2-كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لايطيقون فراقه, ولما كانت الدنيا دار فراق, وهم لايشبعهـم منه غيـر الخلـود, طلبـوا صحبتـه فى دار الخلـود, وقـدمـوا الثمن.............. الصديـق قـدم صدقـه, والفـاروق قـدم عـدلـه, وذو النـورين قـدم ماله, وعلى قدم روحه يوم هجرة الحبييب.....هذا ماقدموا, فأين ماقدمت؟!.
3- يـاسـاهيـا فـى صلاتـه : جسـمـك فـى مصر وقـلبـك هـائـم فى كـل مصـر, صـورة بـلا روح...جسد بلا حياة... عربى النطق أعجمى الفهم, مثلك مثل من طلب منه الملك جـوهرة ثميـنة, لقـاء قـربـه وجعلـه فى الحـاشيـة, فـاشـتـرى حفنة تـراب, ووضعهـا فى سلـة قــش وقـدمهـا, فلما رآهـا الملـك غضـب, وكان الطرد والابعاد بديل القرب والاسعاد.
4- اذا أجـدبـت الأرض, وجـف الضـرع, وانقطع الماء عـن الـزرع, مـد الزرع يد الطلب يستعطى, وأمـال الرأس خاضعا, وخلع ثوب الأوراق شـاكيـا, طالبا من الله حرارة الشمس, وبـرودة الماء ولطف الهـواء, واحتضان التـربة, مناديـا ايـاك بلسان حـالـه: بى مـثل مـابـك ولم أقبل على غيره وعلتنـا متشابهـة ولم ألجـأ الى سـواه, خالقنـا واحد ولم أطرق بـاب فقـير مثلى , فتعلم منى.
5- سل المجاهـدون خنجر الخوف, فذبحـوا به كبش الكسل, ففزع النـوم وطار, ودوى فى أسماعهم صوت الحق: (هل من داع؟) فلبـوا النداء, واستنشقت أنـوفهـم عبيـر الجنة, حملته رياح الأسحار, فاشتـد الشـوق وقوى العزم, ونصبت الأقدام وهطلت الدموع, الى أن انتهى زمن الزيارة, وحان وقت الفراق, وآذن الانس والجن بالرحيل................طلع الفجر.
6- لما صبر الـورد على الألـم, وتحمل مجـاورة الشـوك ووخـز الابـر, استحق أن يتصـدر مجالس الأمـراء, ويصبح رمـز الحسن والبهاء, ولاتكـاد تجـد هـدية أرق مـن الــورد. ولمـا آثــر الحشيـش السـلامة, صار مرتع الحمير وعلـف البهـائم, ورخص وداسته الأقدام, حتى غدا رمز المهانة.
7- لـك مقـدار دمـع... ان لم تكفـك الـدنيـا لتـذرفـه, ذرفـتـه فى الآخـرة, وعنـدك مخـزون حزن.. ان استنفذته فى دنياك, انمحى من ذاكرتك معنى الحزن فى أخراك, وكنت من الذين لايحزنهم الفزع الأكبر, ادفـع الثمن كـاملا اليوم فلا مجال هناك للمساومة.
8- كلمة الرجال عقـد, فـلا تكن سحابة الصيف أثبت من قـولك, ولا يكونن الخط على الماء أبقى من عهدك, لاتكن ممن وقع العقد, ثم لاهـو يمضى البيـع, ولاهو يمضى الفسخ, احـزم أمرك وخاطب نفسك قـائـلا لها: ان كان محمد صلى الله عليه وسلم صادقـا فأجيبى المؤذن, والا فراعى الكنيسة يدق أجراسها صباح مساء.
9- ماأحلى أن يجـد الانسان فى صحيفـته حسنـات لـم يتعب فيها, وأن يمـلأ ميزانه بطاعات عملها غيـره, وأن يـرتـقى درجات الجنة بعد أن يـواريه التراب, وذلك بأن يعمل أجيرا عند الله, يـدل التـائهـين ليتسلم أجـرته فى الآخرة: سكنى الفردوس فى جوار نبى أو صحابى أو شهيد.
10- وأخيرا........... من حاسب نفسه اليـوم ربح, ومن غفـل عنها خسر, ومن نظـر فى العـواقـب نجـا, ومن أطاع هواه ضل, ومن علم عمل, ومن عمل أبصر, ومن أبصر اعتبر, فعلم أن الفضل كله لله.
اللهم أذقنى لذة الخشوع, وزدنى لك خضوع, وتقبل ذلى فى اركوع والسجود.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
12-06-2012
