آيات, منهج, التعامل, السلف, الصفات
آيات, منهج, التعامل, السلف, الصفات
الدرر المنثورة والكلمات المأثورة لفضيلة الشيخ :
صالح بن عواد المغامسي حفظه الله
منهج السلف الصالح في التعامل مع آيات الصفات
حلقة علمية هامة من برنامج " محاسن التأويل "
قال الله جل وعلا :
(( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر والى
الله ترجع الامور ))
هنا نُنيخ المطايا لنأنا نخاطب طلبة علم في المقام الأول .
هذه الآية هي إحدى الآيات التي تتكلم عن آيات الصفات
وهي آيات زلت فيها أقدام وحارت فيها أفهام ولا نجاة في مثل هذا التفسير
وهذا المنحى إلا باتباع منهج السلف الصالح رحمهم الله في التعامل
مع آيات الصفات .
ومنهج السلف الصالح في التعامل مع آيات الصفات يقوم على
أُسس ثلاثة :
الأساس الأول
تنزيه صفات الله أن يُشبه شيء منها صفات المخلوقين .
ودليله قول الله جل وعلا : (( ليس كمثله شيء ))
, وقوله جل ثناؤه : (( ولم يكن له كفوا أحد ))
هذا أول الأسس .
الأساس الثاني
الإيمان التام بما وصف الله به نفسه لأنه لا أحد أعلم من الله بالله
ودليله : (( أَأَنتم أَعلم أم الله ))
يتبع هذا الأساس والإيمان بما وصف به رسول الله صلى الله عليه
وسلم ربه لأنه لا أحد بعد الله أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه
وسلم ودليله :
(( وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي وحي ))
الأساس الثالث
وهذا مهم جدا , قطع الطمع في إدراك الكيفية .
والمعنى أي لا سبيل أبدا إلى معرفة كيفية هذه الصفات ودليله قول
الله تعالى : (( ولا يحيطون به علما )) .
هذه الأسس الثلاث حررها شيخنا الأمين الشنقيطي رحمة الله تعالى عليه
في كتابه القيّم أضواء البيان .
هنا تأتي معضلة أو مشكلة أو إشكال - وأنا أتكلم الآن بأسلوب علمي -
لو أخذنا مثال آية : (( الرحمن على العرش استوى ))
وهي غير موجودة معنا هنا في سورة البقرة , لكنني أنا أريد أن أخاطب
الناس كيف يتعلمون ما ينجم عن هذه القضية من أمور , ذهب القاضي
عبدالجبار " أحد رؤوس المعتزلة " إلى أن استوى هنا بمعنى :
استولى
وقال كما تقول : استوى الأمير على العراق
وأتى ببيت شعر لو صح لا يثبت ليس له علاقة بالدليل :
استوى بِشرعلى العراق .... من غير سيف أو دم يُراق
الذي يعنينا هذا القاضي عبدالجبار قال مفهوم كلامه ..
أن العرش ما ضُرب إلا كمثل والمقصود استيلاء الله على كل شيء
فترك النقل وقدم العقل .. هذا واحد .
والأمر الثاني .. ترك ما وصف الله به نفسه وأتى هو بوصف من عنده كأن
اللفظ القرآني قاصر على أن يوصل المعنى إليك , ثم إنه شاء أم أبى هذا يدل
على كيفية ذلك الاستواء لأنه حرره بمعنى الاستيلاء , نحن الآن لسنا بصدد
نقض كلامه لأن كلامه منقوض , وليس الإشكال بيني وبينكم في أن كلامه
منقوض , لكن جمعا من المفسرين من علماء الأمة ممن شُهد لأكثرهم
بالصلاح تبعوه على هذا القول
كالزمخشري في الكشاف
وابن عطيه في المحرر الوجيز
والبيضاوي في تفسيره
والثعالبي في تفسيره
وأبي السعود في تفسيره
والألوسي في روح المعاني
والمراغي في تفسيره
وسيد قطب في ظلال القرآن .
هؤلاء الجمع كُثر وهم قالوا بمثل ما قال به القاضي عبدالجبار
عفا الله عنا وعنهم وغفر الله لنا ولهم .
لكن ما الذي ينتابك علميا هنا ؟
ينتابك أمران أو يتنازعك أمران ..
" ترى هذا كلام مهم جدا علميا وأرجو الله أن ينفع به الخلق "
الأمر الأول
النصح لدين الله
والأمر الثاني
معرفة حقوق علماء الإسلام .
كيفية التعامل , النصح لدين الله , النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
يجعلك لا يمكن أن تقبل أن تُقر قولا خطأ في دين الله خاصة في الاعتقاد
فلا يمكن أن تقول للناس هذه مقبولة ويسع الناس فيها الخلاف ..
لأن هذا ليس نصحا لدين الله وأنت مأمور بأن تنصح لدين الله
ومن النصح لدين الله أن تبين القول الخطأ وتُبرئ ساحة الدين من
الأفكار الدخيلة .
معرفة حقوق أهل الإسلام
لا يمكن أن تأتي لمسلم فسر القرآن وظهر عليه الصلاح وصلى وصام
وقام وعَبد واتقى وبذل جهده وعمره في تفسير كلام الله فمن أجل خطأ
تُشنع عليه شناعة تُذهب كل محاسنه , هذا حتى لا يتفق مع العدل
الذي أمر الله به , فما نصنع ؟
نتكلم عن الخطأ ونحرره ونبين للناس الصواب وأن هؤلاء أخطؤوا
وسلكوا مسلكا هم في غنى عنه وواجهتم عقبة كؤود فلا هم بالذين
استطاعوا أن يرجعوا ولا هم بالذين استطاعوا أن يتجاوزوها
فلا هم تجاوزوها و وصلوا المقصود ولا هم بالذين رجعوا فسلموا
وإنما أوقعوا أنفسهم بخروجهم عن منهج سلف الأمة في التعامل
مع آيات الصفات .
فتحرير هذا يدفعنا إليه النصح لدين الله ، ونحن إذا بينا هذا الخطأ
ونهينا الناس عن اتباعهم فيه نتوقف على أن نزيد فيه وندخل في أعراضهم
ونقول فيهم ما لا يحل فإن أعراض المسلمين ودماءهم وأموالهم حرام
قال صلى الله عليه وسلم :
" كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا "
يتفرع على هذا مسألة أخرى وهي أنك أحيانا يأتي أحد من مشائخك فيتحدث
عن أحد الناس قدحا فيه فمثلا ..
( لو قدر عافاني الله وإياكم وعصمنا الله من كل سوء )
لو أنني على مقعدي -كرسيي هذا- ذممت أحد علماء المسلمين الصالحين
فأنت أيها الطالب في هذه الحلقة المباركة أو من يأخذ العلم عنا خلف
التلفاز أمام ثلاثة أحوال :
الحال الأولى
أن يقبل قدحي في غيري موالاة لي , وهذا باطل .
الحالة الثانية
أن يقول إن هذا لا يؤخذ منه علم لأنه قدح في زيد
طبعا القدح غالبا يكون في القرين لأنه قدح في قرين من أقرانه فتنفض يدك
وتحرم نفسك من شيء من العلم آتاه الله صالحا , وهذا خطأ آخر .
والصواب
أن لا تقبل قول صالحٍ الخطأ في أي أحد , وقدحي في الناس لا يُقبل ولو
كان هذا شيخك أو رجل له فضل عليك , لا يُقبل فالباطل يُرد على كل
أحد .
لكن تكن لبيبا فلا تحرم نفسك من شيء من علمه أن تحصله بخلافه هذا .
الإمام أحمد رحمة الله تعالى عليه سُئل :
أين نذهب بعدك لما قرُبت وفاته , فدلهم على رجل
فقيل له : إنه يتكلم فيك
ماذا قال ؟ لأن أحمد فيما نحسب إماما ربانيا ..
قال : رجل صالح ابتلاه الله في , كونه مُبتلى في يحسدني على منزلتي
شيء وكونه عالم شيء آخر , فلا تقبل قدحه في ولا حسده إياي وخُذ
من علمه حتى تستفِد .
تطبيق عملي على عصرنا :
الجامع لأحكام القرآن ( كتاب تفسير للقرطبي ) وقع فيه القرطبي رحمه ال
في مسائل مشابهة في هِنات كبرى , كقوله عند تفسير قول الله جل وعلا :
(( أَأَمنتم من في السماء ))
قال أمره وملائكته أو جُنده , فأول الآية , لكن لا يمنع هذا أن تفسير
القرطبي من أمتع كتب التفسير , وليس هناك حرج أن تقول بملء فيك
( وليس هذا قدحا في القرطبي )
ن القرطبي في تلك المسائل أخطأ لأن هذا يفرضه النُصح لدين الله .
إذا ضُبطت في ظني المسألة وفق هذا التصور يسلم الناس كثيرا
من التخبطات أما أن يأتي إنسان فيجامل ويترك النصح للدين فهذا لا يجوز
وأما أن يأتي إنسان فيضع أئمة المسلمين في الحضيض فهذا كذلك
بحجة النصح للدين لا يجوز .
ثمة مسائل أيها المبارك لا ترقى إلى هذا وهو الاختلاف في الفروع الفقهية
فإن الاختلاف في الفروع الفقهية عادة يصعب الترجيح فيه , لأن السلف
أنفسهم اختلفوا فيه بخلاف الأول , الأول كنا نتكلم يوجد منهج للسلف
أجمعوا عليه فلا يحق لنا وقد جئنا بعدهم ونحن نقتات على بقايا
موائدهم في العلم أن ننبذ قولهم , لكن في أفرع الفقه هم أنفسهم
اختلفوا , فلا نطبق القاعدة الأولى , وإنما نقول يقبل هذا ويقبل هذا
وهذا هو المعني بقوله :
وواجب عند اختلاف الفهم .... إحساننا الظن بأهل العلم
همسة مغامسية
-ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن العلوم خمسة ..
علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد
وعلم هو غذاء الدين وهو علم التذكر بمعاني القرآن والحديث
وعلم هو دواء الدين وهو علم الفتوى
إذا نزل بالعبد نازلة احتاج إلى من يشفيه منها ، كما قال ابن مسعود
وعلم هو داء الدين وهو الكلام المحدث
وعلم هو هلاك الدين وهو علم السحر ونحوه
وهذا العلم الضار ، يَحرم تعلمه ، بل قد يكون كفرا ، كتعلم السحر ..
قال تعالى :
(( ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ))
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
lki[ hgsgt td hgjuhlg lu Ndhj hgwthj lki[ hgjuhlg hgsgt
lki[ hgsgt td hgjuhlg lu Ndhj hgwthj lki[ hgjuhlg hgsgt lki[ hgsgt td hgjuhlg lu Ndhj hgwthj lki[ hgjuhlg hgsgt