منتديات الحقلة

منتديات الحقلة (http://www.alhaqlah.com/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم والتفسير (http://www.alhaqlah.com/forumdisplay.php?f=89)
-   -   الكلام على قوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=126909)

طالبة العلم 02-08-2021 11:40 AM

الكلام على قوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ
 
الكلام على قوله تعالى:

﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 89]


معنى قوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾؛ قال ابن كثير في "تفسيره" (4 /594): قال ابن مسعود: وقد بيَّن لنا في هذا القرآن كل علم، وكل شيء.

وقال مجاهد: كل حلال وحرام.


ثم قال ابن كثير: وقول ابن مسعود أعم وأشمل، فإن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق، وعلم ما سيأتي، وحكم كل حلال وحرام، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم، ومعاشهم ومعادهم؛ اهـ.


وقال العلامة السعدي في "تفسيره" (ص446): قوله: ﴿ وَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ في أصول الدين وفروعه، وفي أحكام الدارين، وكل ما يحتاج إليه العباد، فهو مبين فيه أتم تبيين بألفاظ واضحة ومعان جلية.


حتى إنه تعالى يثني - أي: يعيد - فيه الأمور الكبار التي يحتاج القلب لمرورها عليه كل وقت، وإعادتها في كل ساعة، ويعيدها ويبديها بألفاظ مختلفة وأدلة متنوعة؛ لتستقر في القلوب فتثمر من الخير والبر بحسب ثبوتها في القلب.


وحتى إنه تعالى يجمع في اللفظ القليل الواضح معاني كثيرة يكون اللفظ لها كالقاعدة والأساس، واعتبر هذا بالآية التي بعد هذه الآية، وما فيها من أنواع الأوامر والنواهي التي لا تحصى، فلما كان هذا القرآن تبيانًا لكل شيء، صار حجة الله على العباد كلهم، فانقطعت به حجة الظالمين، وانتفع به المسلمون، فصار هدى لهم يهتدون به إلى أمر دينهم ودنياهم، ورحمة ينالون به كل خير في الدنيا والآخرة، فالهدى ما نالوه به من علم نافع وعمل صالح؛ اهـ.


هل يفهم من الآية أن الكتاب بيَّن كل أمور الدين أم أنه بين البعض دون الآخر؟
قلت: ظاهر الآية، وكذا كلام ابن كثير، وما نقله عن ابن مسعود رضي الله عنه، وما ذكره السعدي: يفهم أن القرآن بيَّن كل أمور الدين، لا بعضًا دون بعض، والله أعلم وأحكم.


بعض ما في قوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍمن الفوائد:
الأولى: يجب على المسلم التمعن فيما اشتمل عليه القرآن من أحكام وآداب وغيرهما.


الثانية: كل ما شرعه الله، فقد جعل لنا في القرآن منه علمًا، وما لم يكن مفسرًا فيه فسرته السنة.


الثالثة: وجوب الرجوع إلى القرآن والسنة عند الإشكال والاختلاف وحلول المعضلات، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ[الشورى: 10]، وغيرها من الأدلة.


الرابعة: الرجوع إلى أهل القرآن، قال الله تعالى:﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل:43].


الخامسة: يجب على كل مسلم التحاكم إلى الكتاب والسنة، والاقتناع بهما، ولا يكفي أن يرجع إليهما فقط، حتى يحقق قوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65].




الألوكة

ابو يحيى 05-08-2021 07:18 PM

رد: الكلام على قوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْ
 
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك


الساعة الآن 06:38 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant