أن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، وأشهد أن لاإله إلا الله ، وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
8-إقامة شرع الله في الأفراد والمجتمعات: لقوله تعالى :"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حد يقام في الأرض خير من أن تمطر أربعين صباحًا "(9)
9-الجهاد في سبيل الله : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ".(10)
وفي رواية عند مسلم:" الْخَيْرُ مَعْقُوصٌ بِنَوَاصِى الْخَيْلِ ". قَالَ :فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ !بِمَ ذَاكَ. قَالَ :" الأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
يقول الإمام ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري"قوله: "البركة في نواصي الخيل" كذا وقع، ولا بد فيه من شيء محذوف يتعلق به المجرور وأولى ما يقدر ما ثبت في رواية أخرى فقد أخرجه الإسماعيلي من طريق عاصم بن علي بن شعبة بلفظ: "البركة تنزل في نواصي الخيل" وأخرجه من طريق ابن مهدي عن شعبة بلفظ: "الخير معقود في نواصي الخيل" وسيأتي في علامات النبوة من طريق خالد بن الحارث عن شعبة بلفظ حديث عروة البارقي إلا أنه ليس فيه: "إلى يوم القيامة" قال عياض إذا كان في نواصيها البركة فيبعد أن يكون فيها شؤم، فيحتمل أن يكون الشؤم الآتي ذكره في غير الخيل التي ارتبطت للجهاد وأن الخيل التي أعدت له هي المخصوصة بالخير والبركة أو يقال الخير والشر يمكن اجتماعهما في ذات واحدة، فإنه فسر الخير بالأجر والمغنم، ولا يمنع ذلك أن يكون ذلك الفرس مما يتشاءم به. قلت: وسيأتي مزيد لذلك بعد ثلاثة أبواب، قوله: "الخيل" المراد بها ما يتخذ للغزو بأن يقاتل عليه أو يرتبط للأجل ذلك لقوله في الحديث الآتي بعد أربعة أبواب "الخيل ثلاثة" الحديث، فقد روى أحمد من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا: "الخيل في نواصيها الخير معقود إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله وأنفق عليه احتسابا كان شبعها وجوعها وريها وظمؤها وأرواثها وأبوالها فلاحا في موازينه يوم القيامة" الحديث، ولقوله في رواية زكريا كما في الباب الذي يليه "الأجر والمغنم" وقوله الأجر بدل من قوله الخير، أو هو خبر مبتدأ محذوف أي هو الأجر والمغنم، ووقع عند مسلم من رواية جرير عن حصين "قالوا: بم ذاك يا رسول الله؟ قال: الأجر والمغنم" قال الطيبي: يحتمل أن يكون الخير الذي فسر بالأجر والمغنم استعارة لظهوره وملازمته، وخص الناصية لرفعة قدرها وكأنه شبهه لظهوره بشيء محسوس معقود على مكان مرتفع فنسب الخير إلى لازم المشبه به وذكر الناصية تجريدا للاستعارة، والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل على الجبهة قاله الخطابي وغيره. (10)الاستغفار من جماع خيري الدنيا والآخرة وتعليمه صلى الله عليه وسلم لمن أسلم وفي الصلاة : لقوله تعالى عن نبيه نوح عليه السلام لقومه : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا "{نوح : 10-12} وقد ذكر البخاري – رحمه الله- في" كناب " الدعوات" باب " أفضل الاستغفار " هذه الآية. وقال الحافظ في" الفتح" (12/82): وكأن المصنف لمح بذكر هذه الآية إلى أثر الحسن البصري – رحمه الله – أن رجلاً شكا إليه الجدب فقال : استغفر الله . وشكا إليه آخر الفقر فقال : استغفر الله . وشكا إليه آخر جفاف بستانه ، فقال : استغفر الله. وشكا إليه آخر عدم الولد فقال : استغفر الله . ثم تلا هذه الآية. قال الحافظ : وفي هذه الآية الحث على الاستغفار ، وإشارة إلى وقوع المغفرة لمن استغفر.
ولقوله تعالى عن نبيه هود لقومه : " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ " {هود " 52} وأيضاً : " وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ"{ هود: 3} يقول الإمام ابن كثير – رحمه الله-: وقوله: " وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ " أي: وآمركم بالاستغفار من الذنوب السالفة والتوبة منها إلى الله عز وجل فيما تستقبلونه، وأن تستمروا على ذلك، " يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا " أي: في الدنيا " إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ " أي: في الدار الآخرة، قاله قتادة، كقوله: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " {النحل:97}.
وعن محمد بن زياد قال : أدركت السلف وإنهم ليكونون في المنزل الواحد بأهاليهم ،فربما نزل على بعضهم الضيف وقدر أحدهم على النار فيأخذها صاحب الضيف لضيفه، فيفقد القدر صاحبها ،فيقول :من أخذ القدر ،فيقول صاحب الضيف: نحن أخذناها لضيفنا فيقول صاحب القدر:بارك الله لكم فيها أو كلمة نحوها ،قال بقية وقال محمد :والخبز إذا خبزوا مثل ذلك ،وليس بينهم إلا جدر القصب ،قال بقية وأدركت أنا ذلك محمد بن زياد وأصحابه.(51)
21-السلام على الأهل عند دخول البيت: عن جابر رضي الله عنه قال : إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة . قال : ما رأيته إلا توجيه قوله:" وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) {النساء:86} (54)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)صحيح :رواه أحمد في"المسند"(205)،والترمذي(2344) ،وابن ماجة(4164)وصححه الألباني (2)البخاري(2067)،ومسلم(2557)،وأبو داود(1693) (3)البخاري(5989)مسلم(2555). (4)مسلم(2588)،والترمذي(2029). (5)البخاري(7430)، وأحمد في "المسند"( 7622)والترمذي(661)،والنسائي(2525)،وابن ماجة(1842) (6)مسلم(2984)،وأحمد(7928). (7)البخاري(6502). (8)صحيح البخاري: (3464)،ومسلم(2964). (9)رواه البيهقي في"شعب الإيمان"( 7381) (10)البخاري(2851)،ومسم(1874)،وأحمد في" المسند"( 12146) (11)البخاري(2892)،ومسلم(1873)،وأحمد في"المسند(19377). (12)ضعيف: انظر" ضعيف الجامع للألباني(5471) (13)رواه مسلم. (14)" تطريز رياض الصالحين"فيصل بن عبد العزيز آل مبارك" المكتبة الشاملة. (15)رواه أبو داود(832) ؛والنسائي ،وانتهت روايته عند " إلا بالله " وقال الألباني في" مشكاة المصابيح" (858): سنده حسن . (16)البخاري(1472)،والترمذي(2463)،والنسائي(2602)، والدارمي(2750)وابن حبان(3402). (17)البخاري(1469)، ومسلم(1053). (18)حسن:رواه أحمد(21280)عن أبي رضي الله عنه عن رجل ،تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث حسن والترمذي(2457) قال الشيخ الألباني : حسن (19)البخاري(6446)،ومسلم(1051). (20)مسلم(1054)،وأحمد(6572)،والترمذي(2348)،وابن ماجة(4138). (21)البخاري(6460)،ومسلم(1055)،وأحمد(7173). (22)حسن :رواه الترمذي(2346)،وابن ماجة(4141) قال الشيخ الألباني : حسن. (23)مسلم(2963)،وأحمد(7442،10251). (24)مسلم(804)،وأحمد(22267). (25)صحيح : رواه أحمد(19449) تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث ضعيف دون قوله " اللهم بارك لأمتي في بكورها " فهو حسن بشواهده ،وأبو داود(2606)،والترمذي(1212)،وابن ماجة(2236)قال الشيخ الألباني : صحيح ،والدارمي(2435) قال حسين سليم أسد : إسناده حسن. (26)البخاري(2079)،وأحمد في "المسند"(15349)،وأبو داود(3459)،والترمذي(1246)،والنسائي(4457). (27)صحيح :رواه أحمد(16457)،وابن ماجة(2424)،والنسائي(4683) قال الشيخ الألباني : صحيح (28)مسلم(2732). (29)رواه أحمد(11149) تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد ، والحاكم ،وانظر" صحيح الترغيب"(1633،و" الأدب المفرد"(710)،ومشكاة المصابيح"(2259). (30)رواه أحمد(8943،8944) تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي رجاله رجال الصحيح،وأبو داود(2130)،والترمذي (1091)،وابن ماجة(1905)وصححه الألباني. (31)البخاري(2048)، ومسلم(1427). (32)صحيح :رواه أبو داود(2160)، وابن ماجة(1918)وصححه الألباني. (33)البخاري(6355)،ومسلم(286). (34)البخاري(6378-6381)،ومسلم(660) (35)مسلم(2481) (36)البخاري(1885)،ومسلم(1369)،وأحمد(12475) (37)مسلم(1373)،وأحمد(1593)،والترمذي(3454)،وابن ماجة(3329). (38)مسلم(1374)،وأحمد(11450) (39)رواه ابن ماجة(3509) (40)صحيح :رواه أحمد(1718)الترمذي(464)،وأبو داود(1425)، وابن ماجة(1178)والنسائي(1746). (41) البخاري(971)والفظ له،ومسلم(890). (42)البخاري(2337)،وأحمد(161)،وأبو داود(1800)،وابن ماجة(2976). (43)صحيح: رواه أحمد في" المسند"( 18561) تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ،وأبو داود(184، 493)وصححه الألباني. (44)رواه أحمد في المسند"(16122)،وأبو داود(3764)، وابن ماجة (3286). (45)رواه أحمد(2439)تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن ،وأبو داود(3772)،والترمذي (1805)،وابن ماجة(3277)وصححه الألباني (46)مسلم(2033)،وأحمد في"المسند" (14259)وابن ماجة(3270) (47)مسلم(2033)،وأحمد(14262)،والترمذي(1802)وابن ماجة(3279) (48)البخاري(5458)،وأحمد(22222)وأبو داود(3849) ، والترمذي(3456) (49)حسن :رواه ابن ماجة(3322)وحسنه الألباني. (50)مسلم(2042)،و أحمد(17711)،والترمذي(3576),أبو داود(3729). (51)صحيح موقوف:رواه البخاري في "الأدب المفرد"(739)قال الشيخ الألباني : صحيح (52)رواه أحمد(8885)،والنسائي(2147-2148). (53)البخاري(3097)،ومسلم(2973)،والترمذي(2467)،وابن ماجة(3345) (54)صحيح :رواه البخاري في" الأدب المفرد"(1095) قال الشيخ الألباني : صحيح .