**النفوس الكبيرة..
**والعقول النظيفة..
**تسمو وتكبر فوق المخاوف..والشكوك..والتحسبات..والظنون..
**فهي تظل أكبر من كل خشية..
**وأقوى من كل هاجس..
**وأعظم من كل تحسب..
**ولا يمكن أن تستسلم للأوهام..والتصورات..
**وأن تذهب مذاهب شتى وبعيدة في تفسير بعض ما يعرض لها..
أو يحاول ((الموتورون))تصويره..أو تفسيره على هواهم..
**فقد تعود الناس على فئة مريضة من المجتمع..
**لا هم لها.. ولا وظيفة.. ولا شغل.. الا التبرع بتفسير كل شيء
وتصويره على انه ضد اللآخرين.. وعلى حسابهم..
**لكن الكبار.. والواثقين.. والعقلاء.. يكبرون بنفسهم فوق هذه
((الهمهمات)) وتلك ((الجعجعات)) وبعيدا عنها..بما أتيح لهم من حس
انساني.. وفطنة كافية تجعلهم يدركون دوافع هذا النقص الحقيقية
وغير الموضوعية..
**ودائما فان المرضى... والمأزومين.. والمتربصين.. ينشطون
كلما وجدوا فرصة للتشكيك.. ومدخلا للتفسير المسموم.. ومنفذا
لتشويه الحقائق.. بدوافع الكراهية..
**ودائما أيضا..
**فان من طبيعة المأزومين.. والحاقدين.. أن يستغلوا بعض
الفجوات الوهمية للعمل على توسيعها.. واستثمارها.. بهدف تغيير
الصورة الرديئة عنهم..وتبرير عجزهم وقصورهم.. وسوء
تصرفاتهم..
**ولو أدركوا أن صورتهم السوداء.. لا يمكن أن تمحوها محاولات
الاسترقاق للعواطف.. واعلان البراءة.. والقاء التهم على الآخرين..
**لو أدركوا ذلك..
**ولو أدركوا أن الرجال العقلاء يعرفون دوافعهم الحقيقية لما
استمرأوا مثل هذه التصرفات.. ولعالجوا أوضاعهم.. وأصلحوا
أحوالهم.. فذلك وحده كفيل بمعالجة الاختلالات.. وسوء السمعة..
وبالتالي سوء المصير..
**والحقيقة أن هؤلاء مكشوفون أمام العقلاء..
**مكشوفون بحكم ازدواجيتهم.. وتناقضاتهم.. وكذبهم على
انفسهم وعلى الآخرين..
**يتحدثون معك بلغة.. ومن ورائك بلغة..
**يظهرون لك المودة.. ويطعنونك من الخلف الف طعنة..
**يعترفون لك بالفضل عليهم.. ويتحاملون عليك بعيدا عنك..
**والسبب في كل هذا انهم يعيشون حالة غرق.. حالة انكسار..
حالة دمار نفسي وأخلاقي وحسي.. هم سببه.. وليس سواهم..
**ورغم سقطاتهم الكثيرة..
**ورغم حالة الانهيار التي يعيشونها..
**ورغم درجة التفسخ التي لا يستطيعون الفكاك منها.. الا أن الكبار
يظلون كبارا.. تحكمهم الأخلاق وتتحكم فيهم القيم.. والا لطردوهم
واجهزوا عليهم.. بسبب سقطاتهم المتكررة.. وعدم أهليتهم للحياة..
والله المستعان.
فاصلة:
( رديء من يحمّل الآخرين نتيجة أخطائه ).
*هاشم عبده هاشم
عكاظ/عدد_13466
الخميس/1424/05/10هـ
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك