1- تصدير الخطاب بالنداء للتنبيه والعناية والاهتمام، وتشريف المؤمنين وتكريمهم بندائهم بوصف الإيمان والحث على الاتصاف بهذا الوصف؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾.
2- أن من مقتضى الإيمان الدخول في السلم كافة وعدم اتباع خطوات الشيطان.
3- وجوب الدخول في الإسلام وتطبيق أحكامه الشرعية كلها جملة وتفصيلًا، ظاهرًا وباطنًا؛ لقوله تعالى: ﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾.
وفي هذا تحذير من مسالك أهل الكتاب في الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150، 151]، وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85].
وفيه تحذير من اتباع الهوى، واتخاذه إلهًا، كما هو حال كثير من الناس إن وافق الشرع هواه أخذ به، وإن خالف الشرع هواه تركه، كما قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50].
4- في أمر المؤمنين بالدخول في السلم كافة حض وحث على الاستقامة حقًا على الإيمان والإسلام والثبات على ذلك والاستزادة منه، كما أُمر المؤمنون أن يقولوا في صلاتهم: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]؛ أي: وفقنا وثبتنا عليه وزدنا هداية.
8- إثبات الحكمة لله عز وجل في أمره ونهيه وشرعه؛ لأن الله عز وجل نهى عن اتباع خطوات الشيطان، ثم أتبع ذلك ببيان علة النهي وهو عداوته للمؤمنين.
9- قرن الحكم بعلته؛ لأن ذلك أدعى للقبول وأقوم للحجة.
10- التحذير من الزلل والميل عن الحق والعدول عنه، بعد بيانه وقيام الحجة عليه، والوعيد لمن فعل ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.
11- قيام الحجة على الخلق بإرسال الرسل وإنزال الكتب، وإقامة الحجج وبيان الآيات، بما لا عذر معه لأحد من الخلق؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾، كما قال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165].
12- أن العقاب لا يستحقه إلا من عدل عن الحق بعد بيانه له وإقامة الحجة عليه، وهذا من كمال عدل الله عز وجل.
14- أن من عدل ومال عن الحق بعد بيانه لا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئًا لكمال عزته.
15- إثبات صفة الحكم التام لله عز وجل بأقسامه الثلاثة: الحكم الكوني، والحكم الشرعي، والحكم الجزائي، وإثبات صفة الحكمة البالغة لله عز وجل؛ الحكمة الغائية، والحكمة الصورية؛ لقوله تعالى: ﴿ حَكِيمٌ ﴾.
16- أن لله عز وجل الحكم التام والحكمة البالغة في إضلال من ضل من الخلق، وفي هداية من اهتدى منهم.
17- وجوب العلم بأن الله عز وجل عزيز حكيم، والحذر من عقابه؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.
18- فضل العلم بالله عز وجل وصفاته وما يجب له؛ لأن ذلك سبب لتقواه والحذر من عقابه، كما قال عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28].
19- في اجتماع كمال العزة، وكمال الحكم، وكمال الحكمة في حق الله عز وجل زيادة كماله إلى كمال، وإثبات أن له المثل الأعلى، والكمال المطلق من جميع الوجوه.
وهذا بخلاف المخلوق الضعيف الذي إن حصل له شيء من العزة والقوة غرّه ذلك غالبًا وحمله على الغشم والطيش والسفه والجهل إلا من رحم الله تعالى، وإن كان لديه شيء من الحكمة صاحب ذلك غالبًا الضعف، وقلّ أن تجتمع عند أحد من البشر هاتان الصفتان.
21- إنظار المكذبين، وأن الله عز وجل يمهل ولا يهمل؛ لقوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾ الآية.
22- إثبات إتيان الله عز وجل يوم القيامة للفصل والقضاء بين عباده، وهو من الأفعال الاختيارية؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ﴾، كما قال تعالى: ﴿ ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22] } [الفجر: 22].
وهو إتيان ومجيء حقيقي يليق بجلاله وعظمته، ويجب إثباته بلا تكييف ولا تعطيل، ولا تحريف ولا تمثيل.
وفي هذا رد على من ينفي ثبوت الأفعال الاختيارية لله عز وجل من أهل التعطيل وغيرهم.
23- التنبيه على عظمة الله عز وجل وعظمة إتيانه ومجيئه؛ لقوله تعالى: ﴿ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾.
24- إثبات وجود الملائكة وإتيانهم يوم القيامة يوم الفصل بين العباد؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ﴾.
25- انقضاء وانتهاء كل شيء يوم القيامة، فلا اعتذار ولا استعتاب، ومصير كل إلى مأواه، إما إلى الجنة، وإما إلى النار؛ لقوله تعالى: ﴿ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾.
26- أن مرجع الأمور كلها ومردها ومصيرها إلى الله عز وجل وحده دون غيره، أمور الدنيا والآخرة، أمور الكون والشرع، والجزاء؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.
27- عظمة الله عز وجل، وتمام سلطانه، وكمال ملكه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾.
الألوكة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك