المحور الأول : مكانة القيم والأخلاق الحسنة في الإسلام : هي وسيلة من أهم وسائل التربية والتزكية والتي من مقاصدها ( التخلية والتحلية ).
1- إن حماية الأخلاق الكريمة ونشرها في المجتمع هي الغاية من بعثت الرسول صلى عليه وسلم فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم :« إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ ». رواه البخاري .
2- حسن الخلق هو الركن الأعظم في دين الإسلام فمن كان على درجة عالية منه فقد نال حظاً عظيماً من الدين ولذلك عرّف الرسول صلى الله عليه وسلم الدين كله بحسن الخلق جاء في الحديث أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله : ما الدين ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : [ حُسْنُ الْخُلُقِ] إسناده حسن . وقال ابن القيم " الدين حسن الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين " .
3- التخلق بالأخلاق الحسنة من المسلم ابتغاء مرضاة الله تعالى بعد أداء ما افترضه الله عليه شرط للنجاة من النار والفوز بالجنة والتفريط في ذلك لا يسده كثرة الصلاة والصيام وبرهان على ضعف تفاعله مع الخير . فعن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ فُلَانَةَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِيهَا هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ " قِيلَ: وَفُلَانَةُ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَدَّقُ بِالْأَثوَارِ وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " )( صحيح الألباني ) . الأثوار ( قطع الجبن).
4- كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الله أن يحسّن خُلقه كما حسّن خَلْقه وأن يهديه لأحسنها مع ما كان عليه من الأخلاق العظيمة والقيم حتى أن الله تعالى مدحه في قوله (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [القلم : 4] . و عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : "اللَّهُمَّ كما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي ".. ويقول : [اللَّهُمَّ اهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَعْمَالِ ، وَأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ ، وَقِنِي سَيِّئَ الأَعْمَالِ ، وَسَيِّئَ الأَخْلاَقِ ، لاَ يَقِي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ ] أخرجه مسلم . ومن الأدعية : « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَسُوءِ الأَخْلاَقِ ». والنهي عن سفاسفها كما في الحديث : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وأَشْرَافَهَا ، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا" الطبراني
5- القرآن الكريم مليء بالآيات المرتبطة بموضوع الأخلاق والقيم وكذلك السنة النبوية , فمنها ما أمرت بالصبر – والوفاء –والرحمة –العدل والإيثار– وغض البصر - وحفظ الفرج واللسان – والتعاون على البر والتقوى ... الخ . ومنها ما نهت عن الظلم – الغدر – التجسس – التبختر – الغيبة والنميمة والأثرة . ويكفي قوله تعالى :( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة : 83] وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الْإِيمَانُ ؟ فقَالَ: " [الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ ] رواه احمد .
6- إنّ تمثل الفرد الأخلاق الحسنة والقيم النبيلة بمثابة السياج له وللأسرة والمجتمع من التفكك والانحراف أو الامتهان للذمم وقد أشار القرآن الكريم إلى قبيح سلوك اليهود وغيرهم فقال تعالى :( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )[آل عمران : 75]سبيل أي : لا لوم ولا إثم .
المحور الثاني :
مظاهر أخلاقية سلبية ( سيئة ) تغضب الله تعالى يجب التخلص منها :
أولاً : من أهم ما يجب على الفرد إجتنابه :
1- الجلوس في الطرقات لغير حاجة وفي الشوارع ومعاكسة الفتيات قال عليه الصلاة والسلام : « إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِى الطُّرُقَاتِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ ». قَالُوا وَمَا حَقُّهُ قَالَ « غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ ». رواه مسلم .
2- المظاهر الغير لائقة في الملبس والمشي وغير ذلك مما يعتبر تشبهاً بالكفار والفجار . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ». سنن ابي داود .
3- الإساءة إلى أعراض إخوانه المسلمين بالتلفظ بألفاظ بذيئة كالسب . قال تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ )[البقرة : 83] . وقال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )[[الحجرات 11]: 12] . وقال عليه الصلاة والسلام : « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ».رواه مسلم وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(ليس المؤمن بالطّعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) سنن الترمذي .
ملحوظة : يذكر أحاديث وجوب حسن الجوار . وفي قطع الأرحام : قال تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) [محمد : 22]. وقال عليه الصلاة والسلام :" لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ ».رواه مسلم والواجب تجاه ذلك استثمار الوقت والعمر والفراغ فيما يعود على الفرد والأسرة والمجتمع والأمة بالنفع والخير والمصلحة في الدنيا والآخرة . قال تعالى : (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3) )[العصر: 1 - 3] وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغ). رواه البخاري .
المحور الثالث : ذكر بعض القيم والأخلاق :
تعريف القيم : هي الأشياء القيّمة التي لها قيمة عظيمة , وهي المبادئ الخلقية التي تُمتدح وتستحسن وتذم مخالفتها وتستهجن , والتي من مقاصدها ( التخلية والتحلية) . ومن أعظم القيم وأساسها والتي تنبثق منها القيم والأخلاق الأخرى هي : الإيمان بالله تعالى , وكذلك : بر الوالدين : الإخلاص : الشعور بالواجب والمسئولية : الإنفاق وبذل المعروف, الصدق والأمانة, الوفاء , أداء الفرائض , الامتناع عن المحرمات , الصبر . حب الخير للغير , جهاد النفس والهوى والشهوة , الحياء والرحمة و العفة , الاستقامة , الحجاب , غض البصر , احترام الكبير وتوقيره , صون اللسان عن البذاءة والسب ... الخ .
تنبيهات :
1- أن تغذى الخطب والمحاضرات والمواعظ .. الخ بأمثلة لما كان عليه السلف والخلف قديماً وحديثاً في حفظ الأنفس و الأعراض و الأموال وحسن الجوار والمروءة .. الخ قال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ )[الأنعام : 90] .
2- الإشارة إلى أسباب تحطم أسس الأخلاق في الفرد والأسرة والمجتمع والأمة . مع الرجولة وقيم الإسلام وأخلاقه
3-يذكر أهمية الصحبة الصالحة وتبيين أهمية ملازمة بيئة المسجد وأنشطته .
4- خطورة بعض القنوات الفضائية والمواقع الهابطة في شبكة الانترنيت والتي تروج وتزين السلوك المشين والمظهر المستهجن .
5-خطورة ترك الأبناء في الشوارع لفترة طويلة وعدم تذكيرهم ومتابعتهم أثناء تخلفهم . والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك