مقْدارهُ ستٌ فأشبعْ تاليًا
إذ جَاء منْفصلاً فكانَ مطولا
شرح الأبيات:
( والميم في جمع ) وهو ميم الجمع، ويقال له: ميم الجماعة، وهو الميم في مثل كلمة ( عليهم ) أو (قولهم )، أو ( أنذرتهم ) أو ( إليهم)، ونحوها، فهذه الميم إذا جاءت (بوصل) لما بعدها؛ أي: بقراءتها موصولة بما بعدها، فـ (مده ) بشرط (إن ) كان هذا الميم ( قبل همز القطع)؛ نحو قوله تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]، فالميم في قوله: ( ليبلوكم) ميم جمع، وجاءت قبل (أيكم)؛ حيث تُبْتَدَأ هذه الكلمة بهمز، فحيث (جاءك) الميم في صورة كهذه (مرسلًا)؛ أي مطلقًا - لأن الإرسال رديف الإطلاق - فهنا وجب في مذهب ورش مده و(مقدراه) في المد هو ( ست ) حركات، والحركة الواحدة هي مقدار زمني كالمقياس للمد، وتعدل نطق الألف المدودة، فإذا مددت (فأشبع) المد بست حركات كون حالك (تاليًا) القرآن، (إذ) سبب هذا المد أنه (جاء) (منفصلًا)؛ أي: مدًّا منفصلًا، (فكان) والحالة هذه يستحق الإشباع ست حركات (مطولًا)، مقارنة بالتوسط الذي هو أربع حركات، ومد المنفصل مقداره في مذهب ورش رحمه الله دائمًا بالإشباع ست حركات.
خلاصة الباب:
إن ميم الجمع إذا جاءت قبل همز يصلها الإمام ورش رحمه الله ست حركات في حالة الوصل، وهو في هذا الشكل يسمى مد المنفصل؛ مثل قوله تعالى: ﴿ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾ [البقرة: 6]، وقوله سبحانه: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]، أما في حالة الوقف على ميم الجمع، فيسكنها ولا يمدها مطلقًا، وهذا أصل من أصول روايته.
الألوكة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك