فرح لهن ثم نبكي ؟؟
لا يبدو الإنسان في يوم أسعد ولا أكثر فرحا من يوم يرى فيه ابنته أو كريمته تزف وهي فرحة تتجاوز لدينا بكثير فرحتنا لأنفسنا أو لأبنائنا الذكور لاعتبارات كثيرة جدا يدركها في الزمن الأعوج رجال يحيطون بما يدور من حولهم ويدركون ما تتمخض عنه الأيام وما تستولده ,,
ورغم إني جربت الفرحة كشقيق لإحداهن ولم يبلغ بي السن ما بلغ لأكون في المحور الآخر والجميع يدرك أن مشاعر الأب تختلف ولا تقارن بمشاعر غيره أو حتى تجاريها والآباء أكثر قدرة مني على تحديد شعور ذلك الفقد الشرعي الغريب بجماليته وشجونه وهم أقدر للتعبير عنه .
شيء من الغرابة وكثير من علامات الاستفهام ترتسم في داخلي حينما أفكر بالأمر !!
لماذا نفرح لهن ولا تسعنا الأرض من البهجة والسرور ثم نرسل دموعنا ونسكبها في الخفاء بُعيد الزفاف والمغادرة وكأننا نواري جثمانا ثراه أو انه مأتم خلفي لذلك الفرح البهيج
؟؟؟
حينما نشاهد بقاياهم وآثارهم وما تركوه خلفهم من رموز تشير لهم تعصف بنا الذكريات وتخنقنا العبرات ونستسلم لدموعنا ونحضن أطيافهن البريئة فمنزل بدونهن ليس إلا قبرا أو معتقلا مهما كان جماله وأيا يكن أشقائك الذكور أو أبناؤك البنين فان خلو منزلك منهن مع الأيام يجعله قفرا موحشا
فليس الوضوء كالتيمم ولا يمكن أن يوضع السيف في موضع الندى ,,
هن الرحمة
والعطف
والشفقة
والود
واللمسة التي تحتوي كل ألم وترزع كل أمل .
ومما يزيد الأمر حساسية ويدفع للمزيد من الحزن الذي يلتحف ثياب فرحة لم تنقضي بعد حين يكون من غادر له ارتباط شديد بك كتوءم روحي وقد لا تخلو أسرة أن يكون فيها ذلك لقرب سن أو لان الفتاة كانت تحمل المسؤولية المنزلية لشقيقها بما يجعلها أقرب إليه من أمه التي حملته وربما لان الشخص يحمل كارزما معينة تميزه وتجعله محل حفاوة أشقائه حتى في أسوء حالاته ,,
وأيا يكن الأمر فأن إحساس الرحيل قد يجعل احدنا في لحظة يحس وكأن شيئا مما يعنيه وحده قد نزع منه عنوة خصوصا عند الأطفال الذين لا يدركون لماذا حصل ما حصل فتبقى دموعهم مع براءتهم أكثر تعبيرا عن الإنسانية الصادقة وهو شعور تبدد حين ينضج الإنسان ليعرف أن من رحلوا يملكون كل الحق في بناء حياتهم تكلأهم عناية الرحمن ومن ثم عيون ترضى أن تبات على الجمر تُقلبُ فيه ولا أن يمسهن ضيم عارض ,,
اليس صحيحاً ما اقول
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك