فيروس (كورونا) أو ما سمى بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، هذا الداء الذي صوروه بالشبح والكابوس والجاثوم الذي يطاردنا يمنة ويسرة ويجثم على صدر المجتمع، إنه داء من الأدواء التي يبتلي الله عز وجل بها عباده ، ويختبر صبرهم وتحملهم ، وتنفيذهم لتعاليمه في الطهارة والنظافة ، وقبل ذلك يختبر مامنحهم إياه من حكمة وعقل في التعامل مع هذا الداء .
لنعد إلى فترة ظهور الداء قبل قرابة العام إلا قليلا ، حيث ظهر في المنطقة الشرقية وفيما قرأت أنه في ذلك الوقت تم ربط ظهوره بالخفافيش التي تعشش في النخل الحساوي ، وحينما يتعامل النخالون مع النخل ويحتكون ببقايا فيروسات ملتصقة بسيقان النخيل وسعفه فتنتقل العدوى ، وفجأة ربطوا انتقال الفيروس بالإبل ...
حقيقة أنا لست عالما من علماء الأحياء ولاخبيرا من خبراء المختبرات والمحاليل ، ولكن أرى أن ربط انتقال الفيروس بالنخيل والإبل فيه تجرؤ وتطاول على أهم حضارتين تفخر بهما بلادنا ، النخلة ويكفيها أنها في شعار بلدي مع السيفين ، أما الإبل فهي مرتبطة بالعربي الأصيل ، ناهيك عما حظيت به في عصرنا من حفاوة لدرجة المبالغة وما مهرجانات مزايين الإبل عنا ببعيدة ، وكذاك سباقات الهجن ، وكلتهاهما تمنحان ملاك الإبل ثروات هائلة لاتنقطع لم تدر يوما بذهن جدي وجدك.
واليوم ومع تحذيرات ( كورونا ) أصبحت الإبل وكأنها الشيطان الذي نستعيذ منه ، خوفا من المرض ، ونفر منها فرارنا من المجذوم . ولكنني وبحكم أصالتي وعروبتي أقول لكم هوّنوا عليكم هذا الحذر من الإبل ، فهي من الأشياء التي وردت في القرآن الكريم على سبيل العظمة والقدرة الإلهية ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) وكذلك هي من الخالدات في تراثنا وتاريخنا الإسلامي ( وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) فهي وسيلة المواصلات التاريخية العظيمة .
إن فيروس كورونا هو من أضعف الفيروسات التي تتلاشى وتنتهي تماما بمجرد النظافة العامة ، فبمجرد غسل اليدين بالصابون عند ملامستها للأسطح ولكل كائن وجماد مكشوف ينتسف كل فيروس ومن ضمنها كورونا ، وكذلك استخدام المناديل والمناشف والكمامات عند العطاس والزحام.
وكل هذه اﻷمور من النظافة والطهارة هي شعارنا كمسلمين ، والتي يأمرنا ديننا العظيم بها في صلواتنا الخمس وفي آداب العطاس وفي آداب التعامل مع الغير.
أضف إلى ذلك هناك بلدان اشتهرت بتربية اﻹبل كالصومال والسودان وموريتانيا والباكستان والهند ودول اﻷوزبكستان والتركمان والكازخستان وأستراليا وأمريكا الﻻتينية وتوجد بها من اﻹبل أضعاف أضعاف مايوجد في بﻻدنا ، فكيف ارتبط داؤها ببﻻدنا فقط .
إذا نعود ونقول إنه ابتﻻء من الله تعالى لإيماننا وطهارتنا التي افترضها علينا .
وفي الختام نسأل الله تعالى اللطف بعباده ، وصرف اﻷذى عن بﻻد الحرمين الشريفين ونسأله أن يوفق المسؤولين في بﻻدنا ويعينهم لدرء هذا الداء ومكافحته .
والحمدلله رب العالمين
موسى عبدالله محمد مهدي حمدي
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
10-05-2014
كورونا أم الشبح ؟
