رفع فيلسوف الكلمة دعوى ضد طرف آخر في محكمة الحب ..
وبعد النظر في الشكوى من قبل قاضي المحكمة أمر باستدعاء الطرف الثاني فان أبى الحضور فيحضربالقوة الجبرية : وبعد حضور جميع الأطراف : وجه قاضي الحب السؤال إلى فيلسوف الكلمة بصفته المدعي :
قائلا من يمثـلك يا فيلسوف الكلمة بالترافع عنك ؟
أجاب فيلسوف الكلمة قائلا : ياسيدي أنا أترافع عن نفسي , فعسرالحال وضيق ذات اليد ولما حل بي من جور المدعى عليها وظلمها ولما ألحقته بي وقلبي من أذى وضرر فانه لا يعرف أبعاد ذلك ودقائق خفاياه إلا أنا وقلبي الصغيرالذي لا يملك الأهلية للدفاع عن نفسه لصغر سنه . وكما أسلفت انه بسبب ضيق ذات اليد فانه يتعذر علىّ توكيل محامي يا سيدي القاضي .
فنادى القاضي قائلا هل حضر الطرف الاخر المدعى عليها ؟
وعوضا عن ان يجاب بالحضور من قبل المدعى عليها , قام زمرة من المحامين كلهم يقولون بلسان واحد يا سيادة القاضي نحن محامو الدفاع عن المدعى عليها . فرمقتْ المدعى عليها فيلسوف الكلمة بنظرة كلها خُيلا وغطرسة وغرور وكأنها تقول هذه الكوكبة من المحامين أعددتها للنيل منك يا فيلسوف وستخسر دعواك لا محاله ..
قال القاضي يافيلسوف : قل دعواك وأوجز , وكأن القاضي قد تأثر بالكثرة والقوة ..
قام فيلسوف الكلمة بفرائص مرتعدة وقلب يرجف وقد أيقن بالهزيمة أمام جبروت القاضي وذلك الكم الهائل من المحامين .. وهو يقول بصوت خافت ياساتر يااااااااااااااساتر وبدأ الفيلسوف مرافعتة بصوت تخنقه العبرة وبلسان يتلعثم وخوف بلغ حد الهلع وهو يردد في سريرته ليتني لم أقم دعواى هذه ضد هذا المتغطرسة الجائرة , فمن المسلم به ان القاضي سيفتنه جحافل المحامون برقة الأسلوب وأناقة مظهرهم وبكل أسلحتهم المتمثلة بطول خبرتهم وسيحكم قاضي الحب ببطلان دعواي وبالتالي معاقبتي تحت ذريعة تقديم دعوى كاذبة ضد بريئة وان تكن مذنبة مئة بالمئه ..
قال فيلسوف الكلمة : أيها القاضي المبجل رئيس محكمة الحب , السادة أعضاء هيئة المحلفين الكرام , أيها الحضور الكريم : (( في عُرف الحب واهله وقوانينه )) فانه لا يُجّرم من عصاه قلبه وهفا لإنسان بعينه لأنه لا يملك كبحه او ردعه فالقلوب ان خفقت تجاه إنسان بعينه حلّقت ولا تبالي في سماء من خفقت من اجله , وأقامت بأرضه مهما كانت النتائج وقد عقني قلبي وعصاني وخرج عن طوعي وأمري فكان أشبه بالعبد الآبق من سيده ولجأ إلى المدعى عليها هذه السيدة الأنيقة مستجيرا بها , وتمرغ في رضاها وطلب منها ان ترأف به باسم الحب وان تعامله على هذا الأساس أوعلى اقل تقدير معاملة الأسير..
ولأنها قد أدركت شدة ضعفه وتعلقه بها فأمرته بان يكون عبدا في رضاها قائما على خدمتها ولم تُجير من استجار بها واستغلت ضعفة قلبي وحداثة سنه وطيشه وتعلقه بها حد الجنون , فلما بلغني ذلك اتيت إليها بكل أدب , واحترام , مطالبا إياها بان ترد عليّ قلبي , او توليه عنايتها ورحمتها , فبلغ بها الخيلاء والكبر ان أومأت لزمرة خدامها وحراسها بالنيل مني حد الوجع , وقد ذكرت أسمائهم ضمن عريضة دعواي لمحكمتكم الموقرة . ولتأكيد صدق قولي وصحة دعواي فهاهم أولائك يحيطون بها كما يحيط السوار بالمعصم ويعينوها على ظلم العباد وأرجو من فضيلتكم التأكد من ذلك بالنظر إلى المدعى عليها وخدامها وهم كلا من : السيد الحسن , والسيد الجمال , والسيد العطف , والسيد اللين , والسيد التداعي , والسيد الدلع , بالإضافة إلى كل من السيدة الرقة , والسيدة الأنوثة المفرطه. v v v
أوقف القاضي فيلسوف الكلمة وقال : سنواصل الاستماع الى مرافعتك بعد استراحة قصيرة وبعد تلك الاستراحة عاد القاضي وهيئة المحلفين وقال القاضي على فيلسوف الكلمة ان يواصل مرافعته , قام فيلسوف الكلمة مواصلا مرافعته قائلا :
سيدي القاضي لقد أمرت هذه السيدة حراسها وخدامها والذي ذكرتهم قبل الاستراحه أمرتهم بان يهاجموا ضعفي وضعفة قلبي دون رحمة او شفقه ومن كل حدب وصوب فشلوا حركتنا وأمعنوا في إذلالنا والحقوا بنا اشد أنواع الألم والعذاب والاااااااااااه حتى انها أنستني وخدامها يا سيدي لشدة ظلمها وفتنتها أنستني أني أتيت إليها مطالبا بصغيري قلبي المسكين .. فما وجدتني يا سيدي إلا وقد أصبحت تابع لها جل ما انشده ان أنال رضاها , ومع كل ذلك فلم يأخذها فينا أنا وقلبي إيلا ً ولا ذمه ولم ترفق بنا بل حملتّنا من الأشواق اقسىاها وأخذت تصلينا على نار الوجد وتحرقنا بنار اللهفة والهيام فأذاقتنا جميع أصناف العذاب .. فقضّت بذلك مضاجعنا واستدرتْ أدمعنا مدرارا وراق لها الاستمتاع بسماع أناتنا وزفراتنا فحولت ليلنا نهار ونهارنا ليل ..
مما يوكد يا سيدي انها رغم ما يبدو عليها من الرقة واللين الا انها من واقع معاناتنا اتضح انها من اصحاب النزعة السادية الذي يتلذذ أصحابها بسماع أنات من يسحقون فسيّرتنا خدم لها دون مقابل إنما امتهان لآدميتنا بل وبالغت في جورها فحّرمت علينا لقائها , او النظر إليها , رغم سماعها لصرخاتنا وكأنها تقول أيعقل ان يتطاول العبيد على اسيادهم فيطلبون لقائهم اوالحديث إليهم واوكلتنا إلى أولائك الغلاظ الشداد خدامها من الحسن والدلال ......الخ فمزقونا شر ممزق لشدة اليهام بها فلا طعام استسغناه ولا من عنابها اسقتنا شربة نطفي بها لهيب أشواق أقامت فينا بكل جبروتها وقسوتها , بل إنها أقامت من نفسها محكمة وسياف ومحامي دفاع وجلاد , ونحن المتهمون يا سيدي والضحية وتهمتنا في عٌرفها هي إننا تجرأنا ومنّينا انفنسنا (( مجرد أمنية فقط )) بأنه ربما وتعويلا على صبرنا منقطع النظير وشدة إخلاصنا لها وتفانينا في خدمتها انه ربما أدركنا ذات يوم شئابيب رحمتها او نزراً قليل من رضاها فتجود عطفا عليه بتطبيب جراحا هي من أحدثتها بنا وزمرتها خدامها وحراسها , فاعتبرت تلك الأمنية يا سيدي القاضي جُرم لا يغتفر وذنب عقابه مستمر فكانت أحكامها جائرة تتسم بالقسوة وخلوها من الرحمه فما أفقنا من عذاب إلا وأوقعتنا بأشد منه واقسي ! حتى انظر يا قاضي الحب الموقر بعين الرحمة لأعيننا التي ذبُلت من شدة البكاء والسهر وأجسامنا النُحل التي أصابها الهزال لانعدام شهيتنا في طعام او شراب وذلك لشدة جفوتها لنا وشدة تعلقنا بتلك الماثلة أمام أنظار سيدي القاضي وأعضاء هيئة المحلفين الموقرة , الماثلة على ذلك المنبرالذي اعد لها خصيصا بهذه المحكمة الموقرة ونكلت بنا اشد تنكيل تحت وطأتها وجبروتها وأعوانها , وأشرت نحوها , فما كان من القاضي حين استدار نحوها ووقع نظره عليها إلا ان قال: ((سبحان من خلق فابدع ))
وبعد مرافعتي نادى القاضي على المدعى عليها بان تقدم محاميها او تترافع عن نفسها , فبرز فورا زمرة من المحامين للدفاع عن المتهمة ببدء مرافعتهم فنصّبوا كبيرهم الذي كان أفصحهم لسانا وأقواهم حجة وأشدهم ظلما وأقساهم غلظه انه المدعو الحرمان .. فقال (( فض فوه)) :
يا سيدي القاضي بادئ ذي بدء فاني اطلب من سيادتكم النظر الى موكلتي واترك لفراستكم وحنكتكم سيدي القاضي تقدير ما إذا كانت هذه الوردة الرقيقة والبدر المضئ والملاك الذي على هيئة بشر ويشير بخبث وذكاء نحوها وكأنه يعطي العذر للقاضي كي يعيد النظر إليها فقد لمس ان القاضي قد وقع في شراكها , وحتى يدفع به إلى متابعة التمتع بالنظر إليها أكثر وهو يعلم ان بها من الفتنة مالا يقدرعلى مقاومته بشرا , فما رآها احد إلا افتتن بها وطاش عقله , وقد وجد القاضي ذريعة وعذرا لاعادة النظر اليها بناء على الحاح محاميها بان يعيد القاضي النظر اليها بحجة ان ما قلته في دعواي لا يمكن ان تفعله انسانه برقتها , فحين اعاد القاضي النظر اليها وكانه مجبرا تحت الحاح المحامي وكنوع من الانصاف فقد نظر اليها مرة اخرى واطال النظر ولم يزل فاغر فاه وقد نسي القاضي وقارة وسرح في ......
(( فلّقة القمر)) وجهها الصبوح , الذي كان يتلألأ ضياء فلم يعي القاضي شئ مما قاله ذلك المحامي الماكر الخبيث وبعد ان انهى الحرمان مرافعته التي طالب فيها برد اعتبار موكلته برفض دعواي وقلبي ضدها , وبطلانها وان يصدر في المقابل بحق فيلسوف الكلمة وقلبه اشد عقوبة , بدعوى إقامة دعوى كاذبة ضد موكلته البريئة كما يزعم واتهامي كما قال زورا وبهتان لملاك يجرحه الورد , فأستعاد القاضي أنفاسه ورشده بعد ان كان قد سهى لأنه كان سارح في روعة ما يرى فردد قائلا كمن الم به حرج :(( رفعت الجلسة للمداولة )).
والسؤال من يا ترى سيحكم له قاضي الحب ؟ وهل لو كان احدكم هو القاضي فلمن سيحكم بعد ان وقفتوا على مرافعة طرفي القضيه ؟ اترك لإبداعاتكم الإجابة على هذا السؤال.
دمتم سالمين . فيلسوف الكلمة
[/TABLE1]
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
رد: (( فيلسوف الكلمة يرفع دعوى ضد طرف اخر فمن سيكسب القضية من وجهة نظركم ؟ ))
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجابر
جميله تلك القصه والقضيه المرفوعه كان الله
معك في ضعفك واصلح الله
حال مابين اسوار البيوت
فيلسوف الكلمه
محكمة الحب صعب الحكم فيها
نسال الله اعطاء كل ذاحق حقه
تحياتي لسموك الكريم شكرا
الاخ محمد الجابر
حضور اولي وكلمات تقطر جمال ودعاء
صادقا من القلب فشكرا لك ايها النبيل
ونعم وعلى الرغم من اننا قد نحاكي بما نستجدي
الخيال ان يمدنا بنه لحظة هيمنة رغبة ملحة علينا
كي نعتلي نواصي الاقلام بعضا من الواقع في لحظة
صفاء ومصالحة مع اقلامنا ومع من نحب فذلك
ما يمكن تسميته عصارة الم الحب .
سلمت اخي محمد
راق لي انها راقت لك اخي الكريم
تقبل جل تقديري الاخوي
التعديل الأخير تم بواسطة فيلسوف الكلمة ; 25-05-2015 الساعة 06:33 PM
رد: (( فيلسوف الكلمة يرفع دعوى ضد طرف اخر فمن سيكسب القضية من وجهة نظركم ؟ ))
في مثل يقول يستاهل البرد من ضيع دفاه
وبما انك فغرت فاك حتى ضاع قلبك فالمخطئ الاول هو انت والوزر وزرك
فعلى الانسان حفظ
عينه حتى لاترى
واذنه حتى لايسمع
وقلبه حتى لايقع
وعقله حتى لايخضع
ورحم الله الجسد ان وقعت الاربع
فما وزر الجمال والدلال والانوثه مع ذلك القلب الصغير الذي اوقع صاحبه
فلربما خافت ان تكون ضمن الواقعين فوجدت طريق القسوه وتشبثت به
حتى لاتهلك معهم
ما اروع ماقرأت وكاني ضمن الحضور اسمع وارى مسار تلك الجلسه
مبدع كعادتك يسعدني الحضور الى متصفحك دائما لانه يحوى على كل ممتع وجديد وجميل
يعطيك العافيه .
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
25-05-2015
.gif "D (15)")
