عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-2021   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا



﴿, آدَمَ, أَنْتَ, الْجَنَّةَ, اسْكُنْ, تعالى:, تفسير, يَا, وَزَوْجُكَ, وَقُلْنَا, وَكُلَا, قومه

﴿, آدَمَ, أَنْتَ, الْجَنَّةَ, اسْكُنْ, تعالى:, تفسير, يَا, وَزَوْجُكَ, وَقُلْنَا, وَكُلَا, قومه

تفسير قوله تعالى:

﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا



قوله تعالى: ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35].

هذا مما أخبر الله به مما أكرَمَ الله به آدم عليه السلام، وهو إسكانه وزوجِه الجنةَ، بعد إكرامه بأمر الملائكة بالسجود له، كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 19]، وقال تعالى في سورة طه: ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 117 - 119].

قوله: ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ ﴾ "يا" حرف نداء، و"آدم" منادى، وفي نداء الله عز وجل لآدم تكريمٌ وتشريف له.

﴿ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ "أنت" ضمير منفصل مؤكِّد لفاعلِ "اسكن" وهو الضمير المستتر فيه، ﴿ وَزَوْجُكَ ﴾ معطوف على فاعل "اسكن"، وزوج آدم هي حواء عليها السلام.

﴿ الْجَنَّةَ ﴾ "أل" للعهد؛ أي: الجنة المعهودة، جنة الخلد، التي أعَدَّها الله لأوليائه المتقين، وحزبه المفلحين.

وقيل: إن هذه الجنة التي أسكنها آدم وزوجه في الأرض، والصحيح أنها جنة الخُلد كما وصفها الله عز وجل في قوله في سورة طه: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118، 119].

وقد استدل ابن القيم[1] بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118، 119]، ثم قال: "وهذا لا يكون في الدنيا أصلًا، فإن الرجل ولو كان في أطيب منازلها لا بد أن يَعرِض له شيءٌ من ذلك، وقابَلَ سبحانه بين الجوع والظمأ، والعري والضحى، فإن الجوع ذلُّ الباطن، والعري ذل الظاهر، والظمأ حرُّ الباطن، والضحى حر الظاهر، فنفى عن سكانها ذلَّ الظاهر والباطن، وحرَّ الظاهر والباطن، وذلك أحسن من المقابلة بين الجوع والعطش، والعري والضحى، وهذا شأن ساكن جنة الخلد. قالوا: وأيضًا فلو كانت تلك الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب إبليس في قوله: ﴿ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 120]، فإن آدم كان يعلم أن الدنيا منقضية فانية، وأن مُلكها يبلى".

ففي هذه الجنة نزل الأبوانِ آدم وحواء عليهما السلام، ومنها أُخرِجا بسبب المعصية، وإليها مأواهما ومَن آمَنَ من ذريتها، وفيها خلودهم.

قال ابن القيم[2]:
فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها ♦♦♦ منازلُك الأولى وفيها المخيَّمُ

﴿ وَكُلَا ﴾أمر إباحة ﴿ مِنْهَا؛ أي: من الجنة.

﴿ رَغَدًا ﴾ صفة لمصدر محذوف؛ أي: أكلًا رغدًا؛ أي: أكلًا هنيئًا واسعًا طيبًا، مريئًا لا عناء فيه، ولا تنغيص ولا كدر.

﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾؛ أي: في أي مكان شئتما من هذه الجنة، ومن أي مأكول شئتما، ومتى شئتما، وفي هذا إكرام من الله عز وجل لآدم وزوجه، وامتنان عليهما، بإسكانهما الجنة، وإباحته لهما ما فيها من النعيم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118، 119].

﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ في هذا امتحان من الله عز وجل لآدم وزوجه، وحكمة الله أعلم بها؛ أي: ولا تأكلا من هذه الشجرة، والنهي عن قربها أبلغ من النهي عن الأكل منها؛ لأن من حام حول الحِمى يوشك أن يرتع فيه، كما جاء في الحديث[3]، فالنهي عن قربها نهيٌ عن الأكل منها من باب أولى.

و"أل" في الشجرة للعهد الحضوري؛ لأن الله أشار إليها بإشارة القريب "هذه" من أشجار الجنة، والله أعلم أي شجرة هي.

﴿ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ جواب النهي، والفاء للسببية؛ أي: فيتسبب عن قربكما لها كونُكما من الظالمين المعتدين؛ لفعلكما ما نهاكما الله عنه وحرَّمه.

والظلم: النقص، كما قال تعالى: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ﴾ [الكهف: 33]؛ أي: ولم تنقص منه شيئًا، وهو وضع الشيء في غير موضعه على سبيل التعدي.

أي: فإن قربتما هذه الشجرة التي نهيتُكما عنها، كنتما من الظالمين لأنفسهم، المعتدِين على حُرمات الله تعالى.

[1] انظر "بدائع التفسير" (1/ 309).

[2] انظر "حادي الأرواح" ص (31).

[3] أخرجه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه البخاري في الإيمان (52) ومسلم في المساقاة (15999) وأبو داود في البيوع (3329) والنسائي في البيوع (4453)، والترمذي في البيوع (1205)، وابن ماجه في الفتن (3984).





الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QrEgXkQh dQh N]QlE hsX;EkX HQkXjQ ,Q.Q,X[E;Q hgX[Qk~QmQ ,Q;EgQh N]QlQ HQkXjQ hgX[Qk~QmQ hsX;EkX juhgn: jtsdv dQh ,Q.Q,X[E;Q ,QrEgXkQh ,Q;EgQh




jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QrEgXkQh dQh N]QlE hsX;EkX HQkXjQ ,Q.Q,X[E;Q hgX[Qk~QmQ ,Q;EgQh N]QlQ HQkXjQ hgX[Qk~QmQ hsX;EkX juhgn: jtsdv dQh ,Q.Q,X[E;Q ,QrEgXkQh ,Q;EgQh jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QrEgXkQh dQh N]QlE hsX;EkX HQkXjQ ,Q.Q,X[E;Q hgX[Qk~QmQ ,Q;EgQh N]QlQ HQkXjQ hgX[Qk~QmQ hsX;EkX juhgn: jtsdv dQh ,Q.Q,X[E;Q ,QrEgXkQh ,Q;EgQh



 

رد مع اقتباس