همية
الحرص على
ميراث النبوة
-
قال نبينا –صوات ربي وسلامه عليه- بعد ذلك «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ»، أليس الإنسان يا إخواني يسعى من شرق الأرضِ إلى مغربها من أجل أن يحصل على مالٍ ويحصل على مال خَلَفَهُ أبوه؟! يُسافر إلى الشام، يُسافر إلى مصر، يُسافر شرقًا وغربًا، لو قيل له هناك مال لأبيك في تلك المنطقة وفي تلك البلاد،
أليس الإنسان يسعى من شرق الأرض إلى غربها من أجل أن يُحصل أو يحصل على مالٍ خَلَفَهُ أبوه له، وهذا من متاع الدُنيا الفانية، فلماذا لا نسعى من مشارق الأرض ومغاربها إلى أخذ العلم الذي هو
ميراث الأنبياء؟!
وهذه الفائدة قد ذكرها شيخنا الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله عزَّ وجل- قال: "الإنسان يسعى ويُسافر ويكد ويتعب حتى يُحصل
ميراث أبيه وقد لا يَحصُل منه ذلك حتى يُحصل
ميراث النبوة"، الذي فيه النفع في الدنيا والآخرة.
"عَجِبتُ لأُناسٍ قَدْ اشْتغُلُوا بمَا قَدْ تَكفَّلَ اللهُ بِهِ وَترَكُوا مَا قَدْ كُلِّفُوا بِهِ"
لهذا قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- وهذا الكلام منه كلامٌ نافع، قال -رحمه الله-: "الإنسان الذي قد مَنَّ الله عليه بالعلم فقد منَّ الله عليه بما هو أعظم من الأموال والبنين والزوجات والقصور والمراتب وكل شيء"، ثُمَّ قال: "اللهم ارزقنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا ورزقًا واسعًا تغنينا به عن خلقك إنك على كل شيء قدير"
هل هذا نستشعره يا إخوان في حضورنا مجالس العلم؟، والله لو كُنا نستشعر هذا ما تركنا ولا درسًا من دروس أهل العلم، والله؛ لذلك نجد من أنفسنا نَكُد ونتعب في الدنيا، حتى نُحصل الأموال، حتى نُحصل القصور؛ حتى نُحصل المراتب، ويتمنى الإنسان أن يكون عنده رصيد يكفي له ولقبيلة!
ولا يتمنى أن يكون عنده رصيد من العلم كتمنيه ذاك الأمر، وإذا ترك العلم يقول ماذا؟!
حتى أُؤمن مستقبل أبنائي!،
مات النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يُورِّث دِرهمًا ولا دينارًا، وكما قال أبو الدرداء –رضي الله تعالى عنه وأرضاه-: "عجبت لأناس قد اشتغلوا بما قد تكفل الله به وتركوا ما قد كلفوا به"، اشتغلوا وكدوا وسعوا وصرفوا الأوقات الثمينة في طلبِ الدنيا وطلبِ الرزق في الدُنيا، وتركوا ما قد كُلفوا به؛ ألا وهو العلم الشرعي، طلب العلمِ فريضة على كل مسلم والله لو استشعرنا هذا الاستشعار الذي قد ذكره العلماء -رحمهم الله- والله سنكون بإذن الله -سبحانه وتعالى- من أحسن طُلابِ العلم،
لكننا طلبنا العلم في فُضولِ أوقاتنا، وأما في قوة وقتنا وقوة صحتنا نستغل هذه القوة وهذا الوقت في أمور أخرى فإذا جاء درس أحضر اليوم نصفه وأحضر بكرة ربعه وأحضر بعده كله وأحضر في اليوم الأخير ولا شيء، ثم يقول أنا من طلاب العلم ويتصدر ويتكلم ويناقش وهو لم يحضر درسًا كاملًا قد يكون في حياته، التعب يحصل لطالب العلم لكن كما قال يحيى بن أبي كثير اليماني: "لا ينال العلم براحة الجسد" قد يحصل لك، وقد يحصل لك الغياب يا طالب العلم ولكن لا يكن لك هذا عادة، تشتغل والله بعض طلاب العلم أنهم يشتغلون بــ.... كما يقال أو بطلعة عن طلبه يصرفهُ عن
الدرس أقل القليل هل هذا طالب علم؟!!
لو أن ابنه قال يا أبتي اشترِ لي سيارة لعبة ترك
الدرس وراح يشتري له سيارة!
ليه ما يقول له يا ابني نحن الآن في درس إذا انتهينا من
الدرس بإذن الله -سبحانه وتعالى-، لا لأنه لم يكن على باله مثل هذا العلم وإنما أخذ العلم كما يقال يمرُّ على مجالس العلم وهذا خير له بلا شك أن يكون يمر على مجالس العلم بلا شك، لكن أنه يكون من طلاب العلم فالأمر يحتاج إلى تحريرٍ وتحقيق في هذه المسألة.
مستفاد من
الدرس الثالث من شرح كتاب "مرحبا يا طالب العلم"
للشيخ أسامة العمري وفقه الله
أهمية
الحرص على
ميراث النبوة | Miraath.Net