السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخي/ اختي
سوف نسلط الضوء على موضوع هو من اهم المواضيع في حياتنا اليومية سواء في المنتدى
العمل
البيت
مع الاخرين
الا وهو فن الحوار مع الاخر وسوف اذكر هنا مدخل للموضوع
حيث انني ومن خلال تصفحي اليومي لمنتدانا الغالي والمنتديات الاخرى الاحظ من البعض التسرع في اتخاذ القرارات وبعضها تكون فرديه والحكم على الطرف الاخر دون التريث او كما يقولون التماس العذر للاخر او معالجة المشكلة او اخر شي الانسحاب من الموضوع بطيب نفس وصفء نية لكسب صداقته
اتشرف بمداخلاتكم الهادفة وارائكم السديدة كل حسب جهده ومجهوده فلكل منكم له فن في الحوار والتعامل مع الناس فلنبدأ على بركة الله
يعتبر (الحوار) من الأمور التي نمارسها باستمرار. لذا فإتقان هذا الفن، أمرا مهما جدا. فأسلوب الحواروالكلام يدل على شخصية وسلوك وأخلاق المتحدث.
إتقان فنالحواريمكنك من التقرب من الناس و كسب إحترامهم و محبتهم و بالتالي تيسر لك التعامل معهم
الحوارفن وتعلمه واجب ولكن كل يدعي أنه على حق
يجب احترام الرأي الآخر مهما كان فقديكون هو الصواب
الحواركلمة جميلة رقيقة تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس، ذكره الله سبحانه وتعالى فيكتابه العظيم في قوله: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [سورة الكهف: 37]، ويوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة المسكينة التي تشكو منزوجها، قال سبحانه: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [سورة المجادلة: 1]؛ فسمعالله هذا الحوارـ وسع سمعه السموات والأرض جل في علاه ـ ونَصّ عليه في كتابه العزيز رِفعة لشأن الحواروإثباتا لأهميته.
وقد ميّز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بصفةالكلام والحوار،وأثنى على ذلك في آيات كريمات:
ففي التحاور مع الأبناء: {يَا بُنَيَّ} [سورة لقمان: 13] كما قال لقمان عليه السلام لابنه، وفي التحاور معأهل الكتاب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءبَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ} [سورة آل عمران: 64].
وفي التحاور مع المشركين: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَاسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُمَأْمَنَهُ} [سورة التوبة: 6].
وثمرة الحوارهو الوصول إلى الحق، فمن كان طلبه الحق وغرضه الحق وصل إليه بأقرب الطرق، وألطفهاوأحسنها، والطريق الواضح هو طريق الحوارالذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف، قال سبحانه: {لَقَدْأَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} [سورة الحديد: 25]، فقبل أن يرسلهم بالسيوفالقاطعات والرماح المرهفات، أرسلهم بالآيات والبينات، وكما يقول ابن تيمية ـ رحمهالله تعالى ـ: "إنّ الأنبياء بعثوا بالحجج والبراهين، والخلاف واقع في الأمة". قالسبحانه: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَوَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [سورة هود: 118-119]، قيل (اللام) هنا ليست للقصد ولا للسببعند بعض المفسرين وإنّما للصيرورة، وقيل: إنّ الله سبحانه وتعالى خلقهم، فنوع فيمفاهيمهم ومواهبهم، فوقع الخلاف في ذلك..
الحوار هو أعلى المهارات الاجتماعية قيمةً، وتُعرَف قيمة الشيء بمعرفة قيمة المنسوب إليهم. والحوار هو عمل الأنبياء، والعلماء، والمفكرين، وقادة السياسة، ورجال الأعمال، والمربين، وهو أساس لنجاح الأب مع إبنة، والزوج مع زوجه، والصديق مع أخيه، والأمة الناهضة هي الأمة التي تشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الاجتماعية ( التسلط، الذل، الكذب، المخادعة .. الخ).
وكلما ابتعد الفرد عن التعبير عن الذات بالحوار السليم عانى من العقد النفسية والاضطرابات.
بعيداً عن الفلسفة , اذكر ان للحوار فن واداب لكي تكون مقنعاً اولها ان تدع من يحاورك يكمل فكرته تماماً ولا تقاطعه حتى يشعر باهتمامك
ثانياً عدم الانشغال عن المحاور واعلامه بانك مركز في ما يقول0
عند بدأ حديثك لا تحاول ذكر سلبيات حديثه اولاً ولكن اذكر ايجابيات ما ذكر وانتقل منها الى السلبيات تدريجياً
عدم التشكيك فيما يقول والابتسامه المؤيده دافع قوي للقبول عدم البحث في النوايا
الحوار عموماً جميل والنقاش مفيد وحتى لا يتحول النقاش الى جدال يجب قبول الطرف الاخر وفكرتة وعدم الاستبداد في الرأي0000 للاسف معظم الحوارات العربية جدال وهذا ما جعل خلافاتنا اكثر من اتفاقنا
ينطبق هذا الموضوع على الحوارات التي من وراء جدر واقصد االنقاشات الصحفية والانترنتية اكثر المتجادلون اقصد اصحاب النقاش المقالي يبحثون عن عيوب الطرف الاخر وليس فكرهُ000 وما اكثرهم من يبحث في النوايا ويأ خذ بسوءالظن, الله يهدي الجميع للطريق الحق
إن فن الحوار من الفنون اللفظية التي لا يجد مهارتها إلا ماندرمن الناس
خاصة مع المقربين منهم !..فهناك من يتصنع هذا الفن فقط لساعات مع أصدقائة
أوزملائه في العمل أو مع أفرد حاول كسب ودهم ..ورضاهم، وذلك لأهداف أومؤثرات
خارجة عن رغبته! ولكن هذا التصنع للأسف لا يستمر في الضروف القوية والتي تقوم
على معرفة حقيقية الانسان من داخله.. ممايؤدي إلى كشف صفحات الغش ..والخدع ..
وتفشل محاولاته الاستعرضية اللفظية في محاولة كسب الآخرينباستمرارفي صفه ليقع
على رأسه..ويظهرعلى حقيقته المريضة ..ولكن بصورة أبشع من الواقع !...
هذا التمثيل حتى في أقوالناء وإن كانت له دلالات مرضية ..إلا أنه لا يمارس حتى
مع المقربين بقدر مايوجه لممارسته مع الآخرين..الماذا؟!
لان الكثير لايحاولون كسب رضى أهلهم ..أومحبة أودهم..أو تتقرب معارفهم لهم
(لانه فب اعتقاده من السهل وضعهم في جيبه متى ماأراد)
فتجده يقترب للآخرين بالرغم من أنهم لايشكلون أهمية أو نقطة تحول في حياته
الاجتماعية أو العاطفية ! ولأن الداخل با ستمرار يفرض علينا بدون قناعة
فمعاييرنا السلوكية تقيم من الخارج كمثال((عيب الناس لا يدرون عنك ،لا حديشفوك
لا حد يعلم أنك تعمل كذا !..ياالله وش يقلون الناس) وهكذا من العبارت التي
لاتهتم بما يدور في داخل الفرد منا ..بقدر ماتشير إلى أهمية تحوير سلوكياتنا
ورغباتنا تبعاَ لأهواء الناس ..وليس وفقاً لمانريد ..أونرغب ..أونجب أوحتى نكره!
ولذلك أصبحت العلاقة الحميمة من الداخل تميل دائماً للملل .. والفتور ..فالأزوج
بعد عشرة طويلة أوحتى قصيرة ..تميل علاقتهم ببعض إلى البرود الفكري، والعاطفي
ولإنساني،فالكثير منهم لا يحاول أن يفتح أدنى حوار..أوسؤال ..أوحتى إلقاء عبارت
التحية على اهل بيته ..فيتخذلنفسه كهفاً معزولاًولا يحاول أن يقترب أيضاًمن أبنائه
بحوارولوكان عابراً!
أيضاًالإخوة..والأخوات يتجهون للخارج (خارج الأسرة) للبحث عمن يسمع معانتهم وأحلامهم
أوآلامهم ..ولايحاولون أن يفتحواأي باب للحوارمع بعضهم البعض !!...
كذلك الأمهات، تميل لحوارت طويلة ومستمرة ومتشعبة مع زميلاتها ..ولا تحاول أن توجد
جواًبسيطاً من الحوار مع أطفالهاحتى ولوكان لدقائق !!
وهكذا الكل يبحث عن الآخر ..والنتيجة ضياع!!لماذا؟
لأن أوضاعنا التربوية ـ وفي منازلناالبسيطة تتجه إلى تربية الآبناءعلى كسب ود
الآخرين..أكثر من المقربين منهم ..وتتجه لقمع رغبة الحوار بداخل الأطفال من صغرهم
فمن المستحيلات التي تسعى إليها الأسر(هو التفكير في خلق شخصية محاورةلأبنائها)
وأيضاً مناهجنا التعليمية للأسف ..وأنظمتنا المدرسية بدأت في الآون خيرة تفرز
للمجتمع طلاباً لا يحملون بداخلهم سوى السلوكيات العدائية ..والرفض لأي أنظمة حازمة
ولا يجدون سوى الاعتداء على الآخر الأسلوب الوحيد للتعبير عما يعانون منه،أويضايقهم.
ولو استعرضنا المواد التعلمية منذ مراحلها الأولى ـ حتى العليامنها ـ لا نجد
تلك المادة التربوية التي تهدف إلى تنمية السلوكيات المرغوبة بطريقة محببة
للنفوس أكثر بقدر ما تقوم على الإقاء..والتوجيه الصارم ..والرفض !
فالحوار فن لم يرب عليه الكثيرمن أفراد هذا الجيل ..ولم يتدربوا عليه ..ولم
يتعلموه ..فكيف سنقدم للمجتمع أفرداً يتقنون أساليبه ومهاراته وآدابه؟!
عشرة همسات في فن الحوار
.. حتى نرتقي بحواراتنا .. ونتألَّق في الحفاظ على أجواء اجتماعاتنا ولقاءاتنا .. ولكي نخرج منها بثمرةٍ وفائدة ؛ كتبتُ إليك هذه الهمسات السريعة ، خرجت من قلبٍ محبّ ، وهي مشتاقةٌ أن تستقرّ في قلبك ، فارفُق بها :
الهمسة الأولى : لا تقاطع مَن أمامك ، واتركه حتى يطرح رأيه ، وينتهي من عرضه كاملاً .
الهمسة الثانية : حاول أن تستوعب جميع ما يطرحه الطرف الآخر قبل الإجابة عليه ، وتريَّث قبل التحدُّث معه .
الهمسة الثالثة : إياك أن تحتقر آراء الآخرين ، وأظهر اهتمامك بما يتحدثون ، حتى وإن لم تقتنع بما يقولون .
الهمسة الرابعة : تبسَّط في الحديث ، وخاطب الناس بما يعقلون ، وتجنَّب التشدُّق والتقعُّر في الكلام .
الهمسة الخامسة : خيرُ الكلام ما قلَّ ، ولم يطُل فيُملّ ، فاختصر كلامك ، ولا تتكلم إلا بما يُستفاد من ذكره .
الهمسة السادسة : تأدَّب في الحوار مع أهل العلم والفضل والرأي ، واختر الأوقات المناسبة في ذلك ، ولا تُكثِر عليهم ، فإنما هم مشغولون بما هو أهمّ .
الهمسة السابعة : تجنَّب الحديث في الأشخاص ، وناقش الرأي دون التعرُّض لقائله .
الهمسة الثامنة : تودَّد وتلطَّف في الحديث مع من تحاوره ، ولا يمنعك الاختلاف معه إلى القسوة عليه ، فإن ذلك أدعى لقبول رأيك ، { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } طه44 .
الهمسة العاشرة : إذا شعرت أن الحوار عقيم ، والفائدة منه معدومة ، أو أن الطرف الآخر قد بدأ في الجدال والمخاصمة فتجنَّبه ، ونبيُّك صلى الله عليه وسلم يقول : ( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنة لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقّاً ) . أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
تلك عشَرَةٌ كاملة ، كتبتها باختصار ، وأملي : أن ينفع الله بها ، وأرجو من قارئها : الدعاء والاستغفار لي بظهر الغيب .
اللهم اهدِنا لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت .. واصرف عنَّا سيِّئها ، لا يصرفُ عنّا سيِّئها إلا أنت .. يا سميع الدعاء
الموضوع : منقول بتصرف لغرض الفائده
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك