, بيان, حديثٌ, والكافر

حديثٌ في بيان حال المؤمن والكافر في القبر

اللؤلؤ, القبر, بيان, حديثٌ, والكافر

حديثٌ في بيان حال المؤمن والكافر في القبر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الشيخ : حديثٌ في بيان حال المؤمن والكافر في القبر .

رَوى البخاري ومسلم من حديث أنسٍ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه قال قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم : " إذا مات العبدُ أتَاه ملكان فيقعِدانه فيقولان ما تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلّم فإن كان مؤمناً قال : عبدُ اللهِ ورسولُه فيوسَّعُ عليه قبرُه سبعينَ ذراعاً ويُملأ عليه خَضِراً . وأمّا الكافر فيقول لا أدري كنت أقول كما يقول الناس . فيقال لا دَريت ولا تَليت فيُضرب بمِطراقٍ من حديد بين أذنَيه ضربةً فيصيحُ صيحةً يسمعُها من يليه إلاّ الثّقلَين ويُضيَّقُ عليه قبرُه حتّى تختلف أضلاعُه "،
في هذا الحديث فأما الكافر أو المنافق هكذا في الرواية في الصحيحين الراوي الذي روى هذا الحديث شك هل كان اللفظُ الذي قاله رسول الله فأما الكافر أم كان لفظ رسول الله وأما المنافق، وأيّاً كان لفظُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو في المعنى شامل لجميع طوائف الكفار لأن الكافرَ إما أن يكون مُعلِناً اي مُظهراً لكفره لا يخفي كفرَه فيتستّر بالإسلام أو مخفياً كفرَه يتظاهر بالإسلام ككثير من الناس الذين ليس في قلوبهم يقين بصحة الاسلام .

فيُخفي ما في قلبه عن الناس استحياءً من الناس .

فهذا المُخفي كفرَه قد يكون معروفاً بين الناس بأنَّه مسلمٌ لكنّه عندَ الله كافر ثم ينكشفُ أمرُه في القبر وفيما بعدَه، فهذا الكافر المعلن والكافرُ المنافق حالتهما في القبر واحدة وفي هذا الحديث أن المؤمن أي المؤمنَ الكامل وهو الذي يؤدّي الفرائض ويجتنب المعاصي جاء في هذا الحديث أنّه يوسّعُ عليه قبرُه سبعينَ ذراعاً أي طُولاً وعَرضاً كما جاء في روايةٍ لهذا الحديث سبعينَ في سبعين، المعنى ان الطولَ سبعون والعرضَ سبعون وأنه يُملأ خَضِراً وأنه أي القبر يُملأ خَضِراً أي يوضع في قبره فيملأ من النبات الأخضر من نبات الجنة .

وهذا كلُه حقيقيٌّ ليس وهمِياً، لكن الله تعالى يَحجُب ذلك عن أبصار الناس بحيث لو فتح هذا القبر فإن الناظرين ينظرون إلى القبر كأنه بقعة ضيّقة مِثلَما كان حين حُفِر . بحيث إذا فتح القبر يُخَيّل للناظرين أنه بقعة صغيرة ضيقة كما كانت حين حُفِرت .

فيحجب عن أبصارهم رؤية هذا النبات الأخضر هذا بالنسبة للأكثر أما أهلُ الخصوصية من عباد الله الكاملين فيشاهدون هذا النباتَ الأخضر الذي مُلِىءَ به القبر وهذا الاتساع أي إتساع مِساحة القبر .

والله تعالى لا يُعجزُهُ شىء فقد يصغِـّرُ اللهُ تعالى أشياء كبيرة في عين الناظر فيُريه صغيراً وهو كبير وقد يكَبِـّر الشىء الصغير في عين الناظر فيريه كبيراً ولا يَقِيسُ أمورَ القبرِ وأمور الآخرة على أمورِ الدنيا إلا جاهلٌ .
والحِكمة في إخفاء الله تعالى حقائقَ أمورِ القبرِ وأمورِ الآخرة ليكون إيمانُ العباد إيماناً بالغيب فيَعظُمَ ثوابُهم، وورد في حديثٍ رواه البراء بنُ عازب رضي الله عنه مما هو بُشرى للمؤمن في قبره إن المؤمن (أي المؤمن الكامل) يفتح له في قبره بابٌ إلى الجنة فيأتيه نسِيمُها (أي هواؤُها الطّيب) وورد في حديث أنسٍ السّابقِ في الصحيحين أنه يُقال للمؤمن أنظُر إلى هذا أي المقعد في جهنّم قد أبدلَكَ اللهُ به مقعَداً في الجنة فيراهما جَميعاً، أي أنه يُفتَح له باب في قبره ينظُر منه إلى جهنم فيرى فيه مكاناً كان يسكنُه لو كفَر بالله كان يسكنه لو كان كافراً، ويفتح له في قبره باب إلى الجنة فيرى مقعده الذي يتبوَّؤُه في الآخرة فَيعرفُ فضل الاسلام حينَ ذلك معرفةً عِيانية كما كان يعرف في الدنيا معرفةً قلبية،

الواحد من المؤمنين حين يكون في حياته الدنيوية يعرف أن المؤمن يُجعل له مسكنٌ يَتَبَوؤُه أي يَنزِلُه يوم القيامة وأنه لو كان كافراً لكان له مقعد يتبوّؤُه أي ينزلُ فيه إلى أبد الاباد .

ويُفهم من قولِه صلى اللهُ عليه وسلّم في حقِ الكافر ويُضيَّقُ عليه قبرُه حتى تختلف اضلاعه ان المؤمن لا يضيّق عليه في قبره بل يظل قبره واسعاً ابتداءً وانتهاءً . وليس كما يتوهم بعض الناس أنه يضيق في البداية على كل أحد ثم يوسّع على المؤمن، فهذا لا يليق بكرامة المؤمن عند الله إلا المؤمنَ العاصي الذي مات بلا توبة فإنه يصِحّ في حقِـّه أن يُضيّق عليه قبرُه إلا أن يُسامحه الله تعالى ويرحَمه من ذلك، لكن هذا المؤمن العاصي إذا ضُيق عليه في قبره فإنه لا يستمر على ذلك .

لأن عذاب القبر لا يستمرّ على عُصاة المؤمنين، بل ينقطع فلا يصحّ ما يُقال إنه لا يسلم من ضغطة القبر أحد، فإذا نظرنا إلى أن ضغطة القبر إنمّا وردت في حق الكافر ولم يُذكر في هذين الحديثين الصحيحين .

حديثِ أنس بنِ مالك السابق وحديث البَراء ابنِ عازب إلا في حقّ الكافر، علمنا أن ما ورد في حقِ سعدِ بنِ مُعَاذ أنه ضُغِطَ عليه في قبره ثم أُفرِج عنه لا أصل له لأنّ سَعداً رضي الله عنه كان من المؤمنين الكاملين فهو لا شك ينطبقُ عليه الحديثان المذكوران وفيهما أنّ المؤمن أي الكامل يوسَّع عليه قبرُه فأنَّى يلحَقُه التّضييق ؟

كيف وقد ورد في فضلِ سَعدٍ رضيَ اللهُ عنه (أن العرشَ اهتزّ لموته) فمن اهتَّز عرشُ الرحمن لموته كيف يليقُ بمقامه أن يصيبَه ضغطةُ القبر ولا يصح ما قيل إنه كان لا يَحترز من البول فعذب بذلك.

لأن بعض الناس قال: إن سعدًا رضي الله عنه وإن كان فاضلاً كان لا يحترز من البول فكان جزاؤه على ذلك أنه ضُيِـّق عليه في قبره . هذا لا يصحّ في حقِّ سعد . هو الحديث لأن عذابَ القبر يكون أكثرهُ من عدم الاحتراز من البول، هذا صحيح، لكن مثلُ سعد هذا لا ينطبق عليه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ورد عنه أنه وصفَ سعداً هذا بأنه شديدٌ في أمر الله .

وورد عن عائشةَ رضي الله عنها أنها قالت في حقِ سعدٍ رضيَ اللهُ عنه : لم يكن في عشِيرة بني عبد الأشهَل أفضلُ من سعدِ بنِ مُعَاذ وأُسَيد بنِ حُضَير وعَبادِ بنِ بشر . فينبغي أن يكون ما نُسُب إلى سعد رضي الله عنه أنه ضُغط عليه في قبره غلطةٌ فظيعة، وهذان الحديثان الصحيحان يُعارِضان ما ورد أنه عليه الصلاة والسلام قال لو أفلتَ أحدٌ من ضغطة القبر افلت منها هذا، أي سعد
والله أعلم و أحكم

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

الموضوع الأصلي: حديثٌ في بيان حال المؤمن والكافر في القبر || الكاتب: ابو يحيى || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها

المصدر: منتديات الحقلة - من قسم: منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة

---

p]deR td fdhk phg hglclk ,hg;htv hgrfv hggcgc hgrfv fdhk p]deR

المصدر: منتديات الحقلة - من قسم: منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة

---

p]deR td fdhk phg hglclk ,hg;htv hgrfv hggcgc hgrfv fdhk p]deR p]deR td fdhk phg hglclk ,hg;htv hgrfv hggcgc hgrfv fdhk p]deR

بارك الله فيك وأثابك

وجعل الجنة مقامك

ننتظر جديدك دائماً

تحياتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصراوي

بارك الله فيك وأثابك

وجعل الجنة مقامك

ننتظر جديدك دائماً

تحياتي

أجمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تحية لكـ

موضوع في قمة الروعه
جزاك الله خير على موضوعك الرائع
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم
تحياتي لك

http://www.n11n.biz/vb/mwaextraedit4/extra/58.gif

جزاك الله خيراااااااااااااااااااااا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح الروح

موضوع في قمة الروعه
جزاك الله خير على موضوعك الرائع
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم
تحياتي لك

شكرا لمرورك الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلسبيل

شكرا لمرورك العطر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندباد

جزاك الله خيراااااااااااااااااااااا

شكرا لمرورك

جَزآك آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. "

و ألٍبًسِك لٍبًآسَ " آلتًقُوِىَ " وً " آلغفرآنَ "

وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله .

~ وً عٍمرً آلله قًلٍبًك بآلآيمٍآنَ .~

علًىَ طرٍحًك آلًمَحِمًلٍ بنًفُحآتٍ إيمآنٍيهً .!