تأمل قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 8]، وكيف يراعي الشرع نفوس أولئكَ الأقارب الذين لهم من وشائج القربى ما يربطهم بالمتوفى، ولكن لا ينالوا بها شيئًا من ميراثه، وأولئك اليتامى الذين يعانون مرارة فقْد الآباء، وتتشوف نفوسهم إلى ما يخفف ولو شيئًا يسيرًا من ذلك الفقد، وأولئك الْمَسَاكِين الذين سكَّن الفقرُ حركتهم، وودوا لو جاءهم شيءٌ من المال عفوا كما جاء أولئك الورثة.
وتأمل قوله: ﴿ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾، فإنَّ مِنْ شَأْنِ الورثةِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ أنْ يَتَبَرَّمُوا مِنْ حُضُورِ ذَوِي الْقُرْبَى، وَغَيْرِهِمْ مَجْلِسَهُمْ عند تقسيم الميراثِ، فأمروا بإحسانِ القولِ كما أحسنوا الفعلَ بإعطائهم شيئًا من المالِ المقسومِ، وفيه دليلٌ على تأثير القول الجميل على النفس، وقد قال أبو الطيب:
لا خيلَ عندكَ تُهديها ولا مالُ
فَلْيُسْعد النطقُ إن لمُ تُسْعد الحالُ
الألوكة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك