سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الثاني
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 514
" لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيراً " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 2 / 27 :
أخرجه أحمد ( 6 / 441 ) : حدثنا هيثم بن خارجة قال : أنبأنا أبو الربيع سليمان بن عتبة السلمي عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس عن # أبي الدرداء # عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : وهذا إسناد حسن رجاله ثقات معرفون غير سليمان بن عتبة وهو الدمشقي الداراني مختلف فيه , فقال أحمد : لا أعرفه وقال ابن معين : لا شيء , وقال دحيم : ثقة , ووثقه أيضاً أبو مسهر والهيثم ابن خارجة وهشام بن عمار وابن حبان و مع أن الموثقين أكثر , فإنهم دمشقيون مثل المترجم فهم أعرف به من غيرهم من الغرباء , والله أعلم .
وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق له غرائب " . وقال عبد الله بن أحمد في زوائده على " المسند " ( 6 / 442 ) حدثني الهيثم بن خارجة عن أبي الربيع بهذه الأحاديث كلها إلا أنه أوقف منها حديث " لو غفر لكم ما تأتون ... " وقد حدثناه أبي عنه مرفوعاً " .
قلت : الأب أجل من الولد وأحفظ والكل حجة ولا بعد أن ينشط تارة فيرفع الحديث ولا ينشط أخرى فيوقفه . فالظاهر أن الهيثم حدث به أحمد مرفوعاً وحدث ابنه موقوفاً , فحفظ كل ما سمع . فالحديث ثابت مرفوعاً وموقوفاً والرفع زيادة فهو المعتمد وهذا في رأيي خير من قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 212 ) : " رواه أحمد والبيهقي مرفوعاً هكذا ورواه عبد الله في زياداته موقوفاً على أبي الدرداء و إسناده أصح وهو أشبه " . كذا قال وهو من الغرائب , فإن إسناد الموقوف هو عين إسناد المرفوع وإنما الخلاف بين أحمد وابنه , فإذا كان لابد من الترجيح بين روايتيهما , فإن مما لا شك فيه أن رواية أحمد أرجح لأنه أحفظ كما سبق ولكني أرى أن لا مبرر لذلك مع إمكان الجمع الذي ذكرته . ومن العجيب أن المناوي نقل عن الهيثمي مثلما قال المنذري من الترجيح فكأنه قلده في ذلك .
والله أعلم .
ثم وجدت متابعا لأحمد أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 95 / 2 ) من طريق عباس بن محمد الدوري حدثنا الهيثم بن خارجة به مرفوعاً