السفاهة هي الخفة والطيش والجهل، .
والسفيه هو الجاهل الطائش الوقح،
والجهل كما إنه نقيض العلم وضد المعرفة، فإنه أيضاً نقيض الحلم وضد الرشد.
ونقرأ في القرآن الكريم:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً. قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا؟ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)،
أي أستجير بالله أن أجعلكم موضعًا للسخرية والاستخفاف أو أن أستهزئ بكم.
والسفيه طويل اللسان، سيء الكلام، قبيح الجواب.
فإن كان غلاماً يافعاً نعلل ذلك بإنه لما يفهم معنى الحياة بعد،
ولذلك فهو لا يعرف كيف يتعامل مع الناس لجهله بأقدارهم.
وقد تعركه التجارب وتطحنه السنون فيتعلم ويصبح من أهل الأحلام والنهى.
لكن المصيبة تكون عندما يتجاوز سن الطيش ويبقى سفيهاً فمتى نتوقع منه أن يرشد؟
فإذا ابتليت بسفيه، فأفضل وسيلة للتعامل معه هي تجاهله وعدم الرد عليه، فلا تضرك أذيته،
بل الأفضل ألا تُلقي له بالاً حتى لا تشغلك كلماته،
ولا تعتمل في فكرك عباراته فتأخذ من وقتك وجهدك واهتمامك وتملك مشاعرك.
وفى ذلك يقول الامام الشافعي:
اذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن أجبته فرّجت عنه *** وإن تركته كَمَداً يموت
وقال غيره:
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما *** كعود زاده الإحراق طيبا
وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يقْبَل الميّسر الممكن من أخلاق الناس وأعمالهم،
وأمره بكل قول حسن وفِعْلٍ جميل، وأمره أن يعرض عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة الأغبياء فقال له (
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).
والإعراض يكون بالترك والإهمال، والتهوين من شأن ما يجهلون به من التصرفات والأقوال،
وعدم الدخول معهم في جدال ينتهي بالشد والجذب، وإضاعة الوقت والجهد.
وفي هذا صيانة له ورفعا لقدره عن مجاوبتهم.
ولا يكاد يخلوا مجتمع من ظاهرة السفهاء إلا ما رحم ربي
وهم[[الحمقى والسفهاء]]
وهذه الشريحه تعتبر مريضة بمرض لا يرجى برءه لأن :
الحماقةأعييت من يداويها .....كما قيل
ومجاراتهم عيب كبير وحقرانهم وتركهم والبعد عنهم
والتخلص من مجالستهم ومحاورتهم هي الحل الأمثل
والسفاهه نوع من صفاقة الوجه وجهالة الرأي وسوء
المنطق وإنعدام الدم وليس ثقله
والتمادي ماهو إلا دليل على إنعدام الحس
لدى الأشخاص الذين يحملون تلك الصفات
المدهش في الأمر
أن السفيه لا ينتبه لما يفعل
و يعتقد بأنه الأصح تماماً من بين الآخرين
حتى بين العقلاء و النبهاء انفسهم ,
لا يوجد انسان ذو رأي صائب تماماً..
.و هذا ما يجب على السفيه فهمه,
و لكن السفيه للأسف لا يسعى للفهم
بقدر ما يسعى للشقاق و العداوة!.
يكون السفيه
ابله
ساذج
مغفل
لذلك علينا أن نعذره لأنه لا يعلم الكثير
علينا أيضاً أن نحاول تعليمه لا مناقشته في تفاهاته
000
من هو السفيه ؟
هو الجاهل
المغفل الذي يسيء التصرف دوماً
[[و يلعن و يسب ويوصل اهانته لشرفك !!]]
باختصار هو السلبي دائماً
يدخل السفيه معك في الحوار
لا ليتناقش معك بموضوعية
و حياد و الاهم من ذلك باحترام
و إنما ليقلل دوماً من آرائك
و نظرتك للحياة
و يجعل منك قمة في السلبية
[[أعرض عن الجاهل السفيه فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً إن خاض بعض الكلاب فيه]] .
بروز السفيه مصيبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين
و ينطق فيها الرويبضة قيل: و ما الرويبضة؟ قال :[[ الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.]]
إذاً السفيه رجل تافه يتكلم في أمر العامة، فإذا طُرحت قضية سياسية حساسة لعلع فيها،
وإذا طرحت قضية اجتماعية ضرب فيها بسهم،
وإذا نوقشت قضية شرعية وضع قدمه فيها وقال "دعك من أقوال فلان وفلان"
وضرب أقوال أهل العلم بالحائط،
هو السياسي المحنك والفقيه البحر والمصلح العدل.
وأنّى لعالم بعد هذه المصيبة أن يُفتي؟
وأنّى لداعية بعد ذاك أن يعظ؟
وأنّى لمصلح أن يُرشد؟
وفي الحديث السابق نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم
يقرن زمن ظهور الرويبضة (السفيه) بانهيار النظام الأخلاقي،
حيث يؤتمن الخائن ويُخوّن الأمين ويُكذب الصادق،
ويُصدق الكاذب، ثم يظهر هذا السفيه ليتكلم في امور العامة، وهو أجهل من حمار أهله.
لا تحاور سفيها حتى لا تفتنه
هدف السفيه من الجدال والخصومة
وما لسفيه في مجارات الحليم دواء.
هدفك هدايته وهدفه الصعود على كتفك ليكون مثلك،
[[وهيهات للدجاج أن يرافق الصقر.
فاعلم ان وصولك معه لنتيجة هو أمر من الخيال،]]
تجاوز عن الأحمق وامضي عن الأخرق،..
فحِاورك معه حتما سيوبقك،
وسكوتك عنه سينصرك.
فإذا ما ضاق صدرك من تلاحي السفيه، وتجرأ عليك تصريحا أو تُقية أو تلميحا ، فلا تكترث،
فإن تركك له غائضه، فلن يحقق مأربه في التسلق على كتفك،
[[ولكن نصبر إذا ابتلانا الله بهم]]،
[[والصمتُ عن جاهلٍ او أحمقٍ شرفٌ - وفيه أيضا لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ - والكلبُ يخسى لعمري وهو نبّاحُ
وإياك أن تظن أن سكوتك عن السفيه فشل،
بل هو قمة النجاح،
ولينتبه السفيه أن سكوت الحليم عنه منقصة لا مفخرة،
ولكن شدة السفه جعلته يستشعر سكوت الكرام عنه منقبة فيه،
وأن سكوت الحليم عن الرد ليس بعجز،
[[فإذا ما تحداك السفيه بنهيقيه فلا تضاهيه كيلا تكون بغلا مثله،]]
وتذكر أيها الحليم أن ردك على السفيه اشباع لرغبات نفسية لديه:
وهناك من يقول برأي آخر ..وهو :
ومن الخطأ الشائع عند أصحاب المروءات أنهم لا يحسنون التقدير،
فتراهم يلتزمون مع السفيه أدب الخلاف وطيب الألفاظ ،
وهذا فيه من الخطأ الشيء الكبير، لأنه لا يحمل السفيه إلا على التمادي في سفهه،
وهم يفعلون ذلك بحجة الحفاظ على المروءة و عدم النزول إلى مستوى الخصم،
فتراهم سرعان ما يتحولون إلى أضحوكة المجلس،
فتراق تلك المروءة و يجرح الكبرياء و يُؤذى الشرف أمام سفيه من السفهاء لايزن في ميزان الرجال جناح بعوضة
إذن السؤال الذي يطرح نفسه كيف نتعامل مع السفيه؟
يقول أحد الحكماء لا يخرجن أحد من داره إلا و قد أخذ في حجره قيراطين من جهل،
حتى يرد السفيه عن سفهه والجاهل عن جهله،
معنى الكلام أن السفيه يفهم لغة واحدة فقط ، هي لغة السفه،
يقول عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلن أحد علينا....فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وفي رائي ان السفيه او الجاهل هو : مريض نفسيا
تحياتي ..