بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
العفو عند المقدره عبادة عظيمه قد هجرناها وكل منا يريد ان يقتص ممن ظلمه او اساء اليه وينتقم منه اشد الانتقام ويعاقبه على فعلته به واصبحت فكرة التسامح فكرة بعيده عن الاذهان كلما جالت بخاطرنا اوهمنا انفسنا باننا بذلك فى موقف ضعف او اننا نفعل ذلك لاننا لا نقدر على الانتقام ممن اساء الينا فى حين ان العفو لا ترتفع قيمته الا عندما يكون في موضع القدرة فهودفع عداوه واطفاء لنيران الحقد فى القلب واصلاح العقائد ولو اننا راجعنا انفسنا لوجدنا انالتسامح والعفويعتبر من ضمن الأخلاق التي من الصعب على الإنسان أن يتحلّى بها،؛ بل هو بحاجة إلى استعداد وتمرين وتدريب طويل
أي من الأمور التي لا يمكن أن تصدر من الإنسان إلاّ إذا كان ذا إراداة قويّة، وعزم لا يلين على كظم غضبه،إزاء الأشخاص الذين يسيؤون إليه.
وعندما ينمّي الإنسان هذه الخصلة في نفسه، فانّ قلبه سيبقى محافظاً على صفائه ونقائه، فلا يكون فيه حقد على الآخرين..
وتكون
سجيّته العفو والصفح والتغاضي وهكذا؛ فانّ الإسلام إنّما يأمرنا بالعفو لانه يكون موجباً لعزّة الإنسان
كما روي عن أبي عبد الله رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :(ثلاث أقسم عليهن ، أحدثكم حديثا فاحفظوه قال : ما نقص مال عبد من صدقة ، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها ؛ إلا زاده الله عزا ، فاعفوا يعزكم الله ، ولا فتح عبد باب مسألة ؛ إلا فتح الله عليه باب فقر ، أو كلمة نحوها ).. الحديث .
الراوي: أبو كبشة الأنماري المحدث:الألباني- المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2463
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
عمّا يرتكبه الآخرون بحقّه .
ويقول الإمام ابن القيم : (يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو , وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده , وأن أحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك)
فالانسان الذى لم يعرف التسامح ولذة العفو عمن اساء اليه فقد حرم نفسه من راحة البال والشعور بالسلام الداخلى فالتسامح ليس سهلا وكل من يصل اليه يسعد ولقد ضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشرات الأمثلة على التسامح والعفو، وعلى نفس الدرب سار الصحابة رضوان الله عليهم ..
قال الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)(199)سورة الأعراف وقال تعالى:(وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)سورة البقرة
..وقال صلى الله عليه وسلم:
(يا عقبة ! صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، واعف عمن ظلمك ) الراوي: عقبة بن عامر المحدث:الألباني- المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2536 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وبناءً على ذلك فانّنا اليوم أحوج ما نكون الى تربية الصفات الإيجابية في أنفسنا؛ هذه الصفات التي تقف في مقدّمتها صفة العفو، والتسامح، وكظم الغيظ.. فالعاملون في سبيل الله عز وجل بمسيس الحاجة إلى هذه الأخلاق؛ فهم يعيشون حالة الصراع مع أعدائهم، ولذلك فانّهم يحتاجون إلى أن تكون صدروهم رحبة واسعة لكي ينطلقوا في مجالات العمل الرسالي.
بالنسبة إلى بعضنا البعض، وعلى صعيد علاقاتنا الداخليّة،
فقد قال ربنا سبحانه: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ((الشورى/43). فاعف عمن ظلمك او اساء اليك والتمس له العذر فان ذلك من عزم الامور
للامانة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك