بنات في عُمْر الورود يتجولن بين مكاتب القضاة ..
هذه تستلم النفقة وتلك تحمل ملف أوراق تطالب بنفقة ، وأُخْرَى تطلب ضَم صغير ..
واُخْرَى تُطالب بحبس طليقها لعدم دفعه النفقة ..
كل بنت خلفها أمها تركض معها للإيقاع بمن كان يوماً شريك حياتها ..
في صالة الإنتظار هناك عدد كبير من النساء أضعاف عدد الرجال ..
وجوه تحمل ملامحها الكثير من الكَيْد والإرهاق والتعب والأَسَى 😔
أطفال وأخوة يُفرَقون ويُتركون ..
أُمٌ تحاول إسترجاع فلذة كبدها بعد أن قام طليقها بتسفيره إلى خارج البلاد .
رجل سيتحمل فراق أولاده والذهاب لمشاهدتهم في دور الرعاية في برود قاتل لعاطفة الأبوة ..
رجل يبكي وَيُحضِر إفادات براتبه تفيد بأن المتبقي من راتبه لايكفيه يومين وبلاؤه عظيم ..
تسمع صرخة رجل " ياشيخ إحبسني السجن أرحم " ماأقدر أصرف عليهم .
فتاة تَسعَى إلى الطلاق وتقف أمام ناظري زوجها بدون أي حياء ولا خجل بصحبة أبيها أو أمها وتناسوا بأنها انكشفت عليه انكشافاً تامّاً دونما ساتر ..
أُخْرَى صارخة باكية سقطت قضيتها لأنها لاتملك إيجار المجيء إلى المحكمة تقول : "والله ماحضرت لأن ماعندي مبلغ إيجار الطريق ولا أقدر أدفع رسوم تجديد القضية "
بِنت تحمل صغيرها الذي لم يتجاوز عمره العام في هذا الحَـر يصرخ ربما جوعاً أو عطشاً أو إعتراضاً على أن المحكمة ليست مكانه ولا يعلم أن مستلزماته من الحليب والفُوَط سيتم تأمينها بعد أن يلقي التنفيذ القضائي القبض على والده الذي تخلف عن دفع نفقته لضيق ذات اليد ..
رجل وامرأة تجاوز عمر زواجهما ثلاثين عاماً ولديهم عشرات الأحفاد وتطالب زوجته بالطلاق والإفتداء أو الخلع لتتفرغ لنفسها حسب كلامها وتتنفس في المقاهي والمطاعم مع صديقاتها .
وغير ذلك من الصور الكثير ...
لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة .. ؟؟!
بعد أن كان كبير أي أسرة قادر على حل أي خلاف في العائلة .
بعد أن كان كبير العائلة له كلمته وحكمه ، وما كانت الأم تستطيع أن تقول لإبنتها ( أُتركيه وسأزوجك سِيد سيده )
أو أم تقول لإبنها ( عذبها وجرجرها في المحاكم وأنا بَأزوجك أحسن منها )....
والسؤال القائم :-