عدد الضغطات : 9,162عدد الضغطات : 6,667عدد الضغطات : 6,385عدد الضغطات : 5,598
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 12-07-2021   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
تفسير قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَ



﴿, لِلْمَلَائِكَةِ, الله, الْأَ, تعالى:, تفسير, جَاعِلٌ, رَبُّكَ, فِي, إِنِّي, وَإِذْ, قال, قَالَ

﴿, لِلْمَلَائِكَةِ, الله, الْأَ, تعالى:, تفسير, جَاعِلٌ, رَبُّكَ, فِي, إِنِّي, وَإِذْ, قال, قَالَ

تفسير قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً



قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [البقرة: 30 - 33].

قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةًالآية.

قوله: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِالواو استئنافية، و"إذ" ظرف بمعنى "حين"، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: واذكر يا محمد حين قال ربُّك للملائكة مخبرًا لهم، وذكِّر به قومك.

و"الملائكة" جمع "مَلك"، وهم عالم غيبيٌّ خلقهم الله تعالى من نور، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((خُلِقت الملائكة من نور، وخُلِق الجانُّ من مارج من نار، وخُلِق آدم مما وُصِف لكم))[1].

والإيمان بالملائكة ركنٌ من أركان الإيمان الستة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه))[2].

فيجب الإيمان بهم على وجه الإجمال، كما يجب الإيمان بما ذكر في الكتاب والسنة من أسمائهم وأوصافهم وأعمالهم، وبما منحهم الله من قوة وقدرة على القيام بما كلِّفوا به من أعمال على جهة التفصيل، كما قال تعالى في وصفهم: ﴿ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [فاطر: 1]، وقال تعالى في وصف خزنة النار: ﴿ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ ﴾ [التحريم: 6]، وقال تعالى في وصف طاعتهم وعملهم: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وقال تعالى: ﴿ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 27].

فمنهم الموكَّل بالوحي كجبريل عليه السلام.

كما قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 97]، وهو الروح الأمين كما قال تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ [الشعراء: 193].

ومنهم الموكَّل بالقَطْر والنبات كميكائيل عليه السلام.

ومنهم الموكَّل بقبض أرواح بني آدم، وهو ملَك الموت وأعوانه من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11]، وقال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء بِيضُ الوجوهِ.. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة سُودُ الوجوه..))[3].

ومنهم الموكَّل بالنفخ بالصور، وهو إسرافيل عليه السلام.

ومنهم حملة العرش، كما قال تعالى: ﴿ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 17].

ومنهم الموكلون على العباد بحفظهم وحفظ أعمالهم، كما قال تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12].

ومنهم الموكلون بالرحم والنطف كما في الحديث: ((فيرسل إليه الملَك، فينفخ فيه الروح))[4].

ومنهم الموكَّلون بالسؤال في القبر، كما في حديث البراء: ((ويأتيه ملَكانِ فيُجلِسانه فيقولان له: من ربُّك؟ وما دينك؟ وما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟))[5].

ومنهم الموكلون بالشمس والقمر والأفلاك، ومنهم الموكلون بالجنة والنار.

ومنهم الموكلون بعمارة السموات بالعبادة والصلاة والتسبيح والتقديس، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ [الأعراف: 206]، وقال تعالى: ﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 20]، وقال تعالى حكاية عنهم: ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴾ [الصافات: 165، 166].

﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً؛ أي: إني مصير ومستخلف في الأرض خليفة.

وفي هذا إثبات الأفعال لله عز وجل، وأنه يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، كما قال تعالى: ﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [البروج: 16].

والخليفة: من يخلف غيره وينوب عنه.

أي: إني جاعل في الأرض خليفة يقيم شرع الله في أرض الله، ويخلفه من بعده قرنًا بعد قرن، وجيلًا بعد جيل، كما قال تعالى: ﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [ص: 26].

وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 14]، وقال تعالى: ﴿ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ﴾ [النمل: 62]، وقال تعالى: ﴿ قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 129]، وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [النور: 55].

وقيل: خليفة لمن سبقه؛ لأن الأرض كانت معمورة بطائفة من المخلوقات الجن أو غيرهم، أفسَدوا في الأرض وسفَكوا الدماء؛ ولهذا قالت الملائكة: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30].

وفي الآية امتنان على آدم وذريته بالتنويه بذِكرِهم في الملأ الأعلى قبل خلقهم.

﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾؛ أي: قالت الملائكة: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ﴾ والاستفهام هنا ليس اعتراضًا على الله، ولا حسدًا لبني آدم، وإنما هو استعلام واستجلاء لوجه الحكمة في جعل هذا الخليفة، مشوبًا بالتعجب؛ وذلك لعلمِهم أنه عز وجل لا يفعل إلا لحكمة، وأن المقصود من جعل الخليفة في الأرض هو إصلاحها وعمارتها.

و"مَن" موصولة؛ أي: أتجعل في الأرض الذي يُفسِد فيها بالكفر والمعاصي ﴿ وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾؛ أي: إن من هذا الجنس من يفعل ذلك.

ومعنى ﴿ وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾؛ أي: ويريق الدماء، وهذا من أعظم الفساد في الأرض، فعطفه على ما قبله أشبه بعطف الخاص على العام.

وهذه المقالة من الملائكة بحسب ظنهم أن هذا الخليفة في الأرض سيحدُث منه ذلك؛ ولهذا قالوا بعده:
﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ: الواو: حالية، أي: والحال أننا نسبح بحمدك، أي: نجمع بين تسبيحك وحمدك، ونقرن بينهما.

والتسبيح: تنزيه الله عن النقائص والعيوب وعن مماثلة المخلوقين، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38]، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

وأن كل كمال فهو أولى به، كما قال عز وجل: ﴿ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الروم: 27].

ويطلق التسبيح على ما هو أعم من ذلك من أنواع العبادة كلِّها، كالذكر والصلاة وقول: "سبحانك ربنا وبحمدك"، و"سبحان الله وبحمده"، "سبحان الله العظيم" ونحو ذلك.

والباء في قولهم: ﴿ بِحَمْدِكَ ﴾ للمصاحبة، أي: نسبحك تسبيحًا مصحوبًا ومقرونًا بحمدك.

والحمد: وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم، فحمد الله وصفه بصفات الكمال مع محبته وتعظيمه.

﴿ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾التقديس: التعظيم والتطهير ومنه سميت الأرض المقدَّسة؛ أي: المطهَّرة، واللام في "لك" للاختصاص والإخلاص؛ أي: نعظِّمك ونمجدك ونكبِّرك ونصلِّي لك خاصة.

ويحتمل أن المعنى: ونحن نسبح بحمدك؛ أي: ننزهك ونثني عليك ونعظمك بالأقوال والأفعال، ونقدِّسك؛ أي: نعظمك ونطهرك بالاعتقاد في القلوب.

فجمعوا بين تنزيه الله عز وجل عن النقائص والعيوب وعبادته بالتسبيح، وإثبات الكمال له بالحمد، وتعظيمه وتطهيره بالتقديس، وعبَّروا بالجملة الاسمية في قولهم: ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30]؛ للدلالة على ثبوتهم واستمرارهم على ذلك، كما قال تعالى عنهم: ﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 20]، وقال تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾ [فصلت: 38].

بينما عبَّروا بالجملة الفعلية الدالة على التجدد والحدوث في قولهم: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30]؛ أي: من يحصل منهم هذا الفعل تارة بعد أخرى.

وقول الملائكة: ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ ليس من باب التزكية لأنفسهم؛ لأن الله قد نهى عنها كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [النجم: 32]، وإنما قولهم هذا من قبيل الإخبار بأنهم يقومون بعبادته عز وجل، ويسبِّحون بحمده ويعظمونه، وامتداح تنزيه الله وحمده وتقديسه.

﴿ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ هذا جواب لقول الملائكة: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ الآية؛ أي: قال الله مجيبًا للملائكة على قولهم هذا: ﴿ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾من أمر هذا الخليفة، وما في خلقه من الحِكَمِ العظيمة من عمارة هذا الكون، وما في ذلك من المصالح الدينية والدنيوية والأخروية.

قال ابن كثير[6]: "إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم...".

وقال ابن القيم[7]: "رد على الملائكة لما سألوه كيف يجعل في الأرض من هم أطوعُ له منه؟ فقال: ﴿ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، فأجاب سؤالهم بأنه يعلم من بواطن الأمور وحقائقها ما لا يعلمون، وهو العليم الحكيم، فظهر من هذا الخليفة من خيار خلقه ورسله وأنبيائه وصالحي عباده والشهداء والصديقين والعلماء وطبقات أهل العلم من هو خير من الملائكة، وظهر إبليس من هو شر العالمين، فأخرج سبحانه هذا وهذا، والملائكة لم يكن لهم علم لا بهذا ولا بهذا، ولا ما في خلق آدم وإسكانه الأرضَ من الحكم الباهرة".

وقال أيضًا: "فالرب تعالى كان يعلم ما في قلب إبليس من الكفر والكبر والحسد ما لا يعلمه الملائكة، فلما أمرهم بالسجود، ظهر ما في قلوب الملائكة من الطاعة والمحبة والخشية والانقياد، فبادروا إلى الامتثال، وظهر ما في قلب عدوِّه من الكبر والغش والحسد، فأبى واستكبر وكان من الكافرين.

ففي الآية إثبات الحكمة في أفعال الله عز وجل، سواء ظهرت للخلق أو لم تظهر لهم، والرد على من نفى الحكمة عن الله عز وجل في أفعاله، وقال: إنه يفعل لمجرد المشيئة بلا حكمة - كما تقول الأشاعرة.

وفيها الرد على المعتزلة القائلين بأنهم يحيطون بوجوه الحكمة في أفعال الله عز وجل، فينفون أمورًا كثيرة عن الله في عقولهم، ويدَّعون أن إثباتها ينافي حكمة الله، مثل نفيهم خلْقَه لأفعالِ العباد، بدعوى أنه لو خلقها كانوا مجبورين عليها، فكيف يعذِّبهم بما ليس فعلًا لهم؟ هذا لا يليق بالحكمة[8].

[1] أخرجه مسلم في الزهد والرقائق (2996) - من حديث عائشة رضي الله عنها.

[2] سبق تخريجه.

[3] أخرجه أحمد (4/ 287- 288، 296) - من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

[4] سبق تخريجه.

[5] أخرجه أبو داود في السنة (4753).

[6] في "تفسيره" ( 1 /100).

[7] انظر "بدائع التفسير" (1/ 299، 302).

[8] انظر "مجموع فتاوى ابن تيمية" (8/ 91) "إيثار الحق على الخلق" ص (201) وما بعدها.






الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv rhg hggi juhgn: ﴿ ,QYA`X rQhgQ vQf~E;Q gAgXlQgQhzA;QmA YAk~Ad [QhuAgR tAd hgXHQ gAgXlQgQhzA;QmA hggi hgXHQ juhgn: jtsdv [QhuAgR vQf~E;Q tAd YAk~Ad ,QYA`X rhg




jtsdv rhg hggi juhgn: ﴿ ,QYA`X rQhgQ vQf~E;Q gAgXlQgQhzA;QmA YAk~Ad [QhuAgR tAd hgXHQ gAgXlQgQhzA;QmA hggi hgXHQ juhgn: jtsdv [QhuAgR vQf~E;Q tAd YAk~Ad ,QYA`X rhg jtsdv rhg hggi juhgn: ﴿ ,QYA`X rQhgQ vQf~E;Q gAgXlQgQhzA;QmA YAk~Ad [QhuAgR tAd hgXHQ gAgXlQgQhzA;QmA hggi hgXHQ juhgn: jtsdv [QhuAgR vQf~E;Q tAd YAk~Ad ,QYA`X rhg



 

قديم 13-07-2021   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تفسير قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ا



بارك الله فيك ونفع بك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
﴿, لِلْمَلَائِكَةِ, الله, الْأَ, تعالى:, تفسير, جَاعِلٌ, رَبُّكَ, فِي, إِنِّي, وَإِذْ, قال, قَالَ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البدائع المنيفة في قوله تعالى ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 30-01-2021 03:58 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 3 12-07-2019 08:29 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِي طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 4 12-07-2019 08:25 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 5 18-04-2019 02:46 PM
تفسير قوله تعالى ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ.. ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 10 25-12-2015 01:02 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 09:20 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant