عدد الضغطات : 9,173عدد الضغطات : 6,678عدد الضغطات : 6,397عدد الضغطات : 5,605
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ...بم‘ـــآآآذآ تفــكــــر الآن ... (آخر رد :السموه)       :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: مؤلم ... (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 21-01-2016   #1
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
 اوسمتي
اوفياء المنتدى وسام صاحب الحضور الدائم الحضور المميز المسابقه الرمضانيه الوسام الملكي 
لوني المفضل : Cadetblue
اجلس بنا نؤمن ساعة



اجلس, بنا, ساعة, نؤمن

اجلس, بنا, ساعة, نؤمن

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعـــــد:
فعنوان حديثنا الليلة: (اجلس بنا نؤمن ساعة) وهي مقولة لمعاذ رضي الله عنه كان يقولها لأصحابه، وهو حديث عن التربية الإيمانية وحاجتنا إليها، وهو ليس خطاباً للمربين والموجهين وحدهم؛ فالتربية أعم وأشمل من أن تكون قاصرة على مايتلقاه المرء من الآخرين؛ فتربية الإنسان لنفسه ورعايته لها جزء من أداء المسؤولية الفردية التي حمله الله إياها، (لا تزر وازرة وزر أخرى)، (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، (ونرثه ما يقول ويأتينا فرداً) (إن كل من في السماوات والأرض إلا آت الرحمن عبداً * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً) .
هذه النصوص وغيرها تقرر المسؤولية الفردية، وأن كل إنسان مسؤول عن خاصة نفسه في عمله وسلوكه وحياته، ثم هو نتيجة هذه المسؤولية سيحاسب وحده، وسيلقى الله عز وجل وحده.
هذا مدخل بين يدي هذا الموضوع حتى لا نتصور أن الموضوع لا يعنينا بدرجة مهمة أو أن الموضوع إنما يخص المربين، ذلك أنه وإن كان المربون لهم نصيب من هذا الحديث ، إلا أننا يجب أن نقوم بتربية أنفسنا وندرك مسؤوليتنا تجاه أنفسنا، وينبغي أن يراجع كل منا نفسه ويشعر أنه وإن رزقه الله من يحسن تربيته وتوجيهه، وصار قدوة له أن ذلك لا يعفيه من المسؤولية عن نفسه بأن يجتهد في تربيتها وإصلاحها، وأن يتعرف على الأسباب والوسائل التي تعينه على التربية السليمة لنفسه .
التربية معشر الشباب لها جوانب عده، التربية إنما تسعى لاكتمال شخصية الإنسان، وأن تكون هي الشخصية المسلمة التي تمتثل بأمر الله عز وجل وتنتهي عما نهى الله تبارك وتعالى عنه، ولا شك أن النفس لها جوانب متعددة باعتبار أنها تسعى إلى تكميل النفس، وتسعى إلى الرقي بها
فالإنسان يحتاج إلى أن يربي نفسه في ميدان التعلم وطلب العلم وتحصيله، ويحتاج إلى أن يربي نفسه في ميدان الخلق والسلوك، والتعامل مع الناس، ويحتاج إلى أن يربي نفسه في ميدان العمل والبذل والعطاء في ميادين كثيرة، وهكذا فالتربية لاتقف عند جانب واحد.
ومن أهم هذه الجوانب وآكدها التربية الإيمانية، وقد آثرنا استخدام هذا المصطلح لأنه هو المصطلح الذي يربط الناس بالألفاظ الشرعية، بالإيمان الذي دلت عليه النصوص المتظافرة المتواترة، فأنت عندما تقرأ في كتاب الله عز وجل أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم كم تتكرر لديك كلمة الإيمان، وصف الناس بالإيمان، أو وصفهم بانتفاء الإيمان عنهم، أو الدعوة للإيمان أو بيان أثر الإيمان ونتيجته وثمرته، لا يكاد يخطئك ذلك في أي آية من كتاب الله عز وجل تقرؤها، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بل كل ذلك إنما مداره على الإيمان لأن الأمر الذي يؤمر به المرء أو الذي ينهى عنه من حكم أو خلق أو سلوك، والوعد والوعيد والإخبار عن الهالكين والناجين، كل ذلك مرتبط بدائرة الإيمان فحين يؤمر المرء بأمر فإنه يؤمر بمقتضى الإيمان ونتيجته، وحين ينهى عن أمر فإنه ينهى عن ذلك بمقتضى إيمانه، وحين يأتي إخبار الله عز وجل عما أعد للصالحين الصادقين فإن هذا إخبار عن جزاء أهل الإيمان وثمرة الإيمان، وحين يخبر تبارك وتعالى عن عذاب المعرضين الغافلين فهو إخبار عن عذاب أولئك الذين تنكبوا طريق الإيمان وضلوا عنه، وقصص الأولين والآخرين هي أيضاً قصص أولئك الذين أعرضوا عن الإيمان، أو استجابوا للإيمان (فلولا كانـــت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا) ،فما قص الله عز وجل إنما هو قرية آمنت فجازاها الله عز وجل بجزاء المؤمنين في الدنيا والآخرة، أو قرية أعرضت عن الإيمان فعاقبها الله عز وجل وأخذها نكال الدنيا ونكال الآخرة.
آثرنا أن نستعمل هذا المصطلح و أن نتحدث حول هذا اللفظ لأنه المصطلح الذي جاء الشرع به ودلت عليه في نصوص القرآن والسنة، وتواترت نصوص السلف في الحديث حول هذا الأمر كما سيأتي شيء من ذلك .
وقد يستعمل الناس مصطلحات كالتربية الروحية أو غيرها وهي جوانب بعضها إما هو موروث من أهل التصرف، أو موروث من النصارى، أو هو لفظ مستحدث، وكلما اقتربنا والتزمنا بالألفاظ الشرعية كان ذلك أولى .
لماذا نحتاج إلى التربية الإيمانية ؟
يكاد يكون حديثنا هذه الليلة منحصراً في الإجابة عن هذا السؤال، إننا نحتاج للتربية الإيمانية لجملة أمور، منها:
الأول: الإيمان هو أفضل الأعمال:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله  سئل أي العمل أفضل؟ فقال: "إيمان بالله ورسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" متفق عليه.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت النبي  أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله وجهاد في سبيله" قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: "أعلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها…" متفق عليه.
وعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبي قتادة أنه سمعه يحدث عن رسول الله  أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال. رواه مسلم.
ولو استعرضت ما أجاب به صلى الله عليه وسلم أولئك الذين سألوه عن أفضل الأعمال لوجدت أن هذه الإجابات -مع اختلافها وتنوعها حسب تنوع حال السائل- إلا أنها كلها مدارها على الإيمان؛ فجعل صلى الله عليه وسلم أفضل هذه الأعمال هو الإيمان بالله عز وجل .
وحين جاء وفد عبد قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله لقد حال بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فلا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر فصل نأمر به من وراءنا، قال صلى الله عليه وسلم : آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع قال : آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان ؟ ثم ذكر صلى الله عليه وسلم شيئاً من شرائع الإيمان . والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله هذا الوفد أن يأمرهم بأمر فصل حين سأله هؤلاء أن يبين لهم أمراً يستغنون به ويعلمون به مَنْ وراءَهم إذ هم لا يستطيعون أن يصلوا إليه إلا في الشهر الحرام أمرهم صلى الله عليه وسلم بالإيمان بالله وحده .
الثاني: الإيمان مناط النجاة يوم القيامة:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله :"لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم"رواه مسلم.
الثالث: تفاوت الناس يوم القيامة على أساس الإيمان:
وهذا التفاوت له ميادين منها:
أ- تفاوت الناس على الصراط على أساس الإيمان، فهم يؤتون نوراً على قدر إيمانهم (يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم).
والله عز وجل أمر عباده في الدنيا أن يسيروا على صراطه المستقيم، فيقول تبارك وتعالى آمراً إياهم بسؤاله الهداية اجلس نؤمن ساعة   اجلس نؤمن ساعة اجلس نؤمناهدنا الصراط المستقيم) ، (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) فأمر الله عز وجل الناس أن يسيروا على الصراط المستقيم في الدنيا، والمرء لا يستطيع أن يبصر الصراط إلا بالنور؛ فيبصر الصراط المستقيم في الدنيا بنور الإيمان فكلما قوي إيمان المرء في الدنيا أعطاه الله عز وجل بصيرة يبصر بها الصراط أمامه حتى لا يضل ولا يزيغ؛ فيصبح يرى الطريق أمامه واضحاً جلياً وإنما يلبس على المرء ويضل بسبب إعراضه كما قال تبارك وتعالى (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون * ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً) إلى آخر الآيات .
ويوم القيامة يُعْطَى نوراً على الصراط في الدار الآخرة كما أعطي هذا النور، فعلى قدر إيمانه وسيره على الصراط المستقيم في الدنيا يُؤتَى نوراً يوم القيامة، وعلى قدر ثباته على صراط الدنيا يكون ثباته على الصراط يوم القيامة.
ب - تفاضل أهل الجنة فيما بينهم على أساس الإيمان . فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي  قال : "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم" قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: "بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين"رواه مسلم.
ج - تفاوت العصاة من الموحدين في النار مرتبط بالإيمان .
عن معبد بن هلال العنزي قال اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك –رضي الله عنه- وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاءوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد  قال: " إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم...الحديث، وفيه: فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أَخِرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يُسْمَع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأخرجه، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل" وراه البخاري.
وفي حديث الشفاعة الطويل: "...فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم، يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرم الله صورهم على النار، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا.." متفق عليه.
الرابع: الإيمان يزيد وينقص:
من عقيدة أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص وأن أهله يتفاضلون فيه، والأدلة على ذلك مشهورة، قال الإمام البخاري في صحيحه : كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس، وهو قول وفعل يزيد وينقص قال تعالىاجلس نؤمن ساعة   اجلس نؤمن ساعة اجلس نؤمنليزدادوا إيماناً مع إيمانهم) ، (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) ، (والذين اهتدوا زادهم هداً وآتاهم تقواهم) ،(ويزداد الذين آمنوا إيماناً) وقوله: (أيكم زادته هذه إيماناً) وقوله جل ذكره اجلس نؤمن ساعة   اجلس نؤمن ساعة اجلس نؤمنفاخشوهم فزادهم إيماناً) وقوله تعالىاجلس نؤمن ساعة   اجلس نؤمن ساعة اجلس نؤمنفما زادهم إلا إيماناً وتسليماً) ثم حين أورد هذه الآيات نقل القول بذلك عن أبي القاسم اللالكائي في السنة عن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيدة وأيضاً قال رحمه الله لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص.
وينبني على مسألة زيادته ونقصه مسألة أخرى وهي تفاضل أهل الإيمان فيه فإذا كان يزيد وينقص فهذا يعني أن أهله يتفاضلون فيه كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك ورأيت عمر بن الخطاب عليه قميص يجره " قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله، قال: "الدين ".وبوّب على هذا الحديث الحافظ ابن مندة في كتابه الإيمان باب ذكر ما يدل على أن المؤمنين يتفاضلون في الإيمان وفضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: هذا حديث مجمع على صحته.
المقصود إذاً أن من الأمور المقررة عند أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص وأن أهله يتفاضلون فيه، وهذا يدعو الإنسان إلى أن يحرص على زيادة إيمانه قدر الإمكان ويحرص إذا علم أن أهل الإيمان يتفاضلون فيه أن يسعى إلى أن يصعد إلى المراتب العالية في هذا الإيمان، وفي المقابل أيضاً أن يحمي إيمانه من أن يصيبه النقص .
الخامس: الدعوة في الشرع إلى تجديد الإيمان وتعاهده:
روى الحاكم والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" .
