قالت شركة مصر للطيران إن طائرة تابعة لها كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة اختفت من على شاشات الرادار فوق مياه البحر المتوسط بعد دخولها المجال الجوي المصري فجر امس وعلى متنها من الركاب وأفراد الطاقم وأفراد الأمن.
وقال مسؤولو طيران مصريون إن المرجح أن الطائرة سقطت في البحر بين اليونان ومصر.
وقالت شركة مصر للطيران في بيان إن رحلتها رقم (804) أقلعت من مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس باتجاه مطار القاهرة في الساعة 02:45 بتوقيت القاهرة (00:45 بتوقيت غرينتش) واختفت من على شاشات الرادار في ساعة مبكرة امس.
الطائرة كانت على ارتفاع 37 ألف قدم داخل المجال الجوي المصري قبل انحرافها بشكل مفاجئ
وذكرت أيضا أن الطائرة كانت على ارتفاع 37 ألف قدم واختفت بعد دخولها المجال الجوي بعشرة أميال مضيفة أن فرق بحث وإنقاذ تعمل حاليا في موقع الحادث.
وقال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل إن عمليات البحث جارية في موقع الحادث وهي من طراز أيرباص أيه320. وأضاف أنه «لا نستطيع أن نستبعد أي شيء في الوقت الحالي أو نؤيد شيء. يجب أن تنتهي كل التحقيقات كي نعرف ما هي الأسباب.»
لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال «للأسف المعلومات المتوفرة لدينا.. تؤكد لنا أن الطائرة سقطت وفقدت.»
وزير الطيـران المصــري : لا نعلـم حتـى الآن حقيـقة ما حـدث للطــائرة
وأضاف «لا يمكن استبعاد أي فرضية أو تأييد واحدة على حساب الأخرى.»
ولا يزال غير واضح ما إذا كان اختفاء الطائرة نجم عن خلل فني أو أسباب أخرى ربما من بينها عمل تخريبي نفذه متطرفون الذين استهدفوا مطارات وطائرات ومواقع سياحية في أوروبا ومصر وتونس ودول أخرى في الشرق الأوسط على مدى السنوات القليلة الماضية.
وقالت مصر للطيران إن الطائرة تقل 66 شخصا هم 56 راكبا بينهم طفل ورضيعان وطاقم من سبعة أشخاص بالإضافة إلى ثلاثة من أفراد الأمن.
وذكرت الشركة في بيان أن الطائرة تقل 30 مصريا و15 فرنسيا بالإضافة إلى بريطاني وبلجيكي وعراقيين وكويتي ومواطنة وسوداني وتشادي وبرتغالي وجزائري وكندي.
وقالت مصر للطيران إن الطائرة اختفت على بعد نحو 280 كيلومترا من السواحل المصرية وإنه كان يتوقع وصولها إلى مطار القاهرة في تمام الساعة 3:15 بتوقيت القاهرة (1:15 بتوقيت غرينتش).
وأضافت أن الطائرة صنعت عام 2003 مشيرة إلى أن عدد ساعات الطيران لقائد الطائرة هي 6275 ساعة من بينها 2101 ساعة على نفس طراز الطائرة المفقودة وللطيار المساعد 2766 ساعة.
وقال وزير الدفاع اليوناني «الصورة المتوفرة لينا الآن هي أن طائرة مصر للطيران كانت على ارتفاع 37 ألف قدم داخل المجال الجوي المصري قبل أن تقوم بانحراف مفاجئ.»
وقال وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي في تصريحات للصحافيين «تقوم حاليا فرق البحث المصرية بالطائرات والسفن بالبحث عن الطائرة فى الموقع الذى اختفت فيه من على أجهزة الرادار ونحن لا نعلم حتى الآن حقيقة ما حدث للطائرة.»
فرنسا تعتزم إرسال قوارب وطائرات للمساعدة في موقع سقوط الطائرة
وأضاف يجب الانتظار لحين الوصول لمعلومات جديدة بهذا الشأن حيث أن مثل هذه الظروف تستلزم وقتا من البحث والتحري.
وقال فتحي إن بيانا سابقا أصدرته شركة مصر للطيران قد تضمن بطريق الخطأ أن القوات المسلحة المصرية تلقت إشارة استغاثة من الطائرة المختفية.
وجاء ذلك بعد أن أعلن المتحدث العسكري المصري في بيان مقتضب أن الجيش لم يتلق أي رسالة استغاثة من الطائرة.
وقال أحمد عادل نائب رئيس مصر للطيران إنه لا يوجد شيء غير مألوف.
وقال كوستاس ليتزيراكيس رئيس هيئة الطيران المدني اليونانية إن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار بعد دقيقتين من مغادرة المجال الجوي اليوناني.
وأضاف أن المراقبين الجويين تحدثوا مع الطيار فوق جزيرة كيا فيما يعتقد أنه كان آخر اتصال بالطائرة.
وقال ليتزيراكيس «لم يبلغ الطيار عن أي مشاكل.»
وغادرت الطائرة المجال الجوي اليوناني الساعة 3.27 صباحا بالتوقيت المحلي (0027 بتوقيت غرينتش) ودخلت المجال الجوي المصري.
وقالت رئاسة الجمهورية في مصر إن مجلس الأمن القومي عقد اجتماعا برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي امس. وأضافت في بيان «قرر مجلس الأمن القومي مواصلة جهود البحث من خلال الطائرات والقطع البحرية المصرية والعمل على كشف ملابسات اختفاء الطائرة في أسرع وقت بالتعاون مع الدول الصديقة مثل فرنسا واليونان.»
وقال مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إنه تحدث إلى نظيره المصري عبدالفتاح السيسي وناقشا التعاون عن كثب لمعرفة الملابسات.
وقالت الرئاسة المصرية إن الرئيسين اتفقا على استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين لكشف ملابسات سقوط الطائرة المصرية.
وفي وقت لاحق قال أولوند في مؤتمر صحافي «لا نستبعد أي فرضية فيما يتعلق بطائرة مصر للطيران.»
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن وزيري خارجية مصر وفرنسا تبادلا التعازي في ضحايا طائرة مصر للطيران «التي سقطت».
وأضافت في بيان «قد أعرب الجانبان خلال الاتصال عن اهتمامها بالتعاون الوثيق والتواصل خلال الفترة القادمة للوقوف على أسباب سقوط الطائرة والتعامل مع تداعياتها.»
وفي باريس قال مصدر بالشرطة إن المحققين يستجوبون ضباطا كانوا بالخدمة في مطار رواسي مساء الأربعاء لمعرفة ما إذا كانوا سمعوا أو شاهدوا أي شيء مثير للشك. وأضاف المصدر «نحن لا نزال في مرحلة مبكرة هنا.»
وقال الادعاء الفرنسي إنه سيفتح تحقيقا في اختفاء الطائرة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إن فرنسا تعتزم إرسال قوارب وطائرات للمساعدة في البحث عن حطام الطائرة التي كان على متنها 15 فرنسيا.
وفي برلين قالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكونترول) إن الطقس لم يكن سيئا في الوقت والمنطقة التي اختفت فيها طائرة مصر للطيران.
وقالت يوروكونترول في بيان «ليس هناك تأثير كبير على الحركة الجوية في الوقت الحالي رغم وجود أنشطة بحث وإنقاذ في المنطقة.»
وخصصت شركة مصر للطيران أرقام هواتف يمكن لأسر الركاب الاتصال عليها. وخصصت سلطات مطار القاهرة الدولي قاعة لأقارب وأصدقاء الركاب بعيدا عن أعين وسائل الإعلام.
لكن شوهد رجل وامرأتان قالوا إنهم أقارب أحد أفراد الطاقم يخرجون من قاعة كبار الزوار بالمطار وهي القاعة التي خصصت للأهالي. وقال الرجل «لا نعرف أي شيء. ولا يعرفون أي شيء. لا أحد يعرف أي شيء.»
وهرعت أم إحدى الراكبات خارج القاعة والدموع تنهمر من عينيها وقالت إن آخر مرة اتصلت بها ابنتها كانت مساء الأربعاء.وأضافت «لم يقولوا لنا أي شيء.»
وكانت طائرة من طراز إيرباص ايه321 تابعة لشركة متروجيت الروسية تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية يوم 31 أكتوبر الماضي وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا. وقالت روسيا ودول غربية إن الطائرة سقطت جراء قنبلة على الأرجح وزعم تنظيم داعش مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.
لكن مصر تقول إن من السابق لأوانه التوصل إلى نتائج قبل انتهاء التحقيقات.
وفي مارس خطفت طائرة تابعة لمصر للطيران كانت تقوم برحلة داخلية بين مدينتي الإسكندرية والقاهرة وأجبرت على الهبوط في قبرص.
وكان الخاطف وهو مصري الجنسية يرتدي حزاما ناسفا زائفا وألقي القبض عليه بعد تسليم نفسه.ووفقا لموقع (إير فليتس) تملك مصر للطيران أسطولا يضم 57 طائرة من طرازي أيرباص وبوينغ ومن بينها 15 طائرة من طراز أيرباص أيه320.
وكان آخر حادث مميت لطائرة تابعة لمصر الطيران في مايو 2002 عندما تحطمت طائرة من طراز بوينغ 737 في تل بالقرب من مطار قرطاج التونسي. وقتل 14 شخصا في الحادث. أقارب ركاب الطائرة المنكوبة عاشوا لحظات من الترقب والهلع في انتظار أي خبر عن الطائرة «رويترز»
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك