قابله حين قدم ليطمئن على راحة الحجاج وهو راكب "ذلوله"
المعمَّر "عواد" يكشف لـ"سبق" تفاصيل لقائه بالملك المؤسس
المعمَّر "عواد" يكشف لـ"سبق" تفاصيل لقائه بالملك المؤسس
- قابلت قائد هذه الأمة الملك المؤسس وكان عمري حينها 23 عاماً ولن أنسى ذلك المشهد
- التفت للجموع من حوله مردداً: "اللهم تقبل منا يا الله.. اللهم اجعلها حجة نافعة للمسلمين"
- ردد: "اللي معه معـول يكونون بالمقدمة ويوالي المفاض واللي ما معه يتجه غرباً خوفاً من تضرر الأمهات والأطفال"
- قال له أحد الحجاج: نحن بخير وأنت كل عام "تشبب لنا" بصبغك للحيتك.. فلم تفارقه الابتسامة
- تبوك تغيرت عن السابق بشكل كبير جداً في ظل دعم حكومة خادم الحرمين
عوض العطوي - سبق: كشف لـ"سبق" عواد بن حماد الضيوفي، أحد المواطنين الذين تشرفوا بالسلام على قائد هذه الأمة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه، عن تفاصيل لقاء الملك المؤسس بحجاج بيت الله الحرام قبل ما يقارب 83 عاماً.
واستهل "عواد" حديثه لـ"سبق" بحمد الله على نعمة الأمن قائلاً: "نحمد الله على نعمة الأمن والأمان التي تحظى بها السعودية، فقد عشت - ولله الحمد - في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- مروراً ببقية أبنائه الكرام، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والأمن والأمان هما صمام أمان هذا الوطن الغالي".
ويبلغ عمر "عواد" 105 أعوام، وعنده ثلاثة أبناء، هم: حماد (81 عاماً)، عطا الله (64 عاماً) وسليم (55 عاماً)، وجميعهم على قيد الحياة. كما أن زوجته على قيد الحياة، وهي أكبر منه بعام واحد فقط.
وعن حال منطقة تبوك سابقاً وتبوك حالياً قال: "تبوك تغيرت عن السابق بشكل كبير جداً في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود؛ فأصبحت تضاهي باقي مدن السعودية. ولم أستقر في تبوك الفترة البسيطة الماضية، وكانت قرية (بجدة) هي محل إقامتي الدائمة، التي تبعد عن تبوك مسافة 130 كم، وكانت حياة البداوة هي كل شيء عندي".
وبسؤاله عن بداية انطلاقته لأداء فريضة الحج والمدة التي كانوا يصلون بها إلى مكة المكرمة، قال: "كانت قرية بجدة هي محل انطلاقتي أنا ومن معي ممن توفاهم الله، لأداء فريضة الحج على الإبل، وكانت مسيرتنا تستغرق بين 15 - 16 يوماً متتالية سالكين طريق الخريطة، حتى نصل إلى وادي جرول والأبطح. بعدها نـُقيـد ركابنا. وكان الوادي يتميز بوجود شجر الطلح.
حتى نصل إلى رابغ، ثم نحرم حتى نصل الحرم المكي، الذي يحاط بسعف النخل من جهات عدة، فنقوم بأداء الحج على أكمل وجه".
مشيراً إلى أن "شكل بئر زمزم يختلف عن الوقت الراهن، ونقوم نحن بإلقاء الدلو وسحبه من البئر مباشرة دون مساعدة أحد".
وعن ملابسات مقابلته للملك عبدالعزيز آل سعود، قال: "لقد منّ الله عليّ بأن قابلت قائد هذه الأمة الملك المؤسس، وكان عمري حينها 23 عاماً، ولن أنسى ذلك المشهد الذي يدور في مخيلتي؛ إذ إنني تشرفت بمقابلة الملك، الذي قَدِم ليطمئن على راحة الحجاج وهو راكب (ذلوله)، ومعه عدد من الخيالة، يصل عددهم إلى ثمانية، إضافة إلى عدد كبير من الجيش والحرس، وأصبحت الخيول تلتحم ببعضها من شدة الزحام".
وأضاف بأن "الملك المؤسس التفت للجموع من حوله -رحمه الله- رافعاً يديه إلى السماء بقوله: اللهم تقبل منا يا الله.. اللهم اجعلها حجة نافعة للمسلمين. ثم رددها ثلاث مرات متتالية، ثم بدأ يدعو الله بالعفو عن المسلمين جميعاً. ثم بدأ يردد بصوت عالٍ بقوله: اللي معه معـول - أي أطفال ونساء - يكونون بالمقدمة، ويوالي المفاض، واللي ما معه معول يتجه غرباً، خوفاً من تضرر الأمهات والأطفال من الخيول التي ملأت المكان، فيتقدمن في الصفوف الأولى رحمة بحالهن - رحمه الله".
وروى "عواد" موقفاً شاهده أثناء مقابلة الملك للحجاج فقال: "كان من بيننا رجل يدعى سالم صلمون، توفاه الله، وقابل الملك عبدالعزيز بحجة سابقة، وكان الشيب على لحيته، وفي هذه الحجة قال للملك: نحن بخير وأنت كل عام تشبب لنا بصبغك للحيتك. فكانت الابتسامة لم تفارق محياه -رحمه الله".
وأوضح "عواد" أنه عاصر من أمراء منطقة تبوك كلاً من: خالد السديري، مساعد السديري، سليمان التركي، الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله، الأمير ممدوح بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله والأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله.
وبسؤاله عما يمتلكه من مشتريات قديمة في حياته أجاب: "اشتريت طقم دلال بمبلغ ثمانية جنيهات من مدينة العقبة الأردنية، وما زلت أحتفظ به حتى يومنا الحالي، وبعض المقتنيات التي تحمل تواريخ قديمة جداً".
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك