الحليم : من أسماء الله الحسنى، وهو من صيغ المبالغة، ومعناه: الذي لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم.
ورد في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة، منها:
1/قوله تعالى ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ سورة البقرة:235
2/قوله سبحانه وتعالى ﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾ سورة البقرة:263
3/قوله ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا﴾ سورة الأحزاب:51
وقوله تعالى ﴿إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ سورة الإسراء:44
وعن ابن عباس ضي الله عنه قال :
كان نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ عند الكربِ :لا إله إلا الله العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيمُ، لا إله إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرشِ الكريمُ** الحليم.
قال ابن جرير:
«حليم ذو أناة لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم»
قال الأصبهاني
:«حليم عمن عصاه ، لأنه لو أراد أخذه في وقته أخذه ، فهو يحلم عنه ويؤخره إلى أجله ، وهذا الاسم وإن كان مشتركا يوصف به المخلوق و لكن حلم الله عز وجل لم يزل ولا يزول ، والمخلوق يحلم عن شيء ولا يحلم عن غيره ، ويحلم عمن لا يقدر عليه ، والله تعالى حليم مع القدرة»
قال السعدي:
«الحليم الذي يعطي خلقه النعم الظاهرة والباطنة ، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم ، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ، ويستعتبهم كي يتوبوا ، ويمهلهم كي ينيبوا»
قال الغزالي:
«الحليم: هو الذي يشاهد معصية العصاة ويرى مخالفة الأمر ثم لا يستفزه غضب، ولا يعتريه غيظ، ولا يحمله على المسارعة إلى الانتقام مع غاية الاقتدار ، كما قال تعالى ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ النحل:61»
قال الحليمي:
«الحليم الذي لا يحبس أنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكن يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ويبقيه وهو منهمك في معاصيه، كما يبقي البر التقي، وقد يقيه الآفات والبلايا وهو غافل لا يذكره، فضلاً عن أن يدعوه، كما يقيها الناسك الذي يسأله، وربما شغلته العبادة عن المسألة»
قال الخطابي:
«الحليم هو ذو الصفح والأناة ، الذي لا يستفزه غضب ، ولا يستخفه جهل جاهل ولا عصيان عاص »
قال ابن كثير:
««حَلِيمٌ غَفُورٌ» أن يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه، وهو يحلم فيؤخر ويُنْظِر ويؤجِّل ولا يعجل، ويستر آخ
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك