--------------------------------------------------------------------------------
عناية
القراء بالأثر العقدي في
الوقف والابتداء
للشيخ
جمال القرش
من كتاب الأثر
العقدي في
الوقف والابتداء
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا :
الوقف اللازم
من يتأمل تبريرات العلماء للوقف اللازم يلاحظ أن أكثرها تذب عن الجانب
العقدي ، وأن من أبرز أسبابها هو دفع توهم مخل بالعقيدة .
ونظرأ لأهمية هذا البحث خصوصا لأهل الإقراء على وجه الخصوص ، فقد رأيت أن أبدأ به
وقد اخترت أبرز المواضع التي لمست تعلقا بينها وبين الحس العقدي.
وقد لا حظت أن جلَّها له علاقة بأركان الإيمان وأصوله ، فمنها ما له علاقة بجانب الإيمان بالله ، بما يتضمنه من الإيمان بالربوبية ، أو الألوهية ، أو الأسماء والصفات، ومنها ما له علاقة بالإيمان بالملائكة، ومنها ما له علاقة بالإيمان بالكتب وغير ذلك مما سيلاحظه القارئ من
خلال قراءته أسباب لزوم
الوقف في غالب المواضع.
وهذا البحث إن كان يدل فإنما يدل بإنصاف على مدى
عناية أهل القرآن الكريم والإقراء، ومراجعوا المصاحف بالعقيدة ، والذب عنها ، ودفع ما يتوهم فهمه من معنى غير مراد، فهو واقع موجود في المصاحف حاليا.
وهناك من المواضع ما اتفق عليها
القراء ، وبعضها اختلف في لزومها ، كل بحسب قناعته بالسبب.
وقد جمعت خلاصة هذه المادة من كتابي (
الوقف اللازم في القرآن الكريم).
سائلا الله العلي الكبير أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والنفع ، هو ولي ذلك والقادر عليه.
مع ملاحظة أن الرموز المشار إليها في هذا البحث هي من عدة مصاحف وليس من مصحف واحد .
تبرير لزوم
الوقف اللازم عند القراء
1-توهم دعاء غير الله
مثال
الوقف على: [يَسْمَعُونَ].
قال تعالى: [إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ مـ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ][الأنعام:36].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل مشاركة الموتى في الاستجابة
بعطف [وَالْمَوْتَى]على [الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ].
والصواب: أن [وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ]، كلام مستأنف إخبار من الله عنهم بأنهم سيبعثون للحساب ولا عطف فيها.
2- توهم تحليل ما حرم الله
مثال
الوقف على: [لَهُمْ].
قال تعالى: [الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ مـ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ][المائدة: 5].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل تحليل: [الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ]لأهل الكتاب.
والصواب: أن [الْمُحْصَنَاتِ ]معطوفة على الطيبات، والتقدير: أحل لكم الطيبات، وأحل لكم المحصنات من المؤمنات.
3 -توهم إطراء النبي
مثال
الوقف على: [وَتُوَقِّرُوهُ]
قال تعالى: [لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ مـ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا][الفتح:9].
، فيؤدي إلى الدعوة إلى تسبيح النبييلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل عطف الضمير في[وَتُسَبِّحُوهُ]الذي هو [لله]على الضمير في [وَتُوَقِّرُوهُ]الذي هو للنبي، .
4- توهم اعتراف قاتل عيسى بأنه رسول الله
مثال
الوقف على كلمة: [مَرْيَمَ ].
قال تعالى: [وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مـ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ][النساء:157].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أنهم معترفون أنه [رَسُولَ اللَّه]، فلماذا يقتلونه؟ حدثني بذلك الشيخ رزق حبة.
والصواب:
الوقف عند [مَرْيَمَ ]، ثم نكمل [رَسُولَ اللَّهِ ]، أي: أعني رسول الله.
5 - توهم نفي اختيار الله تعالى
مثال
الوقف على: ( وَيَخْتَارُ ).
قال تعالى: [وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مـ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونََ][ القصص:68].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن (ما) موصولة، فيكون المعنى أن الله يختار ما يختاره الخلق، أي الذي يختارونه.
والصواب: أن الله يخلق ما يشاء ويختار وينفي عن الخلق الخيرة
6- توهم مشاركة غير الله في معرفة حقائق الغيب
مثال
الوقف على: [إلاَّ اللَّهُ].
قال تعالى: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ مـ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ][ آل عمران: 7].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل مشاركة [الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ]في معرفة التأويل، الذي هو بمعنى كنه الشيء وحقيقته، كـ(علم الغيب، وأسماء الله وصفاته )، وقد سبق التفصيل في ذلك فارجع إليه جُعلت مباركًا.
7- توهم نسب قول الله تعالى للكفار
مثال
الوقف على: [مَثَلاً].
قال تعالى: [وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا مـ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ][ البقرة: 26 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن [يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا]من قول الكفار، وليس كذلك، إنما هو ابتداء إخبار من الله عنهم.
8- توهم ربط الحكم بالإثم بالعلم
عند من يرى اللزوم من
القراء ومراجعوا المصاحف.
مثال
الوقف على: [أَنْفُسَهُمْ ].
قال تعالى: [ولقدْ عَلِموا لـمَن اشْتَرَاهُ مَاله في الآخِرةِ مِن خَلاقٍ ولَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ مـ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ][البقرة:102].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن الذم مرتبط بعلمهم، والمعنى: [لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ]حقيقة ما سيصيرون إليه من العذاب ما تعلموه.
9- توهم ربط شدة عذاب جهنم بفقه الكفار
عند من يرى اللزوم من
القراء ومراجعوا المصاحف.
مثال
الوقف على: [حَرًّا]
قال تعالى: [وَقَالوا لا تنفروًا في الحرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا مـ لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ][التوبة:81].
سبب لزوم الوقف: لئلا يوهم الوصل أنَّ شدةَ حرِّ جهنم مرتبط بفقههم.
والصواب: أنَّ نار جهنم [أَشَدُّ حَرًّا]، فقهوا أم لم يفقهوا، فالأوْلَى أن يتقوها بترك التخلف عن الجهاد في سبيل الله.
10 -توهم ربط أجر الآخرة بالعلم
مثال
الوقف على: [أَكْبَرُ]
قال تعالى: [وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ مـ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ][النحل:41].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن عظم أجر الآخرة مرتبط بعلمهم.
والصواب: أنه غير مرتبط بعلمهم، وجواب [لَوْ]محذوف: لو كانوا يعلمون ذلك لما اختاوا الدنيا على الآخرة.
11- توهم الأمر باتباع أعمال المشركين
مثال
الوقف على: [حنيفًا].
قال تعالى: [وقالوا كُونُوا هُودًا أو نَصَارَى تَهْتَدوا قُلْ بَلْ مِلةَ إبرَاهِيم حنيفًا مـ وَمَا كَان مِنَ المشْرِكين ][البقرة:135].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [وَمَا كَان مِنَ المشْرِكين ]معطوفة على جملة: [بَلْ مِلةَ إبرَاهِيمَ ]فيصير أن الله أمر رسوله أن يتبع ملة إبراهيم وما كان من أعمال المشركين على اعتبار أن [مَا]بمعنى الذي
والصواب: أنها نافية تنزهه من الشرك.
12- توهم تفضيل غير موسى عليه
مثال
الوقف على: [بَعْضٍ].
قال تعالى: [تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مـ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ][البقرة:253 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن موسى من البعض المفضل عليه غيره، لا من البعض المفضل على غيره بالتكليم.
فيتوهم تعلق الجار والمجرور وهو [مِنْهُمْ مَنْ..]صفة لـ [بَعْضٍ].
والصواب: أن موسى مفضل على غيره بالتكليم.
13- توهم تعلق صفة ذم بمن مدحهم الله وأثنى عليهم
مثال
الوقف على: [يَحْزَنُونَ].
قال تعالى: [الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ مـ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يقُومُون إلا كَمَا يقُوم الذِي يتَخبطُه الشَّيطانُ مِن المسِّ][البقرة:274 ـ 275]
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا]صفة لـ [الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ].
والصواب: أن الكلام انتهى حول المنفقين في سبيل الله، ثم ابتدأ الكلام عن [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا]ولا تعلق لها بما قبلها لا لفظًا ولا معنى.
14- توهم تعلق صفة مدح بمن ذمهم الله
مثال
الوقف على: [الظَّالِمِين ]
قال تعالى: [وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين مـ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ][ التوبة:20].
يلزم الوقف: لئلا يوهم أن [الَّذِينَ آمَنُوا]صفة لـ: [الظَّالِمِين]
والصواب: أن [الَّذِينَ]مبتدأ مستأنف خبره [أَعْظَمُ دَرَجَةً].
15- توهم نسب قول الله تعالى للكفار
مثال
الوقف على: [الرِّبَا].
قال تعالى: [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا َيقُومُون إلا كَمَا يقُوم الذِي يتَخبطُه الشَّيطانُ مِن المسِّ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا مـ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ][البقرة:275 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ]من قول اليهود.
والصواب: أنها هي جملة مستأنفة من قول الله تعالى ردًا عليهم، وإنكارًا لتسويتهم الربا بالبيع.
16- توهم نسب قول الشيطان لله تعالى
مثال
الوقف على[لَعَنَهُ اللَّهُ].
قال تعالى: [لَعَنَهُ اللَّهُ مـ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا* ولأضلنَّهم ولأمنِّيَنَّهم..][ النساء:118 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل عطف جملة: [وَقَالَ..]الذي هو قول الشيطان على [لَعَنَهُ اللَّهُ ]، الذي هو من قول الله، فيتوهم أن جملة: [لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ …]من مقول الله.
والصواب: أن جملة [وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ …]من قول الشيطان.
يتابع بإذن الله من كتاب الأثر
العقدي في
الوقف والابتداء لـ
جمال القرش
17- توهم نسب وصف عيسى بأنه يملك السموات والأرض
مثال
الوقف على: [وَلدٌ].
قال تعالى: [إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ {مـ} لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ ][النساء:171].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن المنفي [وَلَدٌ]موصوف بأنه يملك السماوات والأرض.
والصواب: أن قوله: [لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ ]كلام مستأنف، لا علاقة له بالولد، والمراد نفي الولد مطلقًا.
18-توهم نفي تحريف الكلم لليهود
مثال
الوقف على: [لَمْ يَأْتُوكَ]].
قال تعالى: [وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ {مـ} يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ موَاضِعِهِ ][المائدة:41].
يلزم الوقف: لئلا يتوهم أنَّ اليهودَ الذينَ يتسمعون لم يأتوا محرفين الكلم.
والصواب: أن الآية تثبت لهم التحريف والكذب.
19-توهم تقييد النهي عن اتخاذ اليهود أولياء حال كونهم أولياء بعض
مثال
الوقف على: [أَوْلِيَاءَ].
قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ {مـ} بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعض ][ المائدة:51 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل النهي من اتخاذهم أولياء صفتهم أن [بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعض ]، فإذا انتفى هذا الوصف جاز اتخاذهم أولياء وهو محالٌ.
والصواب: أن النهي عن الاتخاذ مطلقًا.
20-توهم ما لا يليق بالنبي صلى الله عليه وسلم
مثال
الوقف على: [يَتَفَكَّرُوا ].
قال تعالى: [أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا {مـ} مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ][ الأعراف:184].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن [مَا]بمعنى الذي، وتكون مفعول لـ[يَتَفَكَّرُوا ]، فيكون المعنى فاحشًا: أولم يتفكروا فيما بصاحبهم من جنون، وهو (النبي ) صلى الله عليه وسلم .
والصواب: أنها مستأنفة نافية، رد من الله عليهم لقولهم: [ياأيها الذي نزِّل عليه الذكرُ إنك لمجنون][الحجر:6] ، وهي متعلقة بمحذوف، أي: أولم يتفكروا فيعلموا ما بصاحبهم من جنة.
21- توهم اعتراف المنافقين برسالة الرسول
مثال
الوقف على لفظ الجلالة [اللَّهِ]
قال تعالى: [قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ {مـ} وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ][ المنافقون:1].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ]، من مقول المنافقين.
والصواب: أنَّه من قول الله عز وجل.
22- توهم وصف بعض المنافقين بأمرهم للمعروف
مثال
الوقف على: [بَعْضٍ]
قال تعالى: [الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ {مـ} يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ][التوبة: 67].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن جملة: [يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ ]صفة لبعض المنافقين.
والصواب: أنها صفة لكل المنافقين
23-توهم شيء لا يليق بنبي معصوم
مثال
الوقف على: [بِهِ]
قال تعالى: [وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ {مـ} وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ][يوسف:24].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصلُ شيئًا لا يليق بنبي معصوم أن يهمَّ بامرأة.
والصواب: أنَّ هَمَّ يوسف - عليه السلام - منفي لرؤيته البرهان، فالهمُّ الثاني غير الهمُّ الأول، وقوله: [وَهَمَّ بِهَا]مستأنف.
24- توهم ثبوت كلمة الله في الأزل على اختلاف الناس
مثال
الوقف على: [خَلَقَهُمْ ].
قال تعالى: [ولا يزالون مختلفين إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ {مـ} وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ][ سورة هود:119]
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل تقيد ثبوت كلمة الله في الأزل على اختلافهم، فيوهم أنه لذلك خلقهم، ولذلك تمت كلمة ربك.
والصواب: ثبوت كلمة الله في أزله ليتبين سواء اختلفوا أم لم يختلفوا.
24- توهم تعليق جعل جهنم بعودة الكفار
مثال
الوقف على: [عُدْنا]
قال تعالى: [وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا {مـ} وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصيرًا][الإسراء: 8 ].
سبب لزوم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [وَجَعَلْنَا]معطوفًا على قوله: [عُدْنَا]داخلاً تحت شرط [إِنْ عُدْتُمْ].
والصواب: أنه لا علاقة بين [وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ]وبين عودتهم، أي أنَّ جهنم للكافرين حصيرًا سواء أعادوا أو لم يعودوا.
25- توهم وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بـ ( قرآن)
مثال
الوقف على: [وَنَذِيرًا]
قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {مـ} وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا][ الإسراء: 105- 106 ].
يلزم الوقف: لأنه لو وصل لصار لفظ [وَقُرْآنًا]معطوفًا، واقتضى أن يكون الرسول قرءانًا.
والصواب: أن [وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ ]كلام مستأنف.
26 ـ توهم النهي عن دعاء إله غير الله وصف بالوحدانية
مثال
الوقف على: [آخرَ]
قال تعالى: [ولا تدعُ معً اللهِ آلهًا آخرَ {مـ} لا إلهَ إلا هُو كُلُّ شَيء هَالكٌ إلا وجْهَهُ][القصص:88].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن النهي منصبًا على دعاء إله غير الله موصوف بأنه لا إله إلا هو.
والصواب: أن جملة [لا إلهَ إلا هُو]استئنافية لا علاقة لها بما قبلها، تعنى لا معبود بحق إلا هو.
27- توهم ربط حدث من أحداث الدنيا بالآخرة
مثال
الوقف على: [عَنْهُمْ]
قال تعالى: [فَتَوَلَّ عَنْهُمْ {مـ} يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ][القمر:6 ـ 7]
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن الأمر بالتولي [يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ]، فتصير [يَوْمَ يَدْعُ]ظرف للتولي، والصواب أنها ظرف لـ [يَخْرُجُونَ]،
وخشعًا حال للضمير في [يَخْرُجُونَ ].
والتقدير: يخرجون خشعًا أبصارهم يوم يدع الداع.
28- توهم إطلاق الحكم بالكفر في غير موضعه
قال تعالى: [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ {مـ} وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ ][البقرة:217].
سبب لزوم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن الصد عن سبيل الله والكفر به كبير، وليس أكبر عند الله وهو مالم يقل به أحد من أهل العلم، أو أن القتال في الشهر الحرام كفر بالله.
المصدر
1- كتاب أضواء البيان في معرفة
الوقف والابتداء للشيخ جمال القرش
1- كتاب الأثر
العقدي في معرفة
الوقف والابتداء للشيخ جمال القرش