أنعم الله على العباد والبلاد بموسم أمطار وخيرات وبركات، سالت على إثرها الأودية، وأخضرت الأرض، واكتست الجبال بألوان الخضرة والجمال، وتناقل الناس عبر وسائل التواصل، صور جبال مكة ورياضها الخضراء، وتنوعت المشاهد، وتجملت الأرض، وأصبحت تسر الناظرين.
وكنت في يومي هذا الجمعة 20/ 6/ 1444 قد ذهبت إلى الطائف مع أبنائي للنزهة ولفت نظري، الفرق بين جبال مكة في هذه الأيام ذات الخضرة والجمال، والأزهار وجميل الألوان، وبين جبال الطائف وخلوها من الخضرة، وكنت أتسائل مع أولادي ما سر ذلك، فكل اجتهد بما أجاب، ولكني ما وجدت جواباً شافياً.
وعندما رجعت ليلاً، وكنت أراجع كلاماً للرامهرمزي من كتابه الأمثال المروية عن النبي ، وقفت له على نص حول قوله تعالى:" أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَتُصۡبِحُ ٱلۡأَرۡضُ مُخۡضَرَّةًۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرࣱ" فقال: وليس اخضرارها عقيب يوم يمطر فيه، إنما المعنى: أنه سبب له بإذن الله, وزعم قوم أن هذا بمكة موجود، تخضر الأرض في ليلة واحدة، ولا يكون إلا بمكة" فعرفت الجواب وهداني الله له، بأن هذا من خصائص البلاد الحارة.
فرجعت إلى أقوال المفسرين حول الآية، فوجدت جواب سؤالي عن الفرق بين جبال مكة وجبال الطائف،
قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِمَكَّةَ وَتِهَامَةَ. وَمَعْنَى هَذَا: أَنَّهُ أَخَذَ قَوْلَهُ: "فَتُصْبِحُ" مَقْصُودًا بِهِ صَبَاحُ لَيْلَةِ الْمَطَرِ وَذَهَبَ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ الِاخْضِرَارَ يَتَأَخَّرُ فِي سَائِرِ البلاد، وقد شاهدت هذا بسوس الْأَقْصَى نَزَلَ الْمَطَرُ لَيْلًا بَعْدَ قَحْطٍ أَصْبَحَتْ تِلْكَ الْأَرْضُ الرَّمِلَةُ الَّتِي نَسَفَتْهَا الرِّيَاحُ قَدِ اخْضَرَّتْ بِنَبَاتٍ ضَعِيفٍ رَقِيقٍ.
وقال ابن جزي: ﴿فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً﴾ تصبح هنا بمعنى تصير، وفهم بعضهم أنه أراد صبيحة ليلة المطر، فقال: لا تصبح الأرض مخضرة إلا بمكة، والبلاد الحارة.
وقال ابن كثير في قوله تعالى: (أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَتُصۡبِحُ ٱلۡأَرۡضُ مُخۡضَرَّةًۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرࣱ 63: قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ: "أَنَّ بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا" وَمَعَ هَذَا هُوَ مُعَقَّبٌ بِالْفَاءِ، وَهَكَذَا هَاهُنَا قَالَ: ﴿فَتُصْبِحُ الأرْضُ مُخْضَرَّةً﴾ أَيْ: خَضْرَاءَ بَعْدَ يُبْسِهَا ومُحُولها.
[SIZE="6"]سبحان الله سبحان من جعل اطهر البقاع مخضرة زاهية
وكأنها فرشت في عشية وضحاها فلا مكان ليباس الارض وذلك فضل الله
شتاء الناس برد قارص وشتاء مكه خضره واجواء تشبه الخيال
فالحمدلله حمدا تطيب به الحياة دائما وابدا
يعطيك العافيه على النقل [/SIZE