حققت المستشفيات الخاصّة بالطائف، أرباحاً عالية تُستقطع من حسابات وزارة الصحة، مُقابل تنويمها مرضى مُحالين من المستشفيات الحكومية، التي ما زالت تتعامل بلفظة "لا يوجد سرير"، على الرغم من أنها مبانٍ حديثة جداً، وتستوعب عديداً من الأسرّة؛ ما زاد من حيرة المواطنين الذين يبحثون عن الخدمات الصحية ولا يجدونها.
وكان أهالي الطائف، قد استبشروا خيراً بالمبنى الجديد لمُستشفى الملك فيصل، وخاصة أنه بسعة سريرية تصل إلى 500 سرير، إلا أنهم صُدموا بعد مرور قُرابة عامين على افتتاحه، والمرضى ما زال تحويلهم مستمراً للمستشفيات الخاصّة، التي ما زالت تستقطع الأموال من حساب ميزانية وزارة الصحة، فبدلاً من دفعها في زيادة الطاقة الاستيعابية، وحل مُشكلة عدم تشغيل باقي الأسرّة، ذهبت مُقابل التنويم للمرضى بتلك المستشفيات.
واستمر المستشفى في تقديم خدماته طيلة 90 عامًاً بداية من المستشفى الخيري، ومروراً بمسمّاه مستشفى الأمير فيصل، ثم مستشفى الملك فيصل، ليتم بعد ذلك إزالة المبنى عام 1427هـ، بعد أن أصبح يشكل خطراً على المرضى نتيجة تصدّعات خطيرة حدثت فيه، وتم نقله إلى مبنى مستأجر لمدة عام، ثم أُحيل إلى مبنى يقع خلف مستشفى الصدرية.
وتمّت إعادة بناء المستشفى على أحدث طراز في شارع الحدائق، بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حجر الأساس لهذا الصرح الطبي الذي بلغت تكلفته أكثر من 400 مليون ريال؛ ليعود المستشفى مرة أخرى ويمارس دوره في بيئة أفضل لخدمة سكان الطائف من خلال 500 سرير للمستشفى الرئيس، ولكن لم يُشغل منها سوى النصف، وبقيت الأسرّة الأخرى شاغرة دون أن يُستفاد منها.
وتساءل أهالي الطائف: مع هذا المبنى الضخم الذي حملَ عديداً من العيوب والخلل الفني، ومساوئ الإنشاء، لماذا لم يتم تشغيل كامل الأسرّة؟ وكيف يُفتتح دون ذلك؟ ومَن المسؤول عن ذلك في ظل استمرار الإحالات منه إلى المستشفيات الخاصّة لعدم توافر سرير؟
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك