الكفاءة في النكاح .
الكفاءة لغة : المماثلة والمساواة . والكفاءة في النكاح هي مساواة مخصوصة بين الرجل والمرأة يوجب عدمها عارا .
اختلف الفقهاء في حُكم عدم الكفاءة في النكاح على ثلاثة أقوال :
القول الأول : الحرمة .حيث يجب اعتبار الكفاءة في النكاح وهذا القول للحنفية والحنابلة حيث قالوا : يحرم على ولي المرأة تزويجها بغير كفء .
القول الثاني : الكراهة . وهذا هو قول الشافعية حيث قالوا : يكره التزويج من غير كفء عند الرضا إلا لمصلحة .
القول الثالث : الإباحة .وهذا هو قول المالكية حيث ذهب مالك وسفيان الثوري إلى عدم اعتبار النسب في الكفاءة .
أما فيما يتعلق بكفاءة النكاح بين الهاشميين وغيرهم فقد اختلفت الأقوال على النحو التالي :
القول الأول : أن بني هاشم تكافئهم قريش فحسب دون غيرها وأن قريش بعضهم لبعض أكفاء ، والعرب بعضهم لبعض أكفاء ، والموالي بعضهم لبعض أكفاء ، فالقرشي عندهم كفء للقرشية حتى لو كانت من بني هاشم فلا تفاضل بين القرشيين فيما بينهم في كفاءة النكاح بما فيهم بنو هاشم . وهذا القول قول الحنفية ، غير أن محمد استثنى بيت الخلافة ، فلم يجعل القرشي الذي ليس بهاشمي كفئا له ، فلو تزوجت قرشية من أولاد الخلفاء قرشياً ليس من أولادهم ، كان للأولياء حق الاعتراض .
القول الثاني : أن غير القرشي من العرب ليس كفء القرشية ، لخبر : (( قدموا قريشاً ولا تقدموها )) ولأن الله تعالى اصطفى قريشاً من كنانة ، وليس غير الهاشمي والمطلبي من قريش كفئا للهاشمية أو المطلبية ، والمطلبي كفء للهاشمية وعكسه .وهذا القول قول الشافعية .
ـ القول الثالث : غير قريش من العرب لا يكافئها ، وغير بني هاشم لا يكافئهم . وهذا القول رواية عن أحمد .
ـ القول الرابع : العرب بعضهم لبعض أكفاء ، والعجم بعضهم لبعض أكفاء. وهذا القول رواية عن أحمد .أما المالكية فقد تقدم أن الكفاءة في النسب عندهم أصلاً غير معتبرة .
ـ أدلة القول الأول :
1ـ ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( قريش بعضهم أكفاء لبعض ، والعرب بعضهم أكفاء لبعض ، قبيلة بقبيلة ، ورجل برجل ، والمـوالي بعضهم أكفاء لبعض ، قبيلة بقبيلة ، ورجل برجل إلا حائك أو حجام )) .
2ـ فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة رضي الله عنهم حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنتيه من عثمان رضي الله تعــالى عنــه ، وكـان أمويـاً لا هاشميـاً ، وزوج علي رضي الله عنه ابنته من عمر رضي الله عنه ولم يكن هاشمياً بل عدوياً ، فدل على أن الكفاءة في قريش لا تختص ببطن دون بطن .
ـ أدلة القول الثاني : قوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )) وحديث : (( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد )).
ـ أدلة القول الثالث :
1ـ حديث : (( إن الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم )) .
2ـ حديث عثمان وجبير بن مطعم رضي الله عنهما : إن إخواننا من بني هاشم لا ننكر فضلهم علينا لمكانك الذي وضعك الله به منهم.
3ـ لأن العرب فضلت على الأمم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقريش أخص به من سائر العرب ، وبنو هاشم أخص به من قريش
ـ أدلة القول الرابع :
أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنتيه عثمان ، وزوج علي عمر ابنته أم كلثوم رضي الله تعالى عنهم .
ـ التــرجيــــح: الراجح والله أعلم هو القول الرابع أن العرب بعضهم لبعض أكفاء والعجم بعضهم لبعض أكفاء .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك