* * * * * * * * * * * * * * * * *
بســـــم اللـــــه الرحمـــــن الرحيـــــم
إهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء:
- إلى من قلبه مكلوم، وفؤاده حزين، أكلته الهموم، ودق عظمه الفقر، فأصبح مشتت الأفكار.
- إلى من ضل عن الطريق المستقيم، وتاه في متاهات الضالين ونسي يوم الدين.
- إلى العلماء والصالحين من آمن بالله ربًا، وبالنبي محمد رسولاً، وبالإسلام دينًا.
- إلى من أغلقت دونه الأبواب، ومنعه الحجاب هذا باب لم يغلق باب الكريم الوهاب.
- إلى كل عقيم، وإلى كل مريض، وإلى من ابتلي بمصائب الدنيا. أن يدعو الله –تعالى-.
- أهديه لجميع الناس؛ رجاء أن يكون تجربة نافعة وبلسمًا ودواءً صالحًا فقد دلنا عليه الكتاب والسُّنَّة.
* * * * * * * * * * * *
مــقـــدمــة:
الحمد لله سامع الدعوات، غافر الزلات، مقبل العثرات رب الأرض والسماوات، والصلاة والسلام على من كانت قرة عينه في الصلاة، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى الممات، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فهذه رسالة النية فيها أن تكون جمعًا لقصص حصلت لأناس دعوا الله –تعالى– فاستجاب لهم دعواتهم، جمعتها من بعض الكتب؛ لكي تكون حافزًا للمسلم ليكثر من دعاء الله –جل وعلا– ثم أحببت أن أصدر هذه القصص بأمور تتعلق بالدعاء؛ كي يعمل بها الداعي علها توافق بابًا من السماء مفتوحًا، فيستجاب له وهي من الكتاب والسُّنَّة الواردة عن النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ).
وجعلتها مرتبة كما يلي:
أولاً: فضائل الدعاء، ويشمل الفضائل من القرآن والسُّنَّة.
ثانيًا: شروط الدعاء، ولم آت بها جميعها بل بأهمها.
ثالثًا: موانع إجابة الدعاء، وقد أتيت بها جملة دون تفصيل.
رابعًا: أخطاء يقع فيها بعض الداعين في الدعاء، واخترت ما هو منتشر عند بعض الناس.
خامسًا: آداب الدعاء، وقد أطلت الكلام حولها، لأنها من أهم المهمات في الدعاء.
سادسًا: أوقات وأحوال وأوضاع ترجى إجابة الدعاء فيها وعندها. وهي كثيرة.
سابعًا: بعض الدعوات المستجابات التي وردت في السُّنَّة.
وينبغي أن أنبه على ما ذكرت من فضائل وشروط و... إلخ، فإني لم أرجع فيها إلى المصادر الأصلية، بل من مؤلفات حديثة في هذا الموضوع، وكذلك الأحاديث الواردة في بعض الفقرات؛ فخرجتها كما خرجها أصحاب الكتاب، دون أن أرجع إلى المصادر الأصلية.
ثامنًا: القصص، وقد بدأت ببعض دعاء الأنبياء، ثم دعاء الصحابة، ثم دعاء من بعدهم من التابعين وتابعيهم ... إلخ. وبعدها ما كان في الوقت الحاضر مما سمعته من قصص (1).
ومن كان لديه مثل هذه القصص مما سمعه، أو حصل له، يمكنه أن يرسلها على عنواني؛ كي تخرج –بإذن الله– في الجزء الثاني.
وأخيرًا:
أرجو من الله –تعالى– أن يجعل فيها فائدة لنا جميعًا وحافزًا على الدعاء، وأن يجعلها ذخرًا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وأسأل الله التوفيق، والصلاح، والفوز في الدارين والفلاح. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_______________________________________
(1) ليعلم القارئ الفاضل أنه سوف يستغرب من بعض القصص كما استغربت، ولكن ذكرتها لا لأني أجزم بصحتها ولا أنفيها، وإنما لما رأيت بعض العلماء استأنس بها مثل شيخ الإسلام، وابن رجب، وابن أبي الدنيا ذكرتها نقلاً عنهم – والله على كل شيء قدير.
_______________________________________
ص. ب 25076 - الرمز البريدي 51321
* * * * * * * * * * * *
فضائل الدعاء
أولاً: من الكتاب الكريم:
قال اللهُ –تعالى-: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [البقرة: 186]، وقال –جل اسمه-: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" [غافر: 60]، وقال –سبحانه-: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" [الأعراف: 55-56].
ثانيًا: من السنة النبوية:
1- عن أبي هريرة –رضي الله عنه– عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ليسَ شيءٌ أكرمَ على اللهِ –تعالى- من الدُّعاء».
2- عن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ لم يسأل اللهَ يغضب عليه».
3- وعن أبي سعيد –رضي الله عنه– أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم إلَّا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أنْ تُعجَّل له دعوته وإمَّا أنْ يدَّخِرَها له في الآخرة وإمَّا أنْ يصرف عنه من السُّوء مثلها» قالوا: إذاً نُكْثِرْ. قال: «اللهُ أكْثَرْ».
4- عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن ربك –تبارك وتعالى– حييٌ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّهُما صِفرًا».
5- عن ابن عمر –رضي الله عنهما– عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «الدُّعاء ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل فعليكم عباد الله بالدُّعاء».
6- وعن سلمان –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر».
* * *
شروط الدعاء
من أعظم وأهم شروط الدعاء ما يأتي:
الأول:
الإخلاص: قال -تعالى-: "فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" [غافر: 14].
الثاني:
المتابعة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال تعالى: "وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" [الأعراف: 158].
الثالث:
الثقة بالله واليقين بالإجابة، ومما يزيد ثقة المسلم بربه –تعالى– أن يعلم أن جميع خزائن الخيرات، والبركات عند الله –تعالى-، عن أبي هريرة –رضي الله عنه– عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة».
الرابع:
حضور القلب، والخشوع والرغبة فيما عند الله من الثواب والرهبة مما عنده من العقاب، قال –تعالى- "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" [الأنبياء: 90].
الخامس:
العزم والجزم، والجد في الدعاء، فعن أنس –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني؛ فإن الله لا مستكره له».
* * *
موانع إجابة الدعاء
الأول: أكل الحرام وشربه ولبسه:
كما ورد في الحديث: «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! ومطعمه حرامٌ، ومشربه حرامٌ وغُذي بالحرام فأني يستجاب لذلك» [رواه مسلم].
الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:
فعن أبي هريرة –رضي الله عنه– أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول قد دعوت فلم يُستجب لي» [رواه البخاري ومسلم].
الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات:
قال الشاعر:
نحن ندعو الإله في كل كرب
ثم ننساه عند كشف الكروب
كيف نرجو إجابة لدعاء
قد سددنا طريقها بالذنوب
الرابع: ترك الواجبات التي أمر الله بها وأوجبها:
فعن حذيفة –رضي الله عنه– أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم».
الخامس: الدعاء بإثم أو قطيعة رحم:
عن أبي سعيد –رضي الله عنه– أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» قالوا: إذا نكثر قال: «الله أكثر».
* * *
بعض الأخطاء التي تقع في الدعاء
الأول:
أن يشتمل على شيء من التوسلات الشركية، أو البدعية.
الثاني:
الدعاء بما هو مستحيل، أو بما هو ممتنع عقلاً، أو عادةً أو شرعًا.
الثالث:
أن يدعو على الأهل، والأموال والنفس.
الرابع:
الدعاء بالإثم كأن يدعو على شخص أن يبتلى بالمعاصي.
الخامس:
الدعاء بقطيعة الرحم.
السادس:
الدعاء بانتشار المعاصي.
السابع:
ترك الأدب في الدعاء.
الثامن:
عدم الاهتمام باختيار أسماء الله، أو صفاته المناسبة عند الدعاء.
التاسع:
اليأس أو قلة اليقين من إجابة الدعاء.
العاشر:
دعاء الله بأسماء لم ترد في الكتاب والسنة.
الحادي عشر:
المبالغة في رفع الصوت.
الثاني عشر:
تَصَنُّع البُكاء ورفع الصوت.
* * *
آداب الدعاء
1- أن يبدأ بحمد الله، ويصلي على النبي محمدٍ (صلى الله عليه وسلم)، ويختم بذلك:
رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلاً يصلي فمجَّد الله وحمده، وصلى على النبي محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أيها المصلي أدْع تُجَبْ وسَلْ تُعط».
2- الدعاء في الرخاء والشدة:
قال (صلى الله عليه وسلم) في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-: «مَنْ سَرَّهُ أن يستجيب اللهُ له عند الشدائد والكُرب، فليكثر الدُّعاء في الرخاء».
3- يخفض صوته بالدعاء بين المخافتة والجهر:
قال –تعالى-: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" [الأعراف: 55].
4- أن يتضرع إلى الله في دعائه:
قال -تعالى-: "فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [الأنعام: 43].
5- أن يُلح على ربه – في الدعاء:
فعن أنس –رضي الله عنه– يرفعه: «ألِظُّوا بيَا ذا الجلال والإكرام».
6- يتوسل إلى ربه –تعالى– بأنواع الوسائل المشروعة:
قال تعالى -: "وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ" [المائدة: 53]، ومعنى ابتغاء الوسيلة: أي تقربوا إليه بطاعته، والعمل بما يرضيه.
7- الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء!
كما في الحديث عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "سيد الاستغفار أن تقول: «اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، قال ومَنْ قالها من النهار مُوقنًا بها فمات من يومه قبل أن يُمسي فهو من أهل الجنَّة، ومَنْ قالها من الليل وهو مُوقن بها، فمات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنَّة.
8- عدم تكلف السَّجع في الدُّعاء:
عن ابن عباس –رضي الله عنهما– قال: «... فانظر السَّجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك –يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب».
9- الدعاء ثلاثًا:
وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: «اللهم عليك بقريش» ثلاث مرات.
10- استقبال القبلة:
فعن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- قال: خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة فقلب رداءه.
11- رفع اليدين بالدعاء:
عن سلمان –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن ربكم –تبارك وتعالى– حييٌ كريمٌ يستحيي من عبده! إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفْرًا».
12- الوضوء قبل الدعاء إن تيسر:
عن أبي موسى –رضي الله عنه– قال لمَّا فرغ النبي (صلى الله عليه وسلم) من حُنَين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد، وهزم الله أصحابه.
قال أبو موسى –رضي الله عنه–:
«بعثني مع أبي عامر، فرُميَ أبو عامر في ركبته، رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه فقلت: يا عم، مَنْ رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولّى فاتبعته، وجعلت أقول: ألا تستحي ألا تثبت فكفَّ، فاختلفنا ضربتين بالسيف، فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل اللهُ صاحبك قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء فقال: يا ابن أخي! انطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك أبو عامر: استغفر لي: قال: واستعملني أبو عامر على الناس فمكث يسيرًا، ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيته على سرير مرمل وعليه فراش، قد أثر رمال السرير في ظهره وجنبه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقلت له: قال: قل له استغفر لي، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه فقال: «اللهم اغفر لعبيد بن عامر» ورأيت بياض أبطيه، ثم قال: «اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ومن الناس» فقلت: ولي يا رسول الله فاستغفر، فقال: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريمًا».
13- البُكاء في الدُّعاء من خشية الله:
فعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما-: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تلا قول الله –عز وجل– في إبراهيم: "رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي" [إبراهيم: 36]، وقال عيسى: "إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [المائدة: 118]، فرفع يديه، وقال: «اللهم أمتي أمتي وبكى» فقال الله –عز وجل-: «يا جبريل، اذهب إلى محمد –وربك أعلم– فسَلهُ ما يُبكيك؟ فأتاه جبريل –عليه السلام– فسأله، فأخبره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما قال: وهو أعلم فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: أنا سنُرضيك في أمتك ولا نسُوؤك».
14- إظهار الافتقار إلى الله والشكوى إليه.
15- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره:
وثبت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يبدأ بنفسه.
16- أن لا يتعدى في الدعاء:
عن أبي أمامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني، سَلِ اللهَ الجنَّة، وتعوَّذ بالله من النَّار، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «سيكون في هذه الأمة قومٌ يعتدون في الطهور والدُّعاء».
17- التوبة ورد المظالم.
18- يدعو لوالديه وللمؤمنين مع نفسه!
قال –تعالى– عن نوح –عليه السلام-: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا" [نوح: 28].
19- لا يسأل إلا الله وحده:
كما في الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».
20- حضور القلب:
قال (صلى الله عليه وسلم): «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ».
21- استحباب الإتيان بجوامع الدعاء!
وذلك مما ورد في الكتاب، أو السنة كقوله -تعالى-: "رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" [البقرة: 201]، وقوله (صلى الله عليه وسلم): «... يا مُقلب القُلوب، ثبت قلبي على دينك».
22- ختم الدُّعاء بما يُناسب طلب الدَّاعي:
وذلك أبلغ في الدعاء وأجمع له؛ لقوله تعالى: "رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" [آل عمران: 8]، والدَّاعي يُستحب له أن يختم دُعاءه بما يُناسب طلبه، فإذا سأل الولد فيختم الدعاء مثلاً بأن الله هو الوهَّاب الرَّزَّاق.
23- تقديم الأعمال الصالحة بين يدي الدعاء:
كالصلاة، والزكاة، والصدقة، وغيرها فهي تقرب من الله -تعالى- فإذا صلى العبد ثم دعا الله أو تصدق، ثم دعا الله كان ذلك أرجى وأحرى بقبوله.
* * *
يتبع إن شاء الله...