عن عائشه رضي الله عنها قالت : تهجد النبي في بيتي ، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد ، فقال : " يا عائشة ، أصوت عباد هذا ؟ "
قالت : نعم .
قال : " اللهم ارحم عباد " ، و في رواية : " اللهم اغفر له " .
أسلم عباد قديماً بالمدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير .
كان عباد بن بشر موصوفاً بشدة البأس و الشجاعة و كان من سادة الأوس .
كان فدائياً كبيراً و أوردت شجاعته كتب التراجم و السير .
و قد شارك في قتل اليهودي الخبيث كعب بن الأشرف الذي كان يؤذي نبي الله صلاة الله و سلامه عليه .
و شهد مع #النبي صلى الله عليه و سلم جميع المشاهد ، فإنّ عباد من أهل بدر .
و هو بطل القصة الخالدة لما أمره النبي بالحراسة هو و عمار ابن ياسر أثناء العودة من غزوة " ذات الرقاع " ، فقد أخذ يُصلي أثناء مناوبته في الحراسة .
و كان هناك رجل سُبيت زوجته فى المعركة فقرر الانتقام ، و لحق بجيش النبي فوجد عباد يصلي .
فأطلق عليه أول سهم ، فأنتزعه عباد من جسده و لم يخرج من الصلاة ، ثم رماه بآخر ، فأنتزعه عباد و أكمل صلاته ، حتى رماه بثالث سهم ، فذهب إلى شريكه في الحراسة عمار ابن ياسر و قال له : " أنهض فقد أثخنتني الجراح " .
و التفت عمار بن ياسر إلى عباد بن بشر فرأى الدماء تنزف غزيرة من جراحه الثلاثة ، فقال له : سبحان الله ! هلا أيقظتني عند أول سهم رماك به ؟!
فقال عباد : كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها ، و أيم الله لولا خوفي أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله بحفظه لكان قطع نفسي أحب إليّ من قطعها .
و كان من أهم رجال موقعة اليمامة ، فقد أبلى فيها بلاءً كبيرا و أدى دوراً بطوليا يشهد له التاريخ .
في الليلة التي سبقت المعركة الحاسمة رأى عباد بن بشر فيما يراه النائم أن السماء انفرجت له، فلما دخل فيها ضمته إليها و أغلقت عليه بابها .
فلما أصبح حدث أبا سعيد الخدري برؤياه و قال : " والله إنّها الشهادة يا أبا سعيد " .
و قد استُشهد عباداً وما من شيء فى جسده لم تصبه الرماح و السيوف ، حتى أنّهم تعرفوا عليه من علامات في جسده الطيب الطاهر .
فاللهم ارضَ عن عباد و صلّ و سلم على خير الناس و خاتم المرسلين مُحمد صلى الله عليه و سلم
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك