الدرس الخامس من الوحدة الثانية: هيئة الذكر.
· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.
· هذا هو: الدرس الخامس من الوحدة الثانية: (هيئة الذكر).
عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
· الأول: كيفية عقد الذكر.
· الثاني: بدع في هيئة الذكر وفي كيفية الأداء.
· العنصر الأول: كيفية عقد الذكر.
ثبت من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- قولا وفعلا وتقريرا عدُّ الذكر بالأنامل، أصابع اليد لا غير. ودرج على ذلك الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا، فهو من العمل المتوارث لدى الأمة، تأسيا بنبيها -صلى الله عليه وسلم- .
· العنصر الثاني: بدع في هيئة الذكر وفي كيفية الأداء.
هناك بدع -أيها الأحبة- تقع في هيئة الذكر وأيضًا في كيفية أداء الذكر، وهذا مع الأسف يعني يوجد في بعض مناطق العالم الإسلامي؛ أن بعض الناس يقع في هذه البدع لجهلهم بسُنة النبي -صلوات ربي وسلامه عليه-.
1- المواظبة على الاجتماع للذكر والذكر الجماعي:
الذكر الجماعي ذكر العلماء أن الاجتماع للذكر إذا كان عرضًا يعني ليس على شكل يعني مداومة ومواظبة عليه وتحديد وقت معين أما إذا جاء عَرَضًا فلا بأس به، تعالوا نؤمن ساعة كما قال بعض السلف يجلسون يذكرون الله -عز وجل-، يقرأون القرآن، يتدبرون ما فيه، فهذا لا بأس به.
لكن أن يواظب بعض الناس يعني في أذكار مرتبة معينة بعد الصلاة كما يحصل يعني في بعض المساجد أن الذكر يكون جماعيًّا الإمام مع المصلين، التسبيح والتحميد والتكبير يكون بشكلٍ جماعي، هنا يدخل الإنسان في باب البدعة؛ لأن العبادات مبدأها على التوقيف على المنع، يعني الإنسان لا يفعل عبادة إلا قد ورد الشرع بها.
وإنما دخل في باب البدعة لأنه لم يَرِد في الشرع أن يجلس بعد الصلاة الإمام مع المصلين ويذكرون الله -عز وجل- ذِكرًا جماعيًّا بعد كل صلاة في الصلوات الخمس بعد كل صلاة؛ هنا يدخل الإنسان في باب البدعة لأنه فعل شيئًا لم يَرِد في سُنة النبي -صلوات ربي وسلامه عليه-، ومع الأسف يعني هذا الذكر الجماعي بعد الصلوات منتشر في كثير من البلدان الإسلامية ".
2- بدع في كيفية أداء الذكر:
يعني في النُطق وفي الألفاظ وفي الحروف يعني وفي الكلمات أحيانًا، كما يقول مثلًا يعني (الله الله الله، هو هو هو) يعني هذه ألفاظ ليست حتى من الأدب مع الله -عز وجل- أن يقول الإنسان هذا الأمر، الله -عز وجل- يقول في كتابه الكريم: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. ما قال فنادوه، قال: فادعوه بها، فادعوه بها.
3- الغلو في البكاء والخشوع حال الذكر:
وفي هذا محدثات جمة، وهي من تلاعب الشيطان، وتضليل الضالين للعوام، ومنها: التواجد والصعق والغشيان ودعوى الاستغراق والصياح والاضطراب والاختلاج والإغماء والموت والشهيق والهيام، إلى آخر ما هنالك من مقامات الفناء والشهود.
4- الذكر بالسماع الشيطاني:
وهو اتخاذ السماع الشيطاني من الغناء وما يصحبه من وسيلة لعبادة الله في الذكر، وأنه قربة يتقرب بها الذاكرون إلى الله، وإحاطة ذلك بعبارات التحسين والتمليح، كقولهم: إنه يزيد في الشوق إلى الله، ويقوي الذوق والوجد؛ بل لا يفعل ذلك ـ بزعمهم ـ إلا الواصلون أهل الحقيقة.
وقد أجمع المسلمون على أن هذا من أسوأ أنواع الاعتداء في الذكر والدعاء، وأنه بدعة ضلالة، وعمل محرم قبيح لا يبيح التعبّد به مسلم، وأنه من الفتون واتباع الهوى، وإفساد الدين، والصد عن الذكر والدعاء المشروع، ومشاقة لله فيما شرع لعباده، ومعصية لرسوله فيما بلّغ من وحيه، وخروج على شرعه المطهر.
5- من بدع القراء للقرآن الكريم:
من ذلك قراءة الأنغام والتمطيط، والتطريب بترديد الأصوات، والتلحين في القراءة.
ومن ذلك التخصيص بلا دليل قراءة آية أو سورة في صلاة فريضة أو نافلة، أو في زمان، أو في مكان، أو حال أخرى، وهكذا من قصد التخصيص وترتيب التعبد بما لم يرد عليه دليل.
ومن ذلك التزام قول: (صدق الله العظيم) بعد قراءة القرآن.
ومن ذلك الاجتماع للقراءة الجماعية مطلقة، أو مقيدة بزمان أو مكان، بنية التعبد المطلق، واستئجار قارئ وإهداء ثوابها لميت أو حي.
وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة
|
|
|
|