نافل السبيعي- سبق- الرياض: كشف شحاذة هليل العنزي، أحد آباء غريقات مستنقع الموت بالعرمة، تفاصيل الفاجعة، مؤكداً لـ"سبق" أنهم كانوا يتجادلون على الموقع قبل الفاجعة، وشكر للدفاع المدني جهوده خلال الحادثة.
وقال العنزي شارحاً التفاصيل: "في يوم السبت الماضي خرجنا للتنزه عند مكان أغنام أخي بمنطقة العرمة التابعة لمحافظة رماح، وذلك في الساعة الثامنة صباحاً، وعند وقوفي في الموقع الذي غرقت فيه بناتي قال لي أخي إن المكان هذا غير مناسب، وهناك مكان آخر أفضل منه، فذهبنا إلى المكان الذي نصح به أخي، ورفضتُ ثم عدت إلى المكان الأول بحجة أنه أفضل منه، ثم أتانا ابن عمي وزوج أختي ووالد اثنتين من الغريقات، وأشار علي لنذهب إلى مكان آخر يراه مناسباً، فذهبنا سوياً، ثم رفضت النزول في هذا الموقع بحجة أن المكان الأول أفضل منه، وعدنا إلى مكاننا الأول مرة أخرى".
وتابع: "طلبت من العائلة النزول؛ حتى لا يضغطوا علي لمغادرة هذا المكان؛ لأني أراه مناسباً، وما كنت أعلم أن القدر يخبئ لي فَقْد فلذات أكبادي في مكان اخترته أنا. وبعد أن صلينا جميعاً الظهر، بمن فينا الغريقات، ذهبت أنا وأحد أشقائي نجمع بعض الحطب لإحساسنا ببرودة الجو، وبعد نصف ساعة من احتطابنا عدت إلى مكان العائلة فوجدت الكارثة التي شلت عقلي قبل لساني، ورأيت السبع يطفن فوق الماء بعباءاتهن وخُمرهن، وقمنا أنا وإخوتي وأبناء عمي باستخراج خمس منهن، إحداهن على قيد الحياة، والأخريات فارقن الحياة، وفي أثناء ذلك قمنا بإبلاغ الدفاع المدني، وحضر لنا خلال ٣٤ دقيقة، وقاموا باستخراج باقي الغريقات العالقات في الطين".
وبيّن العنزي أن الغريقات اثنتان منهن ابنتاه، واثنتان ابنتا أخيه، واثنتان ابنتا أخته.
ونفى العنزي لـ"سبق" ما ذُكر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن تخاذل الدفاع المدني، وتأخرهم عن الحضور، وما أُشيع أن بعضهم كان يتناول الموز أثناء عملية الإنقاذ، مشدداً على أن ما أُشيع عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، وأثنى على جهودهم، وشكرهم على ما بذلوه، ولاسيما أن المكان وعر، وبارد، وثمّن جهود النقيب مزيد السبيعي، أحد ضباط مركز الدفاع المدني برماح، الذي كان أول الواصلين إلى الموقع، وقد نزل ثلاث مرات في المستنقع رغم برودة الجو والوحل والطين.
وتقدم العنزي أصالة عن نفسه ونيابة عن عائلته بالشكر الجزيل للأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ونائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، ونائب وزير الحرس الوطني، ورئيس هيئة مكافحة الفساد، والمدير العام للدفاع المدني، ومدير كلية الملك فهد الأمنية، ومحافظ رماح، ووفد أهالي محافظة رماح، وشيوخ القبائل، وقبيلة عنزة، وفخذ الموايزة، وفخذ المحلف، على مواساتهم ووقوفهم معهم في محنتهم.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
23-01-2014