وروى ابن أبي شيبة في الإيمان وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: القلوب أربعة : قلب أجرد كأنما فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن، وقلب أغلف فذلك قلب الكافر، وقلب مصفح فذلك قلب المنافق، وقلب فيه إيمان ونفاق، ومثل الإيمان فيه كمثل شجرة يسقيها ماء طيب ومثل النفاق فيه كمثل قرحة يمدها قيح ودم فأيهما غلب عليه غلبه . هذا روي عن حذيفة موقوفاً عليه، وقد رواه بعضهم مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم والموقوف أصح .
وروى ابن أبي شيبة في الإيمان عن علقمة أنه كان يقول لأصحابه : امشوا بنا نزدد إيمانا، وروى أيضاً ابن أبي شيبة في الإيمان والإمام أحمد وأبو عبيدة في الإيمان والبخاري تعليقاً، وصحح ذلك الحافظ ابن حجر عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : اجلس بنا نؤمن ساعة . يعني نذكر الله تعالى .
وروى عن أسود بن هلال قال : كان معاذ يقول للرجل من إخوانه : اجلس بنا نؤمن ساعة، فيجلسان فيذكران الله ويحمدانه على كل حال .
والنصوص كثيرة في الدعوة إلى تجديد الإيمان وتعاهده في النفوس، وقد صنف السلف في ذلك كتباً خاصة في الإيمان، والمقصود أن هذه الدعوة سواءً ما خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته وأمرهم أن يسألوا الله عز وجل أن يجدد الإيمان في قلوبهم وأن يزيدهم إيماناً , أو ما ورد عن سلف الأمة هذا يدعونا إلى أن نسعى إلى تعاهد الإيمان في نفوسنا وزيادته في قلوبنا.
وهو أيضاً يدفع ويدعو من يتولى التربية أن يجعل هذه القضية من أهم القضايا ومن الأولويات التي يتربى عليها الجيل والناشئة، ولعلنا نتساءل ونحن قد سمعنا هذه النصوص عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أن أحدهم كان يقول لصاحبه اجلس بنا نؤمن ساعة أو يقول امشوا بنا نزدد إيماناً.. كم هي المجالس التي نجلسها مع إخواننا؟ وكم يستغرق حديثنا عن هذه القضايا من وقتنا، وهل نحن حين نجلس مثل هذه المجالس يذكّر بعضنا بعضاً في قضايا الإيمان والخوف من الله عز وجل ونسعى إلى أن تكون هذه المجالس تزيدنا إيماناً؟ أو بعبارة أخرى أحدنا كثيراً ما يلقى أخاه في الله فأيًّا كان هذا اللقاء فهل هو يشعر حين يلقاه ويتحدثان أنهما يزدادان إيمانا؟ أو أنه يلقاه كما يلقى غيره، بل ربما كانت بعض المجالس إنما هي مدعاة لقسوة القلب والبعد عن الله تبارك وتعالى.
وليس بالضرورة أن يكون الحديث في قضايا الإيمان والخوف من الله عز وجل ، موعظة يلقيها إنسان بعد الصلاة، أو مجلس علم يحضره، ليس بالضرورة هذا ولا ذاك، فأنت تتحدث مع أخيك في مجلس أو في سيارة أو حتى في الهاتف أو هنا وهناك- أيا كان هذا المجلس-هل يسمع أحدكم من أخيه وصية أو تذكيراً بالله عز وجل فيزداد بعضنا إيماناً من ذلك؟
وإذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلسوا تواصوا وزاد إيمانهم وهم منهم في الإيمان والصلاح والتقوى فغيرهم من باب أولى.
السادس: الإيمان هو الزاد في مواجهة الشهوات
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم: رجل دعته امرأة إلى نفسها فقال: إني أخاف الله عز وجل، فالذي منعه من مواقعة ما حرم الله تبارك وتعالى خوفه من الله عز وجل وإيمانه بالله تبارك وتعالى.
وقال تعالى (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) فيخبر تبارك وتعالى أن الشهوات قد زينت للناس وهذا، في أصل الفطرة بلا مثيرات، فما بالكم بهذا العصر الذي نعيشه وقد فتحت فيه الأبواب على مصراعيها، وصارت الشهوات تلاحق الشاب، وتلاحق الفتاة، وتلاحق الصغير والكبير في السوق والشارع بل حتى في المنزل، وصار الناس يشتكون من جحيم هذه الشهوات وآثارها وكيف أنها تصرف الكثير عن طاعة الله عز وجل وتجرف الكثير وربما كانت سبباً في الانحراف والغواية عافانا الله عز وجل وإياكم من ذلك، ولو تأملت حال الكثير ممن ضلوا وتنكبوا الطريق لوجدت أنهم إنما أتوا من قبل هذا الباب ومن هذا المدخل . ويتساءل ما العلاج وما الحل الآن أمام هذا السيل الجارف من الشهوات، التي صار الإنسان لا يكاد يستطيع أن يمنع أبناءه عنها ولا يستطيع المصلحون في المجتمع أن يمنعوا الناس من مقارفتها ولا من رؤيتها، سواء مايعرض على الشاشة أو في المجلات أو في الصحف؟حتى لو عوفي الإنسان من هذا كله ولم تتهيأ له في منزله، فإن الشاب قد لا يعدم أن يحدثه زميله في الفصل عن شيء من ذلك أو يدله عليه.
فالمقصود أن هذه الشهوات أصبحت مشكلة الجميع، سواء أكان الشاب نفسه الذي يخاف على نفسه هذه الشهوات وآثارها، أم الأب الذي يخاف على أبنائه، أم الأم التي تخاف على أولادها، أم الأستاذ والمربي الذي يخاف على هذا النشء الذي تعاهده في التربية والإصلاح، يخاف أن تجرفه هذه السيول فتفسد في لحظات ما بناه هو في دهور وسنوات، صارت مشكلة فعلاً يعاني منها الكثير ويتساءلون ما الحل ؟
الحل في الإيمان، الحل في تربية التقوى في النفوس، الإيمان الذي يجعل الشاب ويجعل الفتاة يعرضان عن أبواب هذه الشهوات وطرقها، الذي يجعله يغض بصره ابتداءً، الذي يجعله يشعر أن لديه قضية أكبر من قضية الشهوة، فبدل أن يفكر في الشهوة، وبدل أن تسيطر عليه صار مشغولاً بالله والدار الآخرة، صار مشغولاً بالسعي لزيادة الإيمان وتحقيق تقوى الله عز وجل ، مشغولاً بعيوب نفسه ومعاصيها وكيف يصلح نفسه، همه الشوق إلى لقاء الله عز وجل، وأنسه بذكر الله تبارك وتعالى وتلاوة كتابه وعبادته تبارك وتعالى، فصار لسان حاله يقول للناس –وهو يراهم صرعى الشهوات -: يا قوم أنتم في وادٍ وأنا في واد، لكم هم ولي هم آخر.
فحين يقوى الإيمان في النفس تصبح هذه حالة الشاب وهذا لسان حاله، فيكون هذا بإذن الله عاصماً له وحامياً له حتى لو أتته الشهوات تسعى إليه فإنه يعرض عنها ويصبح ويقول كما حكى صلى الله عليه وسلم عن الذي تعرضت له الفتنة : إني أخاف الله عز وجل، وكما قال تبارك وتعالى عن يوسف عليه السلام اجلس نؤمن ساعة   اجلس نؤمن ساعة اجلس نؤمنمعاذ الله إنه ربي أحسن مثواي).
إننا نعيش اليوم مرحلة عمت فيها فتن الشهوات، وأصبحت تؤرق كثيراً من الصالحين ويخشون من أثرها، وهذا مدعاة لأن نراجع برامجنا التربوية، وأن يتساءل المربون علام يربى الناس وعلام تربى الأمة الآن؟
الملايين من المسلمين يرون أبواب الشهوات مفتوحة أمامهم، ويرون أبواب الفتن والضلال بكل ألوانه مشرعةً أمامهم فماذا يتلقون من الزاد في مواجهتها؟ ماذا يتلقى الطلاب في مدارسهم ؟ وماذا تتلقى الطالبات في مدارسهن ؟ هل يتلقون ويتعلمون ما يربي الإيمان في النفوس، وما يقوي الإيمان، ويصل بالله عز وجل؟
ماذا يسمع هؤلاء في وسائل الإعلام ؟ وماذا يقرؤون في الصحف التي يرونها صباح مساء ؟ ما مدى اعتناء وسائل التوجيه التي تخاطب الناس وتحدث الملايين بتربية الإيمان والتقوى في النفوس؟
فإذا كانت الأمة جادة في الإصلاح، وإذا كان شأن الدين والعقيدة قضية يعني الأمة فعلاً فيجب أن توجه وسائل التربية والتوجيه في الأمة إلى غرس الإيمان في النفوس، وإلى توجه وسائل التربية والتوجيه كلها في المجتمع لتحقيق هذه القضية، وماذا تريد الأمة من إنسان متعلم مثقف لكن قلبه خواء من الإيمان بالله عز وجل وتقواه ؟ وماذا تريد الأمة من فتاة متعلمة لكنها لا تخشى الله عز وجل طرفة عين ؟
وهذا يدعو الأب أيضاً إلى أن يعيد النظر في وسائل تربيته لأبنائه، وأن يدرك أن القضية لا تنتهي عند حد أمر أبنائه بالصلاة، ونهيهم عن مصاحبة جلساء السوء، لا تقف عند أمرهم بالطاعة ونهيهم عن المعصية، بل هو يحتاج إلى أن يجعل جو البيت جو إيمان، يجعل البيت يُربَّى على الإيمان والصلاح والتقوى، إذا كان ابنه يخرج في الشارع فيرى مظاهر الإغراء والإثارة وما يدعو للفساد، ثم يأتي للبيت فلا يرى إلا المجلة أو ما تعرضه الشاشة، أو هو على أحسن الأحوال لا يجد في البيت ما يزيده إيماناً وتقوى، وإذا كان والده صالحاً وكانت أمه صالحة فإنه لن يجد منهم إلا مجرد الأمر والنهي فقط.
والمربون الذين يتولون تربية الشباب هم الآخرون بحاجة إلى مزيد مراجعة، وأن ينظروا أين تقف التربية الإيمانية في سلم الأولويات التربوية لديهم؟ هل هي مهمة وأساسية أم لا ؟
إن العناية بهذا الجانب وإعطاءه الأولوية يختصر عليهم مراحل طويلة، ويحمي هذا النشء من مؤثرات كثيرة.
وهذا يدعو الشاب نفسه إلى أن يتعاهد نفسه وهو يشعر بالخطر الداهم الذي يحاصره ويهدده، يدعوه إلى أن يرى أن من مسؤوليته تجاه نفسه أن يتعاهد الإيمان في نفسه وأن يحرص على زيادة الإيمان وتربيته في نفسه، وأن يشعر أنه إن خسر ووقع في براثن الشهوات أو الشبهات خسر إيمانه وخسر دنياه وآخرته وهي قضية لا تحتمل المخاطرة أبداً .
السابع : الإيمان هو المعين على التوبة:
قد تُوقِع الإنسانَ نفسُه في المعصية في حالة ضعف أو غفلة واستيلاء الشيطان عليه، فإذا كان قد تربى على الإيمان وعلى التقوى لله عز وجل فإنه سرعان ما يستفيق ويبادر بالتوبة (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين* الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين* والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) إذاً هذه حال المتقين، إذا وقعوا في معصية أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله عز وجل فتجاوزا هذه المعصية.
وفي آية أخرى يقول تبارك وتعالى اجلس نؤمن ساعة   اجلس نؤمن ساعة اجلس نؤمنإن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون *وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون) فالمتقون قد يصيبهم طائف من الشيطان، وقد يسول لهم الشيطان فيوقعهم في أمر محرم أو تقصير في واجب شرعي، لكن هذا الإيمان والتقوى في نفوسهم سرعان ما يدعوهم إلى التوبة والرجوع إلى الله عز وجل والازدياد من الحسنات؛ فيزدادوا إيماناً بعد إيمانهم ويعملوا من الطاعات أضعاف ما عملوا من السيئات حتى يكون ذلك مدعاة لتطهير أنفسهم من السيئات ورجسها وزيادة إيمانهم بعد ذلك.
إذاً فصاحب الإيمان حتى لو واقع المعصية فإنه أقرب الناس وأدعاهم إلى المبادرة بالتوبة والإقلاع والاستغفار منها.
الثامن : الإيمان هو المعين على الثبات عند الابتلاء
أخبر الله تعالى أن من لوازم الإيمان أن يُبتلى الإنسان اجلس نؤمن ساعة   اجلس نؤمن ساعة اجلس نؤمنأحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) ،(ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) وتأمل كيف جاء التعبير في الآية (من يقول آمنا) فلم يقل من يؤمن بالله لأنه لو آمن بالله حق الإيمان لما حصل له هذا الأمر، كما قال هرقل لأبي سفيان - رضي الله عنه - حين سأله عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل يرتد أحد من أصحابه سخطة لدينه؟ قال : لا، قال : كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا تفارقه أبداً.
والذي يعين الإنسان على الثبات بإذن الله عند الابتلاء وعند الإغراء إنما هو الإيمان بالله عز وجل، وأولئك الذين يعبدون الله على حرف هم أسرع الناس استجابة لداعي الفتنة والإغراء (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين) .
التاسع : الإيمان هو زاد الداعية:
إن الداعية إلى الله عز وجل وطالب العلم هم أحوج الناس إلى التربية الإيمانية، ولماذا الداعية وطالب العلم بالذات؟
أولاً: لأن الإيمان بالله هو المعين على أمور الدعوة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه الوحي يتحنث في غار حراء ويتعبد الليالي ذات العدد، فكان يحتاج إلى الصلة بالله عز وجل والإيمان به تبارك وتعالى حتى يكون ذلك خير معين له على القيام بأعباء هذه الدعوة.
وحين أتاه الوحي شرع الله له الاجتهاد في العبادة والطاعة (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً * إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) هذا الأمر بقيام الليل والاجتهاد بالطاعة لأنه سيُلْقَى عليه قولاً ثقيلاً ، (إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً).
ثانياً :لأن الداعي إلى الله عز وجل وطالب العلم عرضة للآفات، عرضة للإعجاب بالنفس، عرضة للرياء، وعرضة لأن يسير وراء بريق الشهوة، والذي يعينه ويحميه من ذلك هو الإيمان بالله عز وجل، فالإيمان يشعره بأن كل ما يقدمه إنما هو لله عز وجل ، والذي يجعله يشعر بذنوبه وتقصيره في جنب الله سبحانه، والذي يجعله يشعر بأن ما قدم لن ينجيه إلا برحمة الله تبارك وتعالى.
ثالثاً: أن الداعية يدعو الناس للإيمان بالله عز وجل، وإذا كان المرء فاقداً لشيء كيف يستطيع أن يعطيه، وإذا كان يحتاج أن يربي الناس على الإيمان بالله عز وجل وتقواه وهو فاقد للإيمان والتقوى، وإذا كان يريد أن ينهى الناس عن معاصي الله عز وجل ، ويأمرهم بتقواه وهو يعاني من الجفاء في قلبه، يعاني من الضعف في إيمانه، يعاني من الخور في هذا الجانب فكيف يستطيع أن يحقق هذا الأمر ؟ (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب) ،(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) .
رابعاً: أن الذي يدعو إلى الله عز وجل هو أكثر الناس عرضة للبلاء والامتحان، والذي يعينه على الثبات هو الإيمان بالله عز وجل ، ولهذا تأتي الوصية بالتسبيح أو الصلاة والتوجه إلى الله عز وجل في كتاب الله عقب ذكر مايكيده الكفار بالنبي  ، ولا تكاد تجد أمراً للنبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يواجهه من أذى ومن ابتلاء إلا ويعقب بالأمر بالتسبيح والأمر بالصلاة والأمر بالطاعة لله عز وجل، لماذا ؟ لأنه هو الزاد المعين على الصبر (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن الليل فسبحه وأدبار السجود) ويقول (فاصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاًً) ويقول: (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً * ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاًً) .
وقد تكرر ذلك كثيراً في السور المكية: في سورة هود ،والإسراء , وطه، والإنسان، والمزمل.
العاشر: الإيمان هو الحل الأمثل لكثير من المشكلات التربوية:
كثيراً ما نشتكي من قسوة القلب والفتور والجرأة على المعاصي، كثيراً ما نشتكي ونتساءل عن الانحراف بعد الهدى وهي ظاهرة بدأت تكثر في هذا العصر وبالذات في هذه السنوات الأخيرة فما الحل لذلك؟
لا شك أن أعظم علاج لمثل هذه المشكلة إنما هو الإيمان بالله تبارك وتعالى، والاعتناء بالتربية الإيمانية، أن نربي أنفسنا على الإيمان بالله عز وجل ، وأن يربى الجيل ويربى الشباب على الإيمان بالله تبارك وتعالى ، ويغرس الإيمان في النفوس حينها سنجد أن هذه الظواهر تقل وتتلاشى كما قال هرقل لأبي سفيان لما سأله قال : هل يرتد أحداً من أصحابه سخطاً لدينه ؟ قال : لا، قال :كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا تفارقه أبداً.
لما مات النبي صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد كان عامة الذين ارتدوا من الذين قال الله عنهم : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) ، أما السابقون الأولون: أهل بدر وأهل بيعة الرضوان الذين جاهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، والذين دخل الإيمان في قلوبهم فلم يرتد أحد منهم.
ومن المشكلات التي يعاني منها كثير من الشباب أنه إذا ابتعد عن إخوانه ضعف وربما تجرأ على المعاصي، وربما تغيرت حاله وتبدلت.
ومن المشكلات التي نشتكي منها العلاقات العاطفية التي تكون بين الشباب أو بين الفتيات، والتي بدأت تنتشر في المجتمع حتى بدأت العدوى تسير إلى مجتمعات الصالحين والناس الأخيار.
المقصود أننا نعاني من مشكلات تربوية كثيرة، ويتردد السؤال ويتكرر ما الحل لهذه المشكلة ؟ وما العلاج لتلك ؟ لا شك أن الحل لهذه المشكلات هو في تعميق التربية الإيمانية هو تعميق الإيمان في النفوس، والصلة بالله عز وجل وحين نجعل الهم همًّا واحداً نختصر الطريق على أنفسنا بدلاً من أن نذهب نعالج كل مشكلة على حدة.
بل إن هذه المشكلات لو عالجناها بعلاج بعيدٍ عن التربية الإيمانية فسيبقى علاجاً مؤقتاً، سيبقى علاجاً لا يتوجه إلى مصدر الداء.


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: اجلس بنا نؤمن ساعة || الكاتب: ابو يحيى || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





h[gs fkh kclk shum fkh shum




h[gs fkh kclk shum fkh shum h[gs fkh kclk shum fkh shum



 

قديم 21-01-2016   #2


مصراوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1899
 تاريخ التسجيل :  27 - 04 - 2015
 العمر : 70
 أخر زيارة : 02-09-2020 (09:50 AM)
 المشاركات : 87,984 [ + ]
 التقييم :  246
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة



جزاك الله الجنـــــــة

تحياتي



 

قديم 21-01-2016   #3


بوح المشاعر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2252
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2016
 أخر زيارة : 11-09-2017 (07:32 PM)
 المشاركات : 355 [ + ]
 التقييم :  127
لوني المفضل : Cadetblue
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة



جزاك الله الفردوس الأعلى أبو يحى
مواضيعك هادفه وومميزه تحقق الفائده والنفع
استمتعت جدا بقراءة موضوعك كتبه الله في موازين حسناتك
تقبل مروري مع خالص تحياتي



 

قديم 22-01-2016   #4
مدير عام سابق
انثى الطهر
داعم لصندوق المنتدى



السموه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1505
 تاريخ التسجيل :  27 - 04 - 2014
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (11:11 PM)
 المشاركات : 26,748 [ + ]
 التقييم :  420
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
مُستفزه
صَدري مليان عزه
لو تجادلنَي دقيقہ ...
عرش شيَطانك اهزه ▾
لوني المفضل : Black
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة



جزاك الله خير ويعطيك العافيه .


 

قديم 22-01-2016   #5
مشـرفه قسم الصحه والمجتمع


سلسبيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1894
 تاريخ التسجيل :  25 - 04 - 2015
 أخر زيارة : 02-06-2019 (10:51 AM)
 المشاركات : 19,279 [ + ]
 التقييم :  179
لوني المفضل : Cadetblue
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة



جزاك الله خيراا



 

قديم 23-01-2016   #6
*****ه بالقسم الاسلامي


قلب أم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1853
 تاريخ التسجيل :  02 - 04 - 2015
 أخر زيارة : 02-05-2020 (01:07 PM)
 المشاركات : 28,108 [ + ]
 التقييم :  222
لوني المفضل : Cadetblue
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة





 

قديم 23-01-2016   #7


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة


 

قديم 29-01-2016   #8
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصراوي مشاهدة المشاركة
جزاك الله الجنـــــــة

تحياتي
شكرا لمرورك العطر
الله يعطيك العافيه


 

قديم 29-01-2016   #9
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح المشاعر مشاهدة المشاركة
جزاك الله الفردوس الأعلى أبو يحى
مواضيعك هادفه وومميزه تحقق الفائده والنفع
استمتعت جدا بقراءة موضوعك كتبه الله في موازين حسناتك
تقبل مروري مع خالص تحياتي
وإياك أخي بوح المشاعر
ولقد سررت بمرورك الجميل
الله يحفظك


 

قديم 29-01-2016   #10
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: اجلس بنا نؤمن ساعة



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السموه مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير ويعطيك العافيه .
شكرا لمرورك العطر
بارك الله فيكِ يالسموه


 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اجلس, بنا, ساعة, نؤمن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسلمو الدنمارك يصومون 21 ساعة و الأرجنتين 9.5 ساعة انسام منتدى الاخبار المحلية والعالمية 2 31-05-2015 04:25 PM
حب في أقل من 72 ساعة مصراوي عالم القصة والروايات 14 30-05-2015 11:50 PM
لماذا نؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ابو يحيى قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه 4 11-05-2015 07:42 PM
ساعة الصفر ابو يحيى المنتدى الاسلامي العام 4 02-09-2014 04:46 PM
لماذا نؤمن بالله محمد الجابر قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه 2 06-05-2014 04:15 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:30 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant