كتب عالم الاجتماع السويدي بير يوهانسون والذي دَرَّسَ مادة علم الاجتماع في جامعة ستوكهولم مقالا لكبار السن واضعا تجربته الشخصية بعد تقاعده عن العمل والتدريس في الجامعة بعنوان
كما تعلم للوقت طريقة للتحرك بسرعة وإلقاءالقبض عليك وانت غير مدرك للسرعة التي انقضت بها السنوات.
يبدو انني بالأمس فقط كنت صغيراً وأبدأ حياتي الجديدة .. لكن بطريقة ما بدا الأمر وكأنه منذ دهور، وأتساءل أين ذهبت كل تلك السنوات.أعلم أنني عشتها كلها دون نقص، لدي لمحات عن كيف كنت في ذلك الوقت ولمحات عن آمالي وأحلامي فيها ..ولكن فجأة اكتشفت انني أعيش الربع الأخير من حياتي وقد أدهشني ذلك الاكتشاف .. أين ذهبت كل تلك السنين .. ومتى والى أين غادر شبابي!؟
كم قابلت وعرفت من كبار السن طوال حياتي، وكم أعتقدت أن الشيخوخة التي اتصفوا بها بعيدة عني .. ذلك حين كنت في الربع الأول من رحلة العمر، وكان الربع الرابع بعيدًا عني لدرجة أنني لم
أتمكن من تخيّل كيف يمكن أن يكون حين ابلغه
لكن .. ها هو الربع الرابع قد اقتحم بابي وتجاوز اعتابي وسلبني شبابي .. أصدقائي متقاعدون واصبحوا شيبا، يتحركون ببطء .. ويسمعون بعسر .. ويفهمون بمشقة .. بعضهم في حال أفضل مني وبعضهم أسوأ .. لكني أرى التغيّر الجسيم في احوالهم ليسوا مثل الأشخاص الذين أتذكرهم والذين كانوا صغارًا ونابضين بالحيوية .. نحن الآن أولئك الأشخاص كبار السن الذين اعتدنا على رؤيتهم ولم نتخيل يوما أننا سنكون مثلهم
اليوم اصبحت ارى أن مجرد الاستحمام هو هدف حقيقي لهذا اليوم .. والقيلولة لم تعد اختيارية بعد الآن .. إنها إلزامية!!
لأنني إن لم آخذ قيلولتي بمحض إرادتي فأني سأغفو حيث أجلس
وهكذا أدخل الموسم الجديد من حياتي غير مستعد للأوجاع والآلام وفقدان القدرة على القيام بأشياء كنت أتمنى أن أفعلها ولكني لم أفعلها أبدًا!
كم ندمت على أشياء كنت أتمنى لو لم أفعلها .. وكم ندمت على ما كان يجب أن أفعله ولم
افعله، كما اكتشفت ان هناك العديد من الأشياء التي أسعدنى القيام بها خلال ما مضى من العمر.
لذا إن لم تكن في الربع الأخير من عمرك بعد ..دعني أذكرك أنه سيأتيك أسرع مما تتوقع .. لذلك كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك افعله بسرعة ..لا تؤجل ذلك .. تمر الحياة بسرعة ..لذا افعل ما تستطيع اليوم، إذ لا يمكنك أبداً التأكد مما إذا كنت في الربع الأخير أم لا!!
ليس لديك وعد بأنك سترى كل فصول حياتك .. لذا عش اليوم وافعل وقل كل الأشياء التي تريد أن يتذكرها أحباؤك .. وكن على امل أن يقدروك ويحبوك على كل الأشياء التي فعلتها لهم في كل السنوات الماضية
"الحياة" هدية لك
الطريقة التي تعيش بها حياتك هي هديتك لمن سيأتي بعدك .. اجعلها رائعة .. عشها بشكل جيد .. تمتّع بيومك .. افعل شيئا ممتعا .. كن سعيداً.
أتمنى لك يوما عظيماً.. وتذكر ان "الصحة " هي الثروة الحقيقية وليست قطع الذهب والفضة.
يفضل أن تضع في اعتبارك ما يلي:
~كل مابقى لك من الصحة فضل من الله فاحمده ان أبقاه لك.
~ان خرجت من المنزل لوحدك فاحمد الله انك قادر على العودة إليه.
~نسيت الأسماء لا بأس .. لأن بعض الناس نسوا أنهم حتى يعرفونك.
~أنت تدرك أنك لن تكون محترفا في كل شيء حتى في ارتداء ملابسك دون مساعده.
~الأشياء التي اعتدت على القيام بها، لم تعد
مهتمًا بها بعد الآن، ولم يعد يعنيك انك لا تهتم بها
~تنام على كرسي أمام التلفزيون وهو على وضعية "ON" بشكل أفضل مما لو كنت نائما في سريرك.
~تفوتك الأيام التي كان فيها كل شيء يعمل فقط بمفتاح "تشغيل" و "إيقاف".
~أنت تميل إلى استخدام الكلمات ذات الحروف القليلة .. "ماذا" "متى؟"... ؟؟
~لديك الكثير من الملابس في الخزانة .. أكثر من نصفها لن ترتديها أبداً.
~سيكون للقديم قيمة اكثر من ذي قبل في حياتك .. الأغاني القديمة، الأفلام قديمة، وأفضل ما في الأمر الأصدقاء القدامى!
أرسل هذا إلى أصدقائك القدامى .. ودعهم يضحكون متفقين معك. وتذكر ليس المهم
ما تجمعه، ولكن ما تنثره هو الذي يخبرنا بنوع الحياة التي عشتها.
أخيراً .. نحن نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا، و لكننا يمكن أن نضيف حياة إلى وقتنا. ولن تشعر انك بخير في كل مراحل عمرك الا اذا كنت مع الله وواثقاً به ومعتمداً عليه.
هذا المقال واحد من أجمل ما قرأت منذ فترة وقد تصرف المترجم (لا أعرفه) ببعض الفقرات فيه عند الترجمة.
د أحمد بن حسن الشيخ
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك