عدد الضغطات : 9,099عدد الضغطات : 6,597عدد الضغطات : 6,318عدد الضغطات : 5,539
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :عميد القوم)       :: احذروا سوء الظن (آخر رد :ابو طراد)       :: من فوائد وفضائل الذكر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: هل تريد نخلة في الجنة (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: وانت في مفترق الطرق تذكر... (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: غلط يقع فيه بعض المصلين (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: علماء الأزهر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رائعة جداً (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: ايمانيات (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رحله العمر (آخر رد :فاطمة صلاح)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-10-2021   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
شرح حديث وائل بن حجر: "اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم"



"اسمعوا, لا, بن, حملتم", حملوا،, يحدث, حجر:, شرح, عليهم, فإنما, وأطيعوا؛, وائل, وعليكم

"اسمعوا, لا, بن, حملتم", حملوا،, يحدث, حجر:, شرح, عليهم, فإنما, وأطيعوا؛, وائل, وعليكم

شرح حديث وائل بن حجر:

"اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم"


عن أبي هنيدة وائل بن حُجْر رضي الله عنه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقَّهم، ويمنعونا حقَّنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حمِّلوا، وعليكم ما حمِّلتم))؛ رواه مسلم.

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها ستكون بعدي أثرةٌ، وأمور تنكرونها))، قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر مَن أدرك منا ذلك؟ قال: ((تؤدُّون الحق الذي عليكم، وتَسألون الله الذي لكم))؛ متفق عليه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كَرِهَ من أميره شيئًا فليصبر؛ فإنه من خرَج من السلطان شبرًا مات مِيتةً جاهلية))؛ متفق عليه.

قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلِّف في كتابه رياض الصالحين في باب (طاعة ولي الأمر) فيها دليلٌ على أمور:
أولًا: حديث وائل بن حُجْر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أمراء يَسألون حقَّهم الذي لهم، ويمنعون الحق الذي عليهم؛ سئل عن هؤلاء الأمراء: ماذا نصنع معهم؟ والأمراء هنا يشمل الأمراء الذين هم دون السلطان الأعظم، ويشمل السلطان الأعظم أيضًا؛ لأنه أمير، وما من أمير إلا فوقه أمير حتى ينتهي الحكم إلى الله عز وجل.

سئل عن هؤلاء الأمراء، أمراء يطلُبون حقَّهم من السمع والطاعة لهم، ومساعدتهم في الجهاد، ومساعدتهم في الأمور التي يحتاجون إلى المساعدة فيها، ولكنهم يمنعون الحقَّ الذي عليهم؛ لا يؤدُّون إلى الناس حقَّهم، ويظلمونهم ويستأثرون عليهم، فأعرَضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه، كأنه عليه الصلاة والسلام كَرِهَ هذه المسائل، وكره أن يفتح هذا الباب، ولكن أعاد السائل عليه ذلك.

فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نؤدي لهم حقَّهم، وأن عليهم ما حمِّلوا وعلينا ما حمِّلنا، فنحن حمِّلنا السمع والطاعة، وهم حمِّلوا أن يحكموا فينا بالعدل وألا يظلموا أحدًا، وأن يقيموا حدود الله على عباده الله، وأن يقيموا شريعة الله في أرض الله، وأن يجاهدوا أعداء الله، هذا الذي يجب عليهم، فإن قاموا به؛ فهذا هو المطلوب، وإن لم يقوموا به، فإننا لا نقول لهم: أنتم لم تؤدوا الحق الذي عليكم، فلا نؤدي حقَّكم الذي لكم، هذا حرام، يجب أن نؤدي الحقَّ الذي علينا، فنسمع ونطيع، ونخرج معهم في الجهاد، ونصلي وراءهم في الجمع والأعياد وغير ذلك، ونسأل الله الحقَّ الذي لنا.

وهذا الذي دل عليه هذا الحديث وما أقَرَّه المؤلف رحمه الله هو مذهب أهل السُّنة والجماعة، مذهب السلف الصالح؛ السمع والطاعة للأمراء وعدم عصيانهم فيما تجب طاعتهم فيه، وعدم إثارة الضغائن عليهم، وعدم إثارة الأحقاد عليهم، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.

حتى إن الإمام أحمدَ رحمه الله يضربه السلطان، يضربه ويجره بالبغال، يُضرَب بالسياط حتى يُغمى عليه في الأسواق، وهو إمام أهل السنة رحمه الله ورضي عنه، ومع ذلك يدعو للسلطان ويسمِّيه أمير المؤمنين، حتى إنهم منَعوه ذات يوم، قالوا له: لا تحدِّث الناس، فسمع وأطاع ولم يحدِّث الناس جهرًا، بدأ يخرج يمينًا وشمالًا ثم يأتيه أصحابه يحدثهم بالحديث.

كل هذا من أجل ألا ينابِذ السلطان؛ لأنه سبق لنا أنهم قالوا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم؟ لما قال: ((خير أئمتكم الذين تحبُّونهم ويحبونكم، وشر أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم))، قالوا: أفلا ننابذهم؟ قال: ((لا ما أقاموا فيكم الصلاة)) مرتين، فما داموا يصلُّون فإننا لا ننابذهم، بل نسمع ونطيع ونقوم بالحق الذي علينا، وهم عليهم ما حمِّلوا.

وفي آخر الأحاديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر))، ليصبر وليتحمل ولا ينابذه ولا يتكلم؛ ((فإن من خرج عن الجماعة مات مِيتةً جاهلية))؛ يعني ليس ميتة الإسلام والعياذ بالله.

وهذا يحتمل معنيين:
الأول: يحتمل أنه يموت ميتة جاهلية؛ بمعنى أنه يُزاغ قلبه والعياذ بالله، حتى تكون هذه المعصية سببًا لردَّتِه.

الثاني: ويحتمل المعنى الآخر أنه يموت ميتة جاهلية؛ لأن أهل الجاهلية ليس لهم إمامٌ وليس لهم أمير؛ بل لهم رؤساء وزعماء، لكن ليس لهم ولاية كولاية الإسلام، فيكون هذا مات ميتة جاهلية.

والحاصل أن الواجب أن نسمع ونطيع لولاة الأمر، إلا في حال واحدة فإننا لا نطيعهم؛ إذا أمَرونا بمعصية الخالق فإننا لا نطيعهم؛ لو قالوا: احلقوا لِحاكُمْ، قلنا: لا سمع ولا طاعة، ولو قالوا: نزلوا ثيابكم أو سراويلكم إلى أسفل الكعبين، قلنا: لا سمع ولا طاعة؛ لأن هذه معصية. لو قالوا: لا تقيموا الصلاة جماعةً، قلنا: لا سمع ولا طاعة. لو قالوا: لا تصوموا رمضان، قلنا: لا سمع ولا طاعة، كل معصية لا نطيعهم فيها مهما كان، أما إذا أمَروا بشيء ليس معصية، فوجب علينا أن نطيع.

ثانيًا: لا يجوز لنا أن ننابذ ولاة الأمور.

ثالثًا: لا يجوز لنا أن نتكلم بين العامة فيما يثير الضغائن على ولاة الأمور، وفيما يسبب البغضاء لهم؛ لأن في هذا مفسدةً كبيرة. قد يتراءى للإنسان أن هذه غيرة، وأن هذا صدعٌ بالحق؛ والصدع بالحق لا يكون من وراء حجاب، الصدع بالحق أن يكون وليُّ الأمر أمامك وتقول له: أنت فعلتَ كذا وهذا لا يجوز، تركتَ هذا وهذا واجب.

أما أن تتحدث من وراء حجاب في سبِّ وليِّ الأمر والتشهير به، فهذا ليس من الصدع بالحق؛ بل هذا من الفساد، هذا مما يوجب إيغار الصدور، وكراهة ولاة الأمور، والتمرد عليهم، وربما يفضي إلى ما هو أكبر إلى الخروج عليهم ونبذ بيعتهم والعياذ بالله.

وكل هذه أمور يجب أن نتفطن لها، ويجب أن نسير فيها على ما سار عليه أهل السنة والجماعة، من أراد أن يعرف ذلك فليقرأ كتب السُّنة المؤلَّفة في هذا؛ يجد كيف يعظِّم أئمة أهل العلم من هذه الأمة، كيف يعظِّمون ولاة الأمور، وكيف يقومون بما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام من ترك المنابذة، ومن السمع والطاعة في غير المعصية.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر كتاب العقيدة الواسطية - وهي عقيدة مختصرة، ولكن حجمها كبير جدًّا في المعنى - ذكر أن من هدي أهل السُّنة والجماعة وطريقتهم أنهم يدينون بالولاء لولاة الأمور، وأنهم يرون إقامة الحج والجهاد والأعياد والجمع مع الأمراء، أبرارًا كانوا أو فجارًا، حتى لو كان ولي الأمر فاجرًا فإن أهل السنة والجماعة يرون إقامة الجهاد معه، وإقامة الحج، وإقامة الجمع، وإقامة الأعياد.

إلا إذا رأينا كفرًا بواحًا صريحًا عندنا فيه من الله برهانٌ والعياذ بالله، فهنا يجب علينا ما استطعنا أن نزيل هذا الحاكم، وأن نستبدله بخير منه، أما مجرد المعاصي والاستئثار وغيرها؛ فإن أهل السنة والجماعة يرون أن وليَّ الأمر له الولاية حتى مع هذه الأمور كلها، وأن له السمع والطاعة، وأنه لا تجوز منابذته ولا إيغار الصدور عليه، ولا غير ذلك مما يكون فساده أعظم وأعظم.

والشر ليس يُدفَع بالشر؛ ادفع الشر بالخير، أما أن تدفع الشرَّ بشرٍّ، فإن كان مثله فلا فائدة، وإن كان أشرَّ منه كما هو الغالب في مثل هذه الأمور، فإن ذلك مفسدة كبيرة.

نسأل الله أن يهدي ولاة أمورنا، وأن يهدي رعيتنا لما يلزمها، وأن يوفق كلًّا منهم للقيام بما يجب عليه.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 664 - 670)




شرح حديث وائل بن حجر:

"اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم"


عن أبي هنيدة وائل بن حُجْر رضي الله عنه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقَّهم، ويمنعونا حقَّنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حمِّلوا، وعليكم ما حمِّلتم))؛ رواه مسلم.

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها ستكون بعدي أثرةٌ، وأمور تنكرونها))، قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر مَن أدرك منا ذلك؟ قال: ((تؤدُّون الحق الذي عليكم، وتَسألون الله الذي لكم))؛ متفق عليه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كَرِهَ من أميره شيئًا فليصبر؛ فإنه من خرَج من السلطان شبرًا مات مِيتةً جاهلية))؛ متفق عليه.

قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلِّف في كتابه رياض الصالحين في باب (طاعة ولي الأمر) فيها دليلٌ على أمور:
أولًا: حديث وائل بن حُجْر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أمراء يَسألون حقَّهم الذي لهم، ويمنعون الحق الذي عليهم؛ سئل عن هؤلاء الأمراء: ماذا نصنع معهم؟ والأمراء هنا يشمل الأمراء الذين هم دون السلطان الأعظم، ويشمل السلطان الأعظم أيضًا؛ لأنه أمير، وما من أمير إلا فوقه أمير حتى ينتهي الحكم إلى الله عز وجل.

سئل عن هؤلاء الأمراء، أمراء يطلُبون حقَّهم من السمع والطاعة لهم، ومساعدتهم في الجهاد، ومساعدتهم في الأمور التي يحتاجون إلى المساعدة فيها، ولكنهم يمنعون الحقَّ الذي عليهم؛ لا يؤدُّون إلى الناس حقَّهم، ويظلمونهم ويستأثرون عليهم، فأعرَضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه، كأنه عليه الصلاة والسلام كَرِهَ هذه المسائل، وكره أن يفتح هذا الباب، ولكن أعاد السائل عليه ذلك.

فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نؤدي لهم حقَّهم، وأن عليهم ما حمِّلوا وعلينا ما حمِّلنا، فنحن حمِّلنا السمع والطاعة، وهم حمِّلوا أن يحكموا فينا بالعدل وألا يظلموا أحدًا، وأن يقيموا حدود الله على عباده الله، وأن يقيموا شريعة الله في أرض الله، وأن يجاهدوا أعداء الله، هذا الذي يجب عليهم، فإن قاموا به؛ فهذا هو المطلوب، وإن لم يقوموا به، فإننا لا نقول لهم: أنتم لم تؤدوا الحق الذي عليكم، فلا نؤدي حقَّكم الذي لكم، هذا حرام، يجب أن نؤدي الحقَّ الذي علينا، فنسمع ونطيع، ونخرج معهم في الجهاد، ونصلي وراءهم في الجمع والأعياد وغير ذلك، ونسأل الله الحقَّ الذي لنا.

وهذا الذي دل عليه هذا الحديث وما أقَرَّه المؤلف رحمه الله هو مذهب أهل السُّنة والجماعة، مذهب السلف الصالح؛ السمع والطاعة للأمراء وعدم عصيانهم فيما تجب طاعتهم فيه، وعدم إثارة الضغائن عليهم، وعدم إثارة الأحقاد عليهم، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.

حتى إن الإمام أحمدَ رحمه الله يضربه السلطان، يضربه ويجره بالبغال، يُضرَب بالسياط حتى يُغمى عليه في الأسواق، وهو إمام أهل السنة رحمه الله ورضي عنه، ومع ذلك يدعو للسلطان ويسمِّيه أمير المؤمنين، حتى إنهم منَعوه ذات يوم، قالوا له: لا تحدِّث الناس، فسمع وأطاع ولم يحدِّث الناس جهرًا، بدأ يخرج يمينًا وشمالًا ثم يأتيه أصحابه يحدثهم بالحديث.

كل هذا من أجل ألا ينابِذ السلطان؛ لأنه سبق لنا أنهم قالوا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم؟ لما قال: ((خير أئمتكم الذين تحبُّونهم ويحبونكم، وشر أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم))، قالوا: أفلا ننابذهم؟ قال: ((لا ما أقاموا فيكم الصلاة)) مرتين، فما داموا يصلُّون فإننا لا ننابذهم، بل نسمع ونطيع ونقوم بالحق الذي علينا، وهم عليهم ما حمِّلوا.

وفي آخر الأحاديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر))، ليصبر وليتحمل ولا ينابذه ولا يتكلم؛ ((فإن من خرج عن الجماعة مات مِيتةً جاهلية))؛ يعني ليس ميتة الإسلام والعياذ بالله.

وهذا يحتمل معنيين:
الأول: يحتمل أنه يموت ميتة جاهلية؛ بمعنى أنه يُزاغ قلبه والعياذ بالله، حتى تكون هذه المعصية سببًا لردَّتِه.

الثاني: ويحتمل المعنى الآخر أنه يموت ميتة جاهلية؛ لأن أهل الجاهلية ليس لهم إمامٌ وليس لهم أمير؛ بل لهم رؤساء وزعماء، لكن ليس لهم ولاية كولاية الإسلام، فيكون هذا مات ميتة جاهلية.

والحاصل أن الواجب أن نسمع ونطيع لولاة الأمر، إلا في حال واحدة فإننا لا نطيعهم؛ إذا أمَرونا بمعصية الخالق فإننا لا نطيعهم؛ لو قالوا: احلقوا لِحاكُمْ، قلنا: لا سمع ولا طاعة، ولو قالوا: نزلوا ثيابكم أو سراويلكم إلى أسفل الكعبين، قلنا: لا سمع ولا طاعة؛ لأن هذه معصية. لو قالوا: لا تقيموا الصلاة جماعةً، قلنا: لا سمع ولا طاعة. لو قالوا: لا تصوموا رمضان، قلنا: لا سمع ولا طاعة، كل معصية لا نطيعهم فيها مهما كان، أما إذا أمَروا بشيء ليس معصية، فوجب علينا أن نطيع.

ثانيًا: لا يجوز لنا أن ننابذ ولاة الأمور.

ثالثًا: لا يجوز لنا أن نتكلم بين العامة فيما يثير الضغائن على ولاة الأمور، وفيما يسبب البغضاء لهم؛ لأن في هذا مفسدةً كبيرة. قد يتراءى للإنسان أن هذه غيرة، وأن هذا صدعٌ بالحق؛ والصدع بالحق لا يكون من وراء حجاب، الصدع بالحق أن يكون وليُّ الأمر أمامك وتقول له: أنت فعلتَ كذا وهذا لا يجوز، تركتَ هذا وهذا واجب.

أما أن تتحدث من وراء حجاب في سبِّ وليِّ الأمر والتشهير به، فهذا ليس من الصدع بالحق؛ بل هذا من الفساد، هذا مما يوجب إيغار الصدور، وكراهة ولاة الأمور، والتمرد عليهم، وربما يفضي إلى ما هو أكبر إلى الخروج عليهم ونبذ بيعتهم والعياذ بالله.

وكل هذه أمور يجب أن نتفطن لها، ويجب أن نسير فيها على ما سار عليه أهل السنة والجماعة، من أراد أن يعرف ذلك فليقرأ كتب السُّنة المؤلَّفة في هذا؛ يجد كيف يعظِّم أئمة أهل العلم من هذه الأمة، كيف يعظِّمون ولاة الأمور، وكيف يقومون بما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام من ترك المنابذة، ومن السمع والطاعة في غير المعصية.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر كتاب العقيدة الواسطية - وهي عقيدة مختصرة، ولكن حجمها كبير جدًّا في المعنى - ذكر أن من هدي أهل السُّنة والجماعة وطريقتهم أنهم يدينون بالولاء لولاة الأمور، وأنهم يرون إقامة الحج والجهاد والأعياد والجمع مع الأمراء، أبرارًا كانوا أو فجارًا، حتى لو كان ولي الأمر فاجرًا فإن أهل السنة والجماعة يرون إقامة الجهاد معه، وإقامة الحج، وإقامة الجمع، وإقامة الأعياد.

إلا إذا رأينا كفرًا بواحًا صريحًا عندنا فيه من الله برهانٌ والعياذ بالله، فهنا يجب علينا ما استطعنا أن نزيل هذا الحاكم، وأن نستبدله بخير منه، أما مجرد المعاصي والاستئثار وغيرها؛ فإن أهل السنة والجماعة يرون أن وليَّ الأمر له الولاية حتى مع هذه الأمور كلها، وأن له السمع والطاعة، وأنه لا تجوز منابذته ولا إيغار الصدور عليه، ولا غير ذلك مما يكون فساده أعظم وأعظم.

والشر ليس يُدفَع بالشر؛ ادفع الشر بالخير، أما أن تدفع الشرَّ بشرٍّ، فإن كان مثله فلا فائدة، وإن كان أشرَّ منه كما هو الغالب في مثل هذه الأمور، فإن ذلك مفسدة كبيرة.

نسأل الله أن يهدي ولاة أمورنا، وأن يهدي رعيتنا لما يلزمها، وأن يوفق كلًّا منهم للقيام بما يجب عليه.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 664 - 670)
الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





avp p]de ,hzg fk p[v: "hslu,h ,H'du,hP tYklh ugdil lh plg,hK ,ugd;l plgjl" gh fk plgjl" plg,hK dp]e p[v: avp ugdil tYklh ,H'du,hP




avp p]de ,hzg fk p[v: "hslu,h ,H'du,hP tYklh ugdil lh plg,hK ,ugd;l plgjl" gh fk plgjl" plg,hK dp]e p[v: avp ugdil tYklh ,H'du,hP avp p]de ,hzg fk p[v: "hslu,h ,H'du,hP tYklh ugdil lh plg,hK ,ugd;l plgjl" gh fk plgjl" plg,hK dp]e p[v: avp ugdil tYklh ,H'du,hP



 

رد مع اقتباس
قديم 22-10-2021   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 1 أسابيع (12:32 AM)
 المشاركات : 210,276 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: شرح حديث وائل بن حجر: "اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم"



نفع بك وبعلمك
وبارك الله فيك



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
"اسمعوا, لا, بن, حملتم", حملوا،, يحدث, حجر:, شرح, عليهم, فإنما, وأطيعوا؛, وائل, وعليكم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح حديث: فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان طالبة العلم منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة 6 18-08-2019 04:25 AM
تفسير: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 3 04-07-2017 10:43 AM
"طارق الحبيب": "ألفا ستيم" حقق نتائج جيدة مع حالات الاكتئاب والأرق انسام منتدى الاخبار المحلية والعالمية 2 31-05-2015 04:27 PM
"كاميرون": المسلمون عليهم "عبء خاصّ" في تعقب المتطرفين ابو عمر منتدى الاخبار المحلية والعالمية 1 13-01-2015 08:59 PM
تبعات حديث "الحميداني" تتواصل.. جماهير تتفاخر بضرب مشجع و "الرعاية": لن نرضى بالشحناء انسام منتدى الاخبار المحلية والعالمية 1 04-11-2014 12:57 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 12:34 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant