عيسى الحربي- سبق- الرياض: لقي ربه وهو يحمل همّ الوطن عاشقاً لترابه، معتبراً الدفاع عن وطنه ومقدراته شرفاً يتسابق إليه الكثيرون، فكانت النتيجة أن نال شرف تراب مقبرة "البقيع" التي ستحتضن جثمانه هناك .
فقبل سبعة أيام من موعد لقائه بربه توجه "الفقيد" الفريق ركن زميم بن جويبر السواط إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض لزيارة مصابي حرس الحدود في مواجهة الوديعة مع الإرهابيين في شهر رمضان الماضي، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في ذات المستشفى قبل ظهر اليوم منقولاً إليه من مكتبه في الإدارة العامة لحرس الحدود .
ومنذ عام ونصف دعا الفريق ركن زميم السواط صحيفة "سبق" لزيارة الإدارة العامة لحرس الحدود للتعرف على جهود رجاله المرابطين في "حزام" الوطن، وبالفعل توجه فريق "سبق" برئاسة المدير العام ورئيس التحرير علي الحازمي ورحب "السواط" بالوفد، مؤكداً أهمية التواصل مع وسائل الإعلام المحلية، على اعتبار أنها مكملة لدور القطاعات الحكومية في خدمة الوطن والمواطن.
وذكر حينها قائد "الحدود" جُملة نابعة من قلب المواطن الصالح المُحب لبلده قائلاً: "إن حب الوطن، وشرف الواجب يجعل منسوبي قطاع حرس الحدود يضحون بأرواحهم دفاعاً عن تراب الوطن، والمواطن لابد أن يعي دوره وواجبه المناط به ناحية وطنه، وبتعاونه معنا نستطيع أن نحكم السيطرة على الحدود، وبالتالي يتم ضبط الأمن بالداخل".
وأكد السواط في هذا اللقاء أنهم يحرصون على منسوبي القطاع، ويقدمون الكثير من الحوافز لهم، كالإسكان المؤثث والذي بدأ في بعض المناطق، وطائرة خاصة بحرس الحدود تنقل منسوبيها من القادة والأفراد لكل المناطق بواقع ست رحلات في الأسبوع؛ ليتسنى لهم في الوقت نفسه ممارسة مهامهم العملية، وهم في راحة واطمئنان لتواصلهم مع أهلهم وذويهم في أي بقعة كانت في المملكة.
وأشار "الفقيد" أنه رغم الصراع الدائم بين قطاع حرس الحدود والتضاريس والطبيعة في المناطق الحدودية؛ إلا أنهم حصلوا على شهادة "الآيزو" العالمية في مجال الإشراف وتنفيذ الطرق، كأول جهة عسكرية تحصل عليها رسمياً من هيئة المواصفات والمقاييس السعودية.
ولأنه مواطن صالح فقد أبدى فخره واعتزازه بأفراد ومعدات حرس الحدود الذين أنشأوا طريقاً بطول 500 كلم يربط شرورة بالخرخير استفاد منه المواطنون، وقللت من الحوادث التي يتعرض لها رجال حرس الحدود كالانقلاب، وساهمت في إطالة عمر المركبات من أربع إلى سبع سنوات، مؤكداً أنه يجري العمل في مشروع سفلتة الشريط الحدودي الجنوبي بطول 1260 كلم".
رحم الله ابن الوطن البار الذي حمل همّ بلده ورجاله، فقد وقف معهم في مصابهم، مواسياً ومهنئاً بعلامات الشهادة.. حقق أمنياتهم المتعلقة بالعمل،.. رسم علامات الفرح والبسمة على المصابين في التخفيف من آلامهم وتفقد أحوالهم ، لينام تحت تراب "البقيع" قرير العين إنشاء الله .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك