«فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» بهذه الجملة الجميلة والكلمات التي تملأ القلب حباً برسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة حينما تعلم أن الملائكة ستبلغ صلاتك على حبيبك صلى الله عليه وسلم إليه صلى الله عليه وسلم وتعرضها عليه، فيعلم أنك قد صليت عليه في يوم الجمعة، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ». سنن النسائي (1282).
ثم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليك السلام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»سنن أبي داود (2/ 218)
فلمَ لا نكثر؟!
لمَ لا يكون حالنا كحال أبي بن كعب رضي الله عنه، حينما قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ». قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ». سنن الترمذي (2457)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (3578) بسند صحيح، وفي رواية: «إِذًا يَكْفِيكَ اللَّهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ». مصنف ابن أبي شيبة (6/ 325).
انظر في هذا الحديث الجميل، وكيف أن أبي بن كعب يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه حينما يجلس يذكر الله ويدعو، يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت النتيجة أنه إذا جعل كل هذا الوقت صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كفاه الله همه، وغفر ذنبه!
وليس معنى الحديث أن يترك الإنسان الدعاء لنفسه وللمؤمنين بالخير، بل هو حث على الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وبيان لفضلها.
قال الشوكاني: "في هذين الخَصلتين (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) جِماع خير الدنيا والآخرة، فإن مَن كفاه الله همه سلِم مِن محن الدنيا وعوارضها؛ لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم، وإن كانت يسيرة، ومَن غفر الله ذنبه سلِم من محن الآخرة؛ لأنه لا يوبق العبدَ فيها إلا ذنوبُه". تحفة الذاكرين (45).
وجاء الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الصلاة عليه في يوم الجمعة، فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» سنن ابن ماجه (1085)، صحيح أبي داود» (962 و 1370).
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا» السنن الكبرى للبيهقي (5994) بسند حسن.
فأكثروا من الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم واجعلوا حبيبكم يعلم أنكم صليتم عليه اليوم...
وشاركوا الفائدة مع أحبابكم وأشركوهم في هذا الثواب العظيم...💡
منقول.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
10-12-2021
