عدد الضغطات : 9,099عدد الضغطات : 6,597عدد الضغطات : 6,318عدد الضغطات : 5,539
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :عميد القوم)       :: احذروا سوء الظن (آخر رد :ابو طراد)       :: من فوائد وفضائل الذكر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: هل تريد نخلة في الجنة (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: وانت في مفترق الطرق تذكر... (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: غلط يقع فيه بعض المصلين (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: علماء الأزهر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رائعة جداً (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: ايمانيات (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رحله العمر (آخر رد :فاطمة صلاح)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 08-07-2018   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
تفسير: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة)



(إذ, آتنا, أخوك, من, آني, الفتية, الكهف, تفسير:, ربنا, رحمة), فقالوا, إلى

(إذ, آتنا, أخوك, من, آني, الفتية, الكهف, تفسير:, ربنا, رحمة), فقالوا, إلى

تفسير: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة)



الآية: ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾.
السورة ورقم الآية: الكهف (10).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِذْ أَوَى ﴾ اذكر ﴿ الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ﴾ هربوا إليه ممَّن يطلبهم، فاشتغلوا بالدُّعاء والتَّضرُّع ﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ﴾ أعطنا من عندك مغفرةً ورزقًا ﴿ وَهَيِّئْ ﴾ أصلح ﴿ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾؛ أَيْ: أرشدنا إلى ما يُقرِّب منك.
تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ﴾؛ أي: صاروا إليه، واختلفوا في سبب مصيرهم إلى الكهف، فقال محمد بن إسحاق بن يسار: مرج أهل الإنجيل، وعظمت فيهم الخطايا، وطغت فيهم الملوك حتى عبدوا الأصنام، وذبحوا للطواغيت، وفيهم بقايا على دين المسيح، متمسكين بعبادة الله وتوحيده، فكان ممن فعل ذلك من ملوكهم ملكٌ من الروم، يُقال له "دقيانوس"، عبد الأصنام، وذبح للطواغيت، وقتل من خالفه، وكان ينزل قرى الروم، ولا يترك في قرية نزلها أحدًا إلا فتنه، حتى يعبد الأصنام، ويذبح للطواغيت أو قتله، حتى نزل مدينة أصحاب الكهف وهي "أفسوس"، فلما نزلها كبر على أهل الإيمان فاستخفَوا منه، وهربوا في كل وجه، وكان "دقيانوس" حين قدمها أمر أن يتبع أهل الإيمان فيُجمَعُوا له، واتخذ شرطًا من الكفار من أهلها، يتبعون أهل الإيمان في أماكنهم فيخرجونهم إلى "دقيانوس"، فيخيرهم بين القتل وبين عبادة الأوثان والذبح للطواغيت، فمنهم من يرغب في الحياة، ومنهم من يأبى أن يعبد غير الله فيقتل.
فلما رأى ذلك أهل الشدة في الإيمان بالله، جعلوا يسلمون أنفسهم للعذاب والقتل، فيقتلون ويقطعون، ثم يربط ما قطع من أجسادهم على سور المدينة من نواحيها، وعلى كل باب من أبوابها حتى عظمت الفتنة، فلما رأى ذلك الفتيةُ حزنوا حزنًا شديدًا، فقاموا واشتغلوا بالصلاة والصيام والصدقة والتسبيح والدعاء، وكانوا من أشراف الروم، وكانوا ثمانية نفر، بكوا وتضرَّعُوا إلى الله، وجعلوا يقولون: ﴿ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾ [الكهف: 14] إن عبدنا غيره، اكشف عن عبادك المؤمنين هذه الفتنة، وارفع عنهم هذا البلاء؛ حتى يعلنوا عبادتك، فبينما هم على مثل ذلك، وقد دخلوا في مصلًى لهم، أدركهم الشرط، فوجدوهم وهم سجود على وجوههم، يبكون ويتضرَّعُون إلى الله، فقالوا لهم: ما خلَّفكم عن أمر الملك، انطلِقوا إليه، ثم خرجوا فرفعوا أمرهم إلى "دقيانوس"، فقالوا: تجمع الناس للذبح لآلهتك، وهؤلاء الفتية من أهل بيتك يستهزئون بك، ويعصون أمرك! فلما سمِعَ بذلك بعث إليهم، فأتى بهم تفيض أعينهم من الدمع معفَّرةً وجوههم بالتراب، فقال لهم: ما منعكم أن تشهدوا الذبح لآلهتنا التي تعبد في الأرض، وتجعلوا أنفسكم أسوةً لسادات أهل مدينتكم؟ فاختاروا؛ إما أن تذبحوا لآلهتنا، وإما أن أقتلكم، فقال "مكسلمينا" وهو أكبرهم سنًّا: إن لنا إلهًا ملأ السموات والأرض عظمةً، لن ندعوَ من دونه إلهًا أبدًا، له الحمد والتكبير والتسبيح من أنفسنا خالصًا أبدًا، إيَّاه نعبد، وإيَّاه نسأل النجاةَ والخيرَ، فأما الطواغيت فلن نعبدها أبدًا، فاصنع بنا ما بدا لك، وقال أصحاب "مكسلمينا" لـــ"دقيانوس" مثل ما قال "مكسلمينا"، فلما قالوا ذلك، أمر فنزع عنهم لبوسًا كانت عليهم من لبوس عظمائهم، ثم قال: سأفرغ لكم فأنجز لكم ما أوعدتكم من العقوبة، وما يمنعني أن أُعجِّل ذلك لكم إلا أني أراكم شبَّانًا حديثةً أسنانكم، فلا أحبُّ أن أهلككم حتى أجعل لكم أجلًا تذكرون فيه وتراجعون عقولكم، ثم أمر بحلية كانت عليهم من ذهب وفضة فنُزِعَتْ عنهم، ثم أمرهم فأُخْرِجوا من عنده.
وانطلق "دقيانوس" إلى مدينة سوى مدينتهم قريبًا منهم لبعض أموره، فلما رأى الفتية خروجه بادروا قدومه، وخافوا إذا قدم مدينتهم أن يذكرهم وأن يعذِّبهم، فأتمروا بينهم أن يأخذ كل منهم نفقةً من بيت أبيه، فيتصدَّقُوا منها، ويتزوَّدوا بما بقي، ثم ينطلقوا إلى كهف قريب من المدينة في جبل يُقال له "بخلوس"، فيمكثون فيه، ويعبدون الله حتى إذا جاء "دقيانوس" أتوه، فقاموا بين يديه فيصنع بهم ما شاء، فلما قال ذلك بعضهم لبعض، عمد كل فتًى منهم إلى بيت أبيه، فأخذ نفقةً فتصدق منها، ثم انطلقوا بما بقي معهم، واتَّبعَهم كلبٌ كان لهم حتى أتوا ذلك الكهف، فلبثوا فيه.
قال كعب الأحبار: مرُّوا بكلب فتبعهم فطردوه، فعاد ففعلوا ذلك مرارًا، فقال لهم الكلب: يا قوم ما تريدون مني، لا تخشوا جانبي؛ أنا أحِبُّ أحباب الله، فناموا حتى أحرسكم.
وقال ابن عباس: هربوا ليلًا من "دقيانوس"، وكانوا سبعةً، فمرُّوا براعٍ معه كلبٌ، فتبِعهم على دينهم، وتبِعه كلبُه، فخرجوا من البلد إلى الكهف وهو قريب من البلد.
قال ابن إسحاق: فلبثوا فيه ليس لهم عمل إلا الصلاة والصيام والتسبيح والتكبير والتحميد؛ ابتغاء وجه الله، وجعلوا نفقتهم إلى فتًى منهم يُقال له: "يمليخا"، فكان يبتاع لهم أرزاقهم من المدينة سرًّا، وكان من أحملهم وأجلدهم، وكان إذا دخل المدينة يضع ثيابًا كانت عليه حسانًا، ويأخذ ثيابًا كثياب المساكين الذين يستطعمون فيها، ثم يأخذ ورقه فينطلق إلى المدينة فيشتري لهم طعامًا وشرابًا، ويتجسس لهم الخبر؛ هل ذكر هو وأصحابه بشيء، ثم يرجع إلى أصحابه، فلبثوا بذلك ما لبثوا.
ثم قدم "دقيانوس" المدينة فأمر عظماء أهلها، فذبحوا للطواغيت، ففزع من ذلك أهل الإيمان، وكان "يمليخا" بالمدينة يشتري لأصحابه طعامهم، فرجع إلى أصحابه وهو يبكي، ومعه طعام قليل، وأخبرهم أن الجبار قد دخل المدينة، وأنهم قد ذكروا والتمسوا مع عظماء المدينة، ففزعوا ووقعوا سجودًا، يدعون الله ويتضرَّعُون إليه ويتعوذون من الفتنة.
ثم إن "يمليخا" قال لهم: يا إخوتاه، ارفعوا رؤوسكم واطعموا وتوكَّلوا على ربِّكم، فرفعوا رؤوسهم وأعينهم تفيض من الدمع، فطعموا، وذلك مع غروب الشمس، ثم جلسوا يتحدَّثون ويتدارسون ويذكر بعضُهم بعضًا، فبينما هم على ذلك إذ ضرب الله على آذانهم النوم في الكهف، وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف، فأصابه ما أصابهم، وهم مؤمنون موقنون، ونفقتهم عند رؤوسهم.
فلما كان من الغد فقدهم "دقيانوس" فالتمسهم فلم يجدهم، فقال لبعضهم: لقد ساءني شأن هؤلاء الفتية الذين ذهبوا، لقد كانوا ظنُّوا أن بي غضبًا عليهم؛ لجهلهم ما جهلوا من أمري، ما كنت لأحمل عليهم إن هم تابوا وعبدوا آلهتي، فقال عظماء المدينة: ما أنت بحقيق أن ترحم قومًا فجَرةً مَرَدةً عُصاةً؛ قد كنت أجَّلت لهم أجلًا، ولو شاؤوا لرجعوا في ذلك الأجل، ولكنهم لم يتوبُوا، فلما قالوا ذلك غضب غضبًا شديدًا، ثم أرسل إلى آبائهم، فأتى بهم، فسألهم عنهم، فقال: أخبروني عن أبنائكم المردة الذين عصوني وتوعَّدهم بالقتل، فقالوا له: أما نحن فلم نَعْصِكَ؛ فلِمَ تقتلنا بقوم مردة؟! قد ذهبوا بأموالنا، فأهلكوها في أسواق المدينة، ثم انطلقوا، وارتقوا إلى جبل يُدعى "بخلوس"؟! فلما قالوا له ذلك، خلَّى سبيلهم، وجعل لا يدري ما يصنع بالفتية، فألقى الله في نفسه أن يأمر بالكهف فيسد عليهم، وأراد الله أن يكرمهم، ويجعلهم آيةً لأمة تستخلف من بعدهم، وأن يُبيِّنَ لهم أن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، فأمر "دقيانوس" بالكهف أن يُسَدَّ عليهم، وقال: دعوهم كما هم في الكهف يموتون جوعًا وعطشًا، ويكون كهفُهم الذي اختاروه قبرًا لهم، وهو يظن أنهم أيقاظ يعلمون ما يُصنَع بهم، وقد توفَّى الله أرواحهم وفاة النوم، وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف، قد غشيه ما غشيهم، يتقلَّبُون ذات اليمين وذات الشمال، ثم إن رجلين مؤمنين في بيت الملك "دقيانوس" يكتمان إيمانهما، اسم أحدهما "يندروس"، واسم الآخر "روناس"، ائتمرا أن يكتبا شأن الفتية وأنسابهم وأسماءهم وخبرهم في لوحين من رصاص، ويجعلاهما في تابوت من نحاس، ويجعلا التابوت في البنيان، وقالا: لعلَّ الله أن يظهر على هؤلاء الفتية قومًا مؤمنين قبل يوم القيامة، فيعلم من فتح عليهم حين يقرأ هذا الكتاب خبرهم، ففعلا وبنيا عليه، فبقي "دقيانوس" ما بقي، ثم مات هو وقومه وقرون بعده كثيرة، وخلفت الملوك بعد الملوك.
وقال عبيد بن عمير: كان أصحاب الكهف فتيانًا مطوقين، مسورين، ذوي ذوائب، وكان معهم كلب صيدهم، فخرجوا في عيد لهم في زي عظيم وموكب، وأخرجوا معهم آلهتهم التي يعبدونها، وقد قذف الله في قلوب الفتية الإيمان، وكان أحدهم وزير الملك فآمنوا، وأخفى كل واحد منهم إيمانه، فقالوا في أنفسهم: نخرج من بين أظهر هؤلاء القوم، لا يصيبنا عقاب بجرمهم، فخرج شابٌّ منهم حتى انتهى إلى ظل شجرة، فجلس فيه، ثم خرج آخر فرآه جالسًا وحده، فرجا أن يكون على مثل أمره من غير أن يظهر ذلك، ثم خرج الآخر فاجتمعوا، فقال بعضهم لبعض: ما جمعكم؟ وكل واحد يكتم صاحبه إيمانه مخافةً على نفسه، ثم قالوا: ليخرج كل فتى فيخلو بصاحبه، ثم يفشي واحد منكم سِرَّه إلى صاحبه، ففعلوا فإذا هم جميعًا على الإيمان، وإذا كهف في الجبل قريب منهم، فقال بعضهم لبعض: ﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الكهف: 16]، فدخلوا الكهف ومعهم كلب صيدهم، فناموا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا، وفقدهم قومُهم فطلبوهم، فعمى الله عليهم آثارهم وكهفهم؛ فكتبوا أسماءهم وأنسابهم في لوح: فلان وفلان وفلان أبناء ملوكنا، فقدناهم في شهر كذا، في سنة كذا، في مملكة فلان ابن فلان، ووضعوا اللوح في خزانة الملك، وقالوا: ليكونن لهذا شأن، ومات ذلك الملك، وجاء قرن بعد قرن.
وقال وهب بن منبه: جاء حواري عيسى عليه السلام إلى مدينة أصحاب الكهف، فأراد أن يدخلها فقيل له: إن على بابها صَنَمًا لا يدخلها أحدٌ إلَّا سجد له، فكَرِهَ أن يدخلها، فأتى حمامًا قريبًا من المدينة، فكان يؤاجر نفسه من الحمامي، ويعمل فيه، ورأى صاحب الحمام في حمامه البركة، وعَلِقَه فتية من أهل المدينة، فجعل يخبرهم خبر السماء والأرض وخبر الآخرة حتى آمنوا وصدَّقُوه، وكان شرط على صاحب الحمام أنَّ الليل لي، لا يحول بيني وبينه، ولا بين الصلاة أحد.
وكان على ذلك حتى أتى ابنُ الملك بامرأة، فدخل بها الحمام، فعيره الحواري، وقال: أنت ابن الملك وتدخل مع هذه؟!، فاستحيا وذهب، فرجع مرةً أخرى، فقال له مثل ذلك فسبَّه وانتهره، ولم يلتفت إلى مقالته حتى دخلا معًا، فماتا في الحمام، وأتى الملك، فقيل له: قتل صاحِبُ الحمام ابنَكَ، فالتمس فلم يقدر عليه وهرب، فقال: من كان يصحبه، فسموا الفتية، فالتمسوا فخرجوا من المدينة، فمرُّوا بصاحب لهم على مثل إيمانهم، فانطلق معهم ومعه كلب حتى آواهم الليل إلى الكهف فدخلوه، وقالوا: نلبث ها هنا إلى الليل، ثم نصبح إن شاء الله تعالى، فترون رأيكم، فضرب الله على آذانهم، فخرج الملك في أصحابه يبتغونهم حتى وجدوهم، فدخلوا الكهف، فلما أراد رجل منهم دخوله أرعب؛ فلم يطق أحد أن يدخله؛ فقال قائل منهم: أليس لو قدرت عليهم قتلتهم؟ قال: بلى، قال: فابْنِ عليهم باب الكهف، واتركهم فيه يموتون جوعًا وعطشًا، ففعل.
قال وهب: فعبر زمان بعد زمان بعدما سدوا عليهم باب الكهف، ثم إن راعيًا أدركه المطر عند الكهف، فقال: لو فتحت باب هذا الكهف، وأدخلت غنمي فيه من المطر لكان حسنًا، فلم يزل يعالجه حتى فُتِح، وردَّ الله عليهم أرواحَهم من الغد حين أصبحوا.
وقال محمد بن إسحاق: ثم ملك أهل تلك البلاد رجلٌ صالحٌ، يُقال له "بيدروس"، فلما ملك بقي في ملكه ثمانيًا وستين سنةً، فتحزب الناس في ملكه فكانوا أحزابًا: منهم من يؤمن بالله، ويعلم أن الساعة حق، ومنهم من يكذب بها، فكبر ذلك على الملك الصالح فبكى وتضرَّع إلى الله، وحزن حزنًا شديدًا لما رأى أهل الباطل يزيدون ويظهرون على أهل الحق، ويقولون: لا حياة إلا حياة الدنيا؛ وإنما تُبعَث الأرواح، ولا تُبعَث الأجساد، فجعل "بيدروس" يرسل إلى من يظن فيهم خيرًا، وأنهم أئمة في الخلق، فجعلوا يكذبون بالساعة حتى كادوا أن يحوِّلوا الناس عن الحق وملة الحواريِّين، فلما رأى ذلك الملك الصالح دخل بيته وأغلقه عليه، ولبس مسحًا وجعل تحته رمادًا، فجلس عليه، فدأب ليله ونهاره زمانًا يتضرَّع إلى الله تعالى ويبكي، ويقول: أي رب، قد ترى اختلاف هؤلاء، فابعث إليهم آيةً تُبيِّن لهم بُطلان ما هم عليه، ثم إن الرحمن الرحيم الذي يكره هلكة العباد أراد أن يظهر الفتية أصحاب الكهف، ويُبيِّن للناس شأنهم، ويجعلهم آيةً وحجَّةً عليهم؛ ليعلموا أن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، ويستجيب لعبده الصالح "بيدروس"، ويتم نعمته عليه، وأن يجمع من كان تبدَّد من المؤمنين، فألقى الله في نفس رجل من أهل تلك البلد التي فيها الكهف، وكان اسم ذلك الرجل "أولياس" أن يهدم ذلك البنيان الذي على فم الكهف، فيبني به حظيرةً لغنمه، فاستأجر غلامين، فجعلا ينزعان تلك الحجارة ويبنيان تلك الحظيرة حتى نزعا ما على فم الكهف، وفتحا باب الكهف، وحجبهم الله عن الناس بالرعب، فلما فتحا باب الكهف أذن الله ذو القدرة والسلطان محيي الموتى للفتية أن يجلسوا بين ظهراني الكهف، فجلسوا فرحين مسفرةً وجوههم، طيبةً أنفسهم، فسلم بعضُهم على بعض، كأنما استيقظوا من ساعتهم التي كانوا يستيقظون فيها إذا أصبحوا من ليلتهم، ثم قاموا إلى الصلاة، فصلوا كالذي كانوا يفعلون، لا يُرى في وجوههم ولا ألوانهم شيءٌ ينكرونه كهيئتهم حين رقدوا، وهم يرون أن "دقيانوس" في طلبهم، فلما قضوا صلاتهم قالوا لـــ"يمليخا" صاحب نفقاتهم: أنبئنا ما الذي قال الناس في شأننا عشية أمس عند هذا الجبَّار؟ وهم يظنون أنهم رقدوا كبعض ما كانوا يرقدون، وقد تخيَّل لهم أنهم قد ناموا أطول ممَّا كانوا ينامون، حتى تساءلوا بينهم، فقال بعضهم لبعض: كم لبثتم نيامًا؟ ﴿ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾ [الكهف: 19]، ثم ﴿ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ﴾ [الكهف: 19]، وكل ذلك في أنفسكم يسير، فقال لهم "يمليخا": التُمِسْتُم في المدينة فلم توجدوا، وهو يريد أن يؤتى بكم اليوم، فتذبحون للطواغيت أو يقتلكم، فما شاء الله بعد ذلك فعل، فقال لهم "مكسلمينا": يا إخوتاه، اعلموا أنكم ملاقو الله، فلا تكفروا بعد إيمانكم إذا دعاكم عدو الله، ثم قالوا لــــ"يمليخا": انطلِقْ إلى المدينة فتَسَمَّعْ ما يُقال علينا بها، وما الذي يذكر عند "دقيانوس" وتلطَّف ولا تُشعِرنَّ بك أحدًا، وابْتَعْ لنا طعامًا، فائتنا به، وزدنا على الطعام الذي جئتنا به، فقد أصبحنا جياعًا، ففعل "يمليخا" كما كان يفعل ووضع ثيابه، وأخذ الثياب التي كان يتنكَّر فيها، وأخذ وَرِقًا من نفقتهم التي كانت معهم والتي ضربت بطابع "دقيانوس"، فكانت كخفاف الربع، فانطلق "يمليخا" خارجًا، فلما مرَّ بباب الكهف رأى الحجارة منزوعةً عن باب الكهف؛ فعجب منها، ثم مرَّ ولم يُبالِ بها حتى أتى باب المدينة مستخفيًا، يصدُّ عن الطريق تخوُّفًا أن يراه أحد من أهلها فيعرفه، ولا يشعر أن "دقيانوس" وأهله قد هلكوا قبل ذلك بثلاثمائة سنة.
فلما أتى "يمليخا" باب المدينة رفع بصره، فرأى فوق ظهر الباب علامةً تكون لأهل الإيمان إذا كان أمر الإيمان ظاهرًا فيها، فلما رآها عجب، وجعل ينظر إليها مستخفيًا، وجعل ينظر يمينًا وشمالًا، ثم ترك ذلك الباب فتحوَّل إلى باب آخر من أبوابها، فرأى مثل ذلك، فجعل يُخيَّل إليه أن المدينة ليست بالتي كان يعرف، ورأى ناسًا كثيرًا محدثين، لم يكن يراهم قبل ذلك، فجعل يمشي ويتعجَّب ويخيل إليه أنه حيران، ثم رجع إلى الباب الذي أتى منه، فجعل يتعجَّب بينه وبين نفسه، ويقول: يا ليت شعري، ما هذا؟! أما عشية أمس، فكان المسلمون يُخبِّئون هذه العلامة، ويستخفون بها، وأما اليوم فإنها ظاهرة، لعلِّي نائم؟ ثم يرى أنه ليس بنائم، فأخذ كساءه فجعله على رأسه، ثم دخل المدينة فجعل يمشي بين ظَهْراني سوقها، فيسمع ناسًا يحلفون باسم عيسى ابن مريم، فزاده ذلك فَرَقًا، ورأى أنه حيران، فقام مسندًا ظهره إلى جدار من جدر المدينة، وقال في نفسه: والله ما أدري ما هذا؟! أما عشية أمس، فليس على ظهر الأرض إنسان يذكر عيسى ابن مريم إلا قُتِل، وأما الغداة فأسمعهم وكل إنسان يذكر اسم عيسى ولا يخاف أحدًا، ثم قال في نفسه: لعل هذه ليست بالمدينة التي أعرف، والله ما أعرف مدينة قرب مدينتنا، فقام كالحيران، ثم لقي فتًى، فقال له: ما اسم هذه المدينة يا فتى؟ قال: اسمها "أفسوس"، فقال في نفسه: لعل بي مسًّا أو أمرًا أذهب عقلي، والله يحقُّ لي أن أسرع الخروج منها قبل أن أخزى فيها أو يُصيبني شَرٌّ فأهلك، ثم إنه أفاق، فقال: والله لو عجلت الخروج من المدينة قبل أن يفطن بي، لكان أيسر، فدنا من الذين يبيعون الطعام فأخرج الوَرِقَ التي كانت معه فأعطاها رجلًا منهم، فقال: بعني بهذه الوَرِق طعامًا، فأخذها الرجل، فنظر إلى ضرب الوَرِق ونقشها، فعجب منه، ثم طرحها إلى رجل آخر من أصحابه، فنظر إليها، فجعلوا يتطارحونها بينهم من رجل إلى رجل، ويتعجبون منها، ثم جعلوا يتشاورون بينهم، ويقول بعضهم لبعض: إن هذا أصاب كنزًا خبيئًا في الأرض منذ زمان ودهر طويل، فلما رآهم "يمليخا" يتشاورون من أجله فرق فَرَقًا شديدًا، وجعل يرتعد ويظن أنهم قد فطنوا به وعرفوه، وأنهم إنما يريدون أن يذهبوا به إلى ملكهم "دقيانوس"، وجعل أناس آخرون يأتونه فيتعرَّفُونه فلا يعرفونه، فقال لهم وهو شديد الفَرَق منهم: افضلوا عليَّ، قد أخذتم ورقي فأمسكوها، وأما طعامكم فلا حاجة لي به، فقالوا له: من أنت يا فتى؟ وما شأنك؟ والله لقد وجدت كنزًا من كنوز الأولين، وأنت تريد أن تخفيه منا، فانطلق معنا وأرِنا وشاركنا فيه، نُخْفِ عليك ما وجدت، فإنك إن لم تفعل نأتِ بك إلى السلطان فنسلمك إليه فيقتلك، فلما سمِع قولهم، قال في نفسه: قد وقعت في كل شيء كنت أحذر منه، فقالوا: يا فتى، إنك والله لا تستطيع أن تكتم ما وجدت، فجعل "يمليخا" لا يدري ما يقول لهم وما يرجع إليهم، وفرق حتى ما وجد ما يخبر إليهم شيئًا، فلما رأوه لا يتكلم أخذوا كساءه فطرحوه في عنقه، ثم جعلوا يقودونه في سكك المدينة صغيرهم وكبيرهم حتى سمِع به من فيها، فسألوه: ما الخبر؟ فقيل: هذا رجل عنده كنز، فاجتمع إليه أهل المدينة صغيرهم وكبيرهم، فجعلوا ينظرون إليه، ويقولون: والله ما هذا الفتى من أهل هذه المدينة، وما رأيناه فينا قط وما نعرفه قط، فجعل "يمليخا" لا يدري ما يقول لهم، فلما اجتمع عليه أهل المدينة فرق فسكت، فلم يتكلم، وكان مستيقنًا أن أباه وإخوته بالمدينة وأن حسبه ونسبه من أهل المدينة من عظماء أهلها، وأنهم سيأتونه إذا سمِعُوا به، فبينا هو قائم كالحيران ينتظر متى يأتيه بعض أهله فيخلصه من أيديهم إذا اختطفوه وانطلقوا به إلى رئيس المدينة ومُدبِّرها اللذين يدبران أمرها، وهما رجلان صالحان اسم أحدهما "أريوس" واسم الآخر "طنطيوس"، فلما انطلق به إليهما ظن "يمليخا" أنه ينطلق به إلى "دقيانوس" الجبار، فجعل يلتفت يمينًا وشمالًا، وجعل الناس يسخرون منه كما يسخر من المجنون، وجعل "يمليخا" يبكي ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال في نفسه: اللهم إله السماء وإله الأرض، أفرغ اليوم عليَّ صبرًا، وأولج معي رُوحًا منك تُؤيِّدني به عند هذا الجبَّار، وجعل يبكي ويقول في نفسه: فرق بيني وبين إخوتي، يا ليتهم يعلمون ما لقيت، يا ليتهم يأتوني فنقوم جميعًا بين يدي هذا الجبار، فإنا كنا تواثقنا لنكوننَّ معًا، لا نكفر بالله، ولا نشرك به شيئًا، فرق بيني وبينهم، فلن يروني ولن أراهم أبدًا، وكنا تواثقنا ألَّا نفترق في حياة ولا موت أبدًا، يحدث به نفسه "يمليخا" فيما يخبر أصحابه حين يرجع إليهم، حتى انتهوا إلى الرجلين الصالحين "أريوس" و"طنطيوس"، فلما رأى "يمليخا" أنه لا يذهب به إلى "دقيانوس" أفاق، وذهب عنه البكاء فأخذ "أريوس" و"طنطيوس" الوَرِق، فنظرا إليها، وعجبا منها، ثم قال له أحدهما: أين الكنز الذي وجدت يا فتى؟ فقال "يمليخا": ما وجدت كنزًا؛ ولكن هذا وَرِق آبائي، ونقش هذه المدينة وضربها، ولكن والله ما أدري ما شأني، وما أقول لكم، فقال أحدهما: فمن أنت؟ فقال "يمليخا": أما أنا فكنت أرى أني من أهل هذه المدينة، فقالوا: ومن أبوك؟ ومن يعرفك فيها؟ فأنبأهم باسم أبيه، فلم يجدوا أحدًا يعرفه ولا أباه، فقال له أحدهما: أنت رجل كذاب، لا تنبئنا بالحق، فلم يدر "يمليخا" ما يقول لهم غير أنه نكس بصره إلى الأرض، فقال بعض من حوله: هذا رجل مجنون، وقال بعضهم: ليس بمجنون، ولكنه يحمق نفسه عمدًا؛ لكي ينفلت منكم، فقال له أحدهما، وقد نظر إليه نظرًا شديدًا: أتظنُّ يا هذا أنا نرسلك ونُصدِّقك بأن هذا مال أبيك، ونقش هذا الوَرِق وضربها أكثر من ثلاثمائة سنة، وإنما أنت غلام شاب، أتظن أنك تأفكنا وتسخر بنا ونحن شمط كما ترى، وحولك سراة أهل المدينة وولاة أمرها، وخزائن هذه البلدة بأيدينا، وليس عندنا من هذا الضرب درهم ولا دينار، وإني لأظنني سآمُر بك فتُعذَّب عذابًا شديدًا، ثم أوثقك حتى تعترف بهذا الكنز الذي وجدته، فلما قال ذلك، قال لهم "يمليخا": أنبئوني عن شيء أسألكم عنه، فإن فعلتم صدقتكم عما عندي، قالوا: سل، لا نكتمك شيئًا، قال لهم: ما فعل الملك "دقيانوس"؟ قالوا: لا نعرف اليوم على وجه الأرض ملكًا يُسمَّى "دقيانوس"، ولم يكن إلا ملك هلك منذ زمان ودهر طويل، وهلكت بعده قرون كثيرة، فقال "يمليخا": إني إذًا لحيران، وما يصدقني أحد من الناس بما أقول، لقد كنا فتية على دين واحد وهو الإسلام، وإن الملك أكرهنا على عبادة الأوثان والذبح للطواغيت، فهربنا منه عشية أمس فنمنا، فلما انتبهنا خرجت لأشتري لهم طعامًا، وأتجسَّس الأخبار، فإذا أنا كما ترون، فانطلقوا معي إلى الكهف الذي بجبل "بنجلوس" أريكم أصحابي، فلما سمِعَ "أريوس" ما يقول "يمليخا"، قال: يا قوم، لعلَّ هذه آية من آيات الله، جعلها الله لكم على يدي هذا الفتى، فانطلقوا بنا معه يرنا أصحابه، فانطلق معه "أريوس" و"طنطيوس"، وانطلق معهم أهل المدينة كبيرهم وصغيرهم نحو أصحاب الكهف لينظروا إليهم.
ولما رأى الفتية أصحاب الكهف "يمليخا" قد احتبس عنهم بطعامهم وشرابهم عن القدر الذي كان يأتي به ظنُّوا أنه قد أُخِذَ، فذهب به إلى ملكهم "دقيانوس"، فبينما هم يظنُّون ذلك ويتخوَّفُونه إذ سمِعُوا الأصوات وجلب الخيل مصعدةً نحوهم، فظنُّوا أنهم رسل الجبار "دقيانوس" بعث إليهم ليُؤتى بهم، فقاموا إلى الصلاة، وسلَّم بعضهم على بعض، وأوصى بعضُهم بعضًا، وقالوا: انطلقوا بنا نأت أخانا "يمليخا"، فإنه الآن بين يدي الجبار ينتظر متى نأتيه، فبينما هم يقولون ذلك وهم جلوس بين ظهراني الكهف، لم يروا إلا "أريوس" وأصحابه وقوفًا على باب الكهف.
وسبقهم "يمليخا" فدخل عليهم وهو يبكي، فلما رأوه يبكي بكوا معه، ثم سألوه عن شأنه فأخبرهم، وقصَّ عليهم القصة والنبأ كله، فعرفوا عند ذلك أنهم كانوا نيامًا بأمر الله ذلك الزمان كله بأمر الله، وإنما أُوقِظُوا ليكونوا آيةً للناس وتصديقًا للبعث، وليعلموا أن الساعة آتية لا ريب فيها.
ثم دخل على أثر "يمليخا" "أريوس" فرأى تابوتًا من نحاس مختومًا بخاتم من فضة، فقام بباب الكهف ثم دعا رجالًا من عظماء أهل المدينة، ففتح التابوت عندهم، فوجدوا فيه لوحين من رصاص مكتوبًا فيهما أن "مكسلمينا" و"مخشلمينا" و"يمليخا" و"مرطونس" و"كشطونس" و"يبرونس" و"ديموس" و"بطيوس" و"حالوش" والكلب اسمه "قطمير"، كانوا فتيةً هربوا من ملكهم "دقيانوس" الجبار؛ مخافة أن يفتنهم عن دينهم، فدخلوا هذا الكهف، فلما أخبر بمكانهم أمر بالكهف، فسُدَّ عليهم بالحجارة، وإنا كتبنا شأنهم وخبرهم ليعلمه من بعدهم، إن عثر عليهم، فلما قرؤوه عجبوا، وحمدوا الله الذي أراهم آية البعث فيهم، ثم رفعُوا أصواتهم بحمد الله وتسبيحه، ثم دخلوا على الفتية إلى الكهف، فوجدوهم جلوسًا بين ظهرانيهم، مشرقةً وجوههم، لم تبل ثيابهم، فخرَّ "أريوس" وأصحابه سجودًا، وحمدوا الله الذي أراهم آيةً من آياته، ثم كلم بعضهم بعضًا، وأنبأهم الفتية عن الذي لقوا من ملكهم "دقيانوس" من إكراههم على عبادة الأوثان والذبح للطواغيت، وإخفاء إيمانهم منه، وهربهم إلى الكهف، ثم إن "أريوس" وأصحابه بعثوا بريدًا إلى ملكهم الصالح "بيدروس" أن عجل لعلك تنظر إلى آية من آيات الله جعلها الله في ملكك، وجعلها آيةً للعالمين؛ لتكون لهم نورًا وضياءً وتصديقًا للبعث، فاعجل إلى فتية بعثهم الله عز وجل، وقد كان توفَّاهم منذ أكثر من ثلاثمائة سنة، فلما أتى الملك الخبر، رجع إليه عقلُه، وذهب عنه همُّه، فقال: أحمدك الله رب السموات والأرض، وأعبدك وأُسبِّح لك، تطوَّلت عليَّ ورحمتني، فلم تطفئ النور الذي كنت جعلته لآبائي وللعبد الصالح "بيدروس" الملك، فلما نبَّأ به أهل المدينة، ركبوا إليه وساروا معه حتى أتوا مدينة "أفسوس" فتلقاهم أهل المدينة وساروا معه حتى صعدوا نحو الكهف، فلما رأى الفتية "بيدروس" فرحوا به وخرجوا سُجَّدًا على وجوههم، وقام "بيدروس" فاعتنقهم وبكى وهم جلوس بين يديه على الأرض، يسبحون الله ويحمدون، ثم قال الفتية لــــ"بيدروس": نستودعك الله إيمانك وخواتيم أعمالك والسلام عليك ورحمة الله، حفظك الله وحفظ ملكك، ونعيذك بالله من شرِّ الإنس والجن، فبينما الملك قائم إذ رجعوا إلى مضاجعهم، فناموا وتوفَّى الله تعالى أنفسهم.
وقام الملك إليهم فجعل ثيابهم عليهم، وأمر أن يجعل كل رجل منهم في تابوت من ذهب، فلما أمسى ونام أتوه في المنام، فقالوا له: إننا لم نُخْلَقْ من ذهبٍ ولا من فضةٍ، ولكنا خُلِقْنا من تراب وإلى التراب نصير، فاتركنا كما كنا في الكهف على التراب حتى يبعثنا الله منه؛ فأمر الملك حينئذٍ بتابوت من ساج، فجُعِلُوا فيه وحجبهم الله حين خرجوا من عندهم بالرعب، فلم يقدر أحد على أن يدخل عليهم، فأمر الملك فجعل على باب الكهف مسجدًا يُصلَّى فيه، وجعل لهم عيدًا عظيمًا، وأمر أن يؤتى كل سنة.
وقيل: إن "يمليخا" لما حمل إلى الملك الصالح، قال له الملك: من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل هذه المدينة، وذكر أنه خرج أمس أو منذ أيام، وذكر منزله وأقوامًا لم يعرفهم أحد، وكان الملك قد سمِع أن فتية فُقِدُوا في الزمن الأول، وأن أسماءهم مكتوبةٌ على اللوح بالخزانة، فدعا باللوح، وقد نظر في أسمائهم، فإذا هو من أولئك القوم، وذكر أسماء الآخرين، فقال "يمليخا" هم أصحابي، فلما سمِع الملك ذلك ركب ومن معه من القوم، فلما أتوا باب الكهف، قال "يمليخا": دعوني حتى أدخل على أصحابي فأُبِشِّرهم؛ فإنهم إن رأوكم معي أرعبتموهم، فدخل فبشَّرهم، فقبض الله أرواحهم وأعمى عليهم أثرهم، فلم يهتدوا إليهم مرة ثانية، وذلك قوله عز وجل: ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ﴾؛ أي: صاروا إلى الكهف؛ يُقال: أوى فلان إلى موضع كذا؛ أي: اتخذه منزلًا إلى الكهف، وهو غار في جبل "بنجلوس"، واسم الكهف "خيرم".
﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ﴾ ومعنى الرحمة: الهداية في الدين، وقيل: الرزق.
﴿ وَهَيِّئْ لَنَا ﴾ يسِّر لنا ﴿ مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾؛ أي: ما نلتمس من خير رضاك، وما فيه رشدنا، وقال ابن عباس: رشدًا؛ أي: مخرجًا من الغار في سلامة.
تفسير القرآن الكريم







الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv: (Y` H,n hgtjdm Ygn hg;it trhg,h vfkh Njkh lk g]k; vplm) Njkh Ho,; lk Nkd hgtjdm hg;it jtsdv: vfkh vplm) trhg,h




jtsdv: (Y` H,n hgtjdm Ygn hg;it trhg,h vfkh Njkh lk g]k; vplm) Njkh Ho,; lk Nkd hgtjdm hg;it jtsdv: vfkh vplm) trhg,h jtsdv: (Y` H,n hgtjdm Ygn hg;it trhg,h vfkh Njkh lk g]k; vplm) Njkh Ho,; lk Nkd hgtjdm hg;it jtsdv: vfkh vplm) trhg,h



 

قديم 09-07-2018   #2


أسماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3587
 تاريخ التسجيل :  23 - 04 - 2018
 أخر زيارة : 08-11-2020 (04:55 PM)
 المشاركات : 3,513 [ + ]
 التقييم :  18
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Cornflowerblue
رد: تفسير: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة)



جزاكِ الله خيراً



 

قديم 09-07-2018   #3
انثى يغلب على طابعها الهدوء


أنشودة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2530
 تاريخ التسجيل :  18 - 05 - 2016
 أخر زيارة : 25-07-2019 (10:07 AM)
 المشاركات : 20,829 [ + ]
 التقييم :  510
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Crimson
رد: تفسير: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة)









باقات من الورد الجوري لروحك النقية
بارك الله فيك وأرضاك
واصل اتحافنا بكل جديد ومفيد
شكرا من الاعماق على رووعة اقتنائك للطرح
ويعطيك ربي العافية
أنشودة الامل









 

قديم 19-07-2018   #4


ッ ѕмιℓє غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3599
 تاريخ التسجيل :  07 - 05 - 2018
 أخر زيارة : 13-04-2021 (12:36 PM)
 المشاركات : 3,346 [ + ]
 التقييم :  53
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Deeppink
رد: تفسير: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة)



جزاك الله خيرا طالبة العلم
بوركتِ حبيبةة
ودي



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(إذ, آتنا, أخوك, من, آني, الفتية, الكهف, تفسير:, ربنا, رحمة), فقالوا, إلى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير: (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 3 18-02-2018 07:10 PM
تفسير: (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا ي طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 4 20-01-2018 05:25 PM
تفسير: (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 3 04-07-2017 01:30 AM
تفسير: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 7 24-02-2017 08:10 PM
تفسير سورة الكهف آسيل منتدى القرآن الكريم والتفسير 9 20-04-2016 10:19 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 05:49 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant