لم ينتظر أحداً ولم يشعر بنقص في الوجود أمامه نهرٌ رماديٌ كمعطفه ونور الشّمس يملأ قلبه بالصّحو والأشجار عاليةٌ ولم يشعر بنقصٍ في المكان المقعد الخشبيّ، قهوته، وكأس الماء والغرباء، والأشياء في المقهى كما هي والجرائد ذاتها: أخبار أمس، وعالمٌ يطفو على القتلى كعادته ولم يشعر بحاجته إلى أملٍ ليؤنسه كأن يخضوضرالمجهول في الصّحراء أو يشتاق ذئب ما إلى جيتارةٍ فلن يقوى على التّكرار...أعرف آخر المشوار منذ الخطوة الأولى يقول لنفسه لم أبتعد عن عالمٍ، لم أقترب من عالم لم ينتظر أحداً..ولم يشعر بنقص في مشاعره. فما زال الخريف مضيفه الملكي، يغريه بموسيقى تعيد إليه عصر النّهضة الذهبيّ... والشّعر المقفّى بالكواكب والمدى لم ينتظر أحداً أمام النّهر في اللاانتظار أصاهر الدوريّ في اللاانتظار أكون نهراً، قال لا أقسو على نفسي، ولا أقسو على أحد وأنجو من سؤال فادح: ماذا تريد ماذا تريد؟
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك