القضاء والقدر ليس سرا علي الإطلاق
بل هو حب وأدب وسبب •الذات الإلهية المقدسة:
-----------
ليس فيها خلق بل الكل فيها حق
بلا اتصال ولا انفصال ولا أسماء ولا صفات
تنزهت عن النِسب والأضداد
و تنزهت عن التنزيه كما تنزهت عن التشبيه
تنزهت عن الإطلاق كما تنزهت عن التقييد والتحديد
الكل منها وإليها وفيها ولها وبها
وليس القضاء والقدر من مقتضياتها ولا محل له في أنوارها
لأن القضاء يقتضي قاضٍ و مقضي عليه وتلك نسبة والذات الإلهية تنزهت عن النسب
.......................
•مرتبة الألوهية المعبر عنها بلفظ الجلالة الله:
---------------------
هذه هي مرتبة الخلق والإيجاد
الكل بالنسبة لها خلق حتي الكفر والايمان
و الموت والحياة
سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم مخلوق بها للهداية
وابليس اللعين مخلوق بها للغواية
وهذه مرتبة الحيرة حيث تعالي أراد كل شئ و خلقه ولم يرض إلا الإيمان(إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر)
جعلك مخيرا بقوله(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
و جعلك مسيرا بقوله(والله خلقكم وماتعملون)
ثم جعلك في المشيئة بقوله (يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء)
وسر القدر في مرتبة الألوهية هو الأدب
اذا فعلت سيئة فقلت أنا الذي فعلت واقترفت واعترفت
يقول الله لك بل أنا الذي قضيت وقدرت و قد غفرتها لك
أما إن فعلت السيئة فقلت أنت يارب الذي قضيت وقدرت
فيقول لك بل انت الذي فعلت وجنيت
وإذا فعل الإنسان الطاعة فقال لله انت الذي سهلت ويسرت وقدرت
يقول الله تعالى له بل انت الذي فعلت وعملت وتعبت ويثيبه عليها
وإذا فعل الطاعة فقال أنا الذي فعلت وفكرت ودبرت يقول الله له بل انا الذي سهلت وأعنت
فالأدب هو سر القضاء في مرتبة الألوهية
اعتذر بلا حجج أغفر لك بلا عتاب
.....................................
•مرتبة الربوبية:
-----------
وهي مرتبة الإمداد
الجميع هنا مراد
المؤمنون مرادون ممدودون من اسمه الهادي
والكفار أيضا مرادون ممدودون باسمه المضل
والربوبية هي أقرب المراتب للعبد والشرع فيها ظاهر
والإنسان فيها مخير بل مجبور و مفطور علي أن يكون مخيرا ولو أراد أن يكون مسيرا لما استطاع
وفي هذه المرتبة من آمن و أطاع دخل الجنة ومن كفر و عصي دخل النار
أحيانا قليلة يصير الإنسان مسيرا حين يمرض أو حين تصيبه مصيبة تجعله يفقد أن يكون مخيرا فتلك ألوهية
أو حين يرزقه الله تعالي بلا سبب ظاهر فتلك أيضا ألوهية
(أبي الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب) فالقضاء والقدر في
الذات أنوار و فناء ومنك حب
وفي الألوهية خلق وإيجاد ومنك أدب
وفي الربوبية إمداد و قرب ومنك أخذ بالسبب
فأنت القضاء وسر القدر وأنت المراد و نعم البشر #سماحة_الإمام_صلاح_الدين_التجاني #الأصول
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك