متى يفهم الرجل المرأة ..؟؟!
للأسف هناك بعض الرجال في هذا المجتمع مهما وصل لدرجة من العلم والمعرفة والإطلاع إلّا أن نظرته إلى المرأة ظلّت محصورة* ولا ترى سوى أن المرأة كما يقولون :
(( تُكثر الشكاة وتكفر العشير )) ..
وفي الحقيقة حين قال الرسول عليه السلام ذلك الحديث كان يعني هنا أن نساء كثيرات يجحدن حق الزوج فلا يسمع منهن سوى الشكاة ..
وعندما خطب في النساء يوم العيد طلب منهن أن يتصدّقن من أجل ذلك ..!..
فهل هذا يبرّر تعميم تلك الصفة فتمتدّ لتشمل علاقة النساء مع كل الناس عامة ؟..
وهل كل الناس لهم على المرأة من الحق كحق الزوج ؟..
ألهذه الدرجة من السهل على البعض أن يُقنعوا أنفسهم بأن النساء فُطرن على حب الشكوى والجحود ..؟..
ويُقنعوا الآخرين بأن من كان صفتها هكذا أي الشكوى والجحود والإعتراض فلا تستحق أن يلتفت إليها أحد ولا يهتم بما تقول ..
وبذلك تصبح كلّ شكوى من النساء لا مُبرّر لها .. وتُهملْ جميع* إحتياجات المرأة* في كل شيء* !؟؟..
وغير ذلك من التعبيرات المسيئة للنساء مثل :
{ ناقصات عقل ودين } مع أن الرسول عليه السلام لم يعن في قوله مايعنون هُم ..
فالحريصون على فهم حقيقة الدين يقولون أن الرسول عليه السلام قد بيٍن ذلك النقص وهو كون شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل ..وكونها إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم ..
وحسب قول إبن حزم الفقيه الأندلسي :
(( ليس هذا بموجب نقصان الفضل ولا نقصان الدين والعقل في غير هذين الوجهين فقط .. إذ بالضرورة* ندري أن في النساء مَنْ هن أفضل من كثير من الرجال وأتمّ ديناً وعقلاً )) ..
للأسف إن مثل هذه المفاهيم المسيئة إلى النساء وهذه التعبيرات الساخرة بهن مما نسمعه في أحاديث بعض الرجال ما بين حين وآخر يَدُلُّ على احتقار دفين في أعماق هؤلاء الرجال للمرأة ..
والأسوأ منه أنه ليس دائماً دفيناً ..!.. فهو يظهر في كثير من الأحيان ويخرج على الملأ .. مدفوعاً برغبة قويةٍ* متلذّذة* بإشهاره .. ترى ما هو السرّ في هذا ؟..
ما الذي يجعل بعض الرجال يشعرون باللّذة والمتعة في التصريح بإزدرائهم* للمرأة والسخرية منها والإساءة إليها وإلى مشاعرها !..
والحقيقة المؤكدة الواضحة من هذا التصرّف أنه سلوك نفسي مريض والذي يتكرّر ظهوره مابين حين وآخر بين بعض الرجال ويحتاج إلى علاج سريع !؟؟ ...
والعلاج هو تغيير وضع المرأة .. ولا يكون ذلك إلا بغرس المفاهيم الصحيحة في فكر الأجيال الجديدة ليشبّوا على احترام المرأة كإنسان له عقل واع وكيان مستقلّ* ..
وليست جسد خُلق لغواية الرجل ومتعته كما يعتقد أغلب الرجال للأسف الشديد !..
ولذلك فإن الكثير من الأوضاع المأساوية والتي تعيشها المرأة اليوم ما هي إلّا نتيجة ثقافة ذكورية* وعادات لا دخل للدين فيها ولا تمتّ له بصلة سوى أنها من مخلّفات العصور السابقة والتي تحطّ من قدر المرأة ..!..
إلّا أن العهد العثماني المظلم كان له دور في تعظيم وتفخيم الرجل من خلال* النظرة* الضيّقة المتحجّرة إلى المرأة وبأنها خُلقت لمتعة الرجل وتلبية مطالبه الحياتية .. وبأنه (( السيد )) ..!..
وللأسف استغلت الفئات المتعصبة وضع المرأة هذا وحاولت أن تقصّ جناحيّ المرأة حتى لا تتمكن من الطيران بحرية في فضاءآت العالم ..!؟؟!..
وللأسف تناست هذه الفئات بأن المرأة هي منبع الخصوبة والعطاء ومن رحمها خرج الأنبياء والقادة العظماء وكبار الساسة والملوك والأمراء ..
وقد أوصى بها الرسول عليه السلام في أحاديث كثيرة وشدّد على ذلك بقوله في حديث :
(( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك )) معنى ذلك أن للمرأة فضل عظيم على الرجل لذلك أوصى الرسول بها خيراً ..
وليس غريباً أن يقول عنها نابليون عبارته الشهيرة :
(( المرأة التي تهزّ المهد بيمينها .. قادرة على أن تزلزل العالم بيسارها )) ..
في الحقيقة لقد عاشت المرأة عصوراً مظلمة .. وعانت الأمرّين من سطوة المجتمع الذكوري ..
سواء كان الأب أو الأخ أو الزوج أو الإبن والذين حاولوا دون تحقيق ذاتها ورغباتها !.. بتحطيمها وإحباطها نفسياً ووصولها في أحيان كثيرة إلى حافة الهاوية ..!.. في العالم العربي بالذات ..
ونتيجة لذلك أصبح هناك ثمة شيء مكسور في العلاقات بين الرجل والمرأة ..
إذ ليس هناك أي تناغم داخل الثنائي
(( الزوجي أو العاشق )) !؟؟..
لأن الحب بات إنعكاساً لعنفٍ كبير .. وغالباً ما يجري خلطه مع العلاقة الخاصة ..!؟..
ولذلك حين تقول المرأة بأنه ليس هناك علاقة خاصة من دون حب .. نرى الرجل يُجيب قائلاً : ليس بالضرورة ..!..
للأسف هناك إختلال وسوء فهم قائم داخل العلاقة بين المرأة والرجل العربيين ..
مع أن العلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن لا تخلو من العمق والتواصل الروحي* والإنصهار المعنوي ..
والرجل الحقيقي هو الذي لا يحلم بالإنتصار على إمرأة .. هو الذي يرى خلف الجسد الأنثوي ..
أيّ جسد أنثوي* .. تلك الطفلة* الخائفة الباحثة عن* حنان .. هو الذي* يعطي قبل أن يفكر ..
أيّ يعطي من نفسه !..
والجسد الأنثوي : أيّ جسد أنثوي سواء والدته أو أخته أو إبنته أو زوجته أو حتى خادمته ..!..
أيّ .. أيّ إمرإة كانت !؟..
هذه حقيقة يجب أن يعرفها الجميع وهي لكي يقوى المرء على حب إنسان آخر عليه أن يحب نفسه بعض الشيء وهذا ليس بالأمر السهل في بلد يقوم فيه التقليد الموروث بمساعدة الرجل على* وجه الخصوص في ترسيخ سطوته الصغيرة .. ؟!!
(( والمعنى بسطوته الصغيرة العلاقة الخاصة وإثبات رجولته من خلالها ! )) هذا مع العلم بأنه لا يمكن فعل أيّ شيء من دون المرأة* !؟..
أقوال رائعة عن الرجل والمرأة :
- ما أروع المرأة التي تجمع في جسدها الأنوثة والأمومة معاً .. فهي أم عظيمة .. وحبيبة رائعة في الوقت ذاته ..!
- ما أروع قول المرأة للرجل :
** أحتاجُ إلى كل ما فيكَ* .. لعينيكَ لأرى فيهما الضياء .. وعقلكَ لأعرف معنى الحكمة .. ورأيك لأستدلّ على معالم الطريق .. وكتفكَ لأسند عليه رأسي المتعب* .. وصدركَ لألقي عليه همومي .. وحنانكَ ليساعدني في المقاومة .. وحبكَ ليمنحني الأمل والقوة !..
- والأروع حين يقول الرجل للمرأة :
** حين تستيقظين تُشرق الشمس .. فلا تتأخري يا حبيبتي في النوم .. حتى لا يدوم الظلام طويلاً على هذا الكون وخاصة على كوني* !..
** الله .. الله يا سلام ما أروع الكلام .. لو كل رجل قال ذلك .. لأستيقظت كل إمرأة باكراً لتعدّ الإفطار لزوجها وأسرتها !؟؟.
*سميرة ابو غليه
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك