هذا موضوع مهم أرجو القراءة فلن ياخذ سوى بضع دقائق
فهذه فوائد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:
عَنْ أبى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ". رواه مسلم المعنى الإجمالي:
معنى هذا الحديث أن الدنيا مهما عظم نعيمها وطابت أيامها وزهت مساكنها فإنها للمؤمن بمنزلة السجن لأن المؤمن يتطلع إلى نعيم أفضل وأكمل وأعلى وأما بالنسبة للكافر فإنها جنته لأنه ينعم فيها وينسى الآخرة ويكون كما قال الله تعالى فيهم ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12] والكافر إذا مات لم يجد أمامه إلا النار والعياذ بالله فكانت له النار ولهذا كانت الدنيا على ما فيها من التنغيص والكدر والهموم والغموم كانت بالنسبة للكافر جنة، لأنه ينتقل منها إلى عذاب إلى عذاب النار والعياذ بالله فالدنيا بالنسبة له بمنزلة الجنة. ويذكر عن ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- صاحب "فتح الباري"؛ وكان هو قاضي قضاة مصر في وقته: كان يمر بالسوق على العربة في موكب فاستوقفه ذات يوم رجل من (اليهود) وقال له إن نبيكم يقول: "إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" وكيف ذلك وأنت في هذا الترف والاحتفاء! وهو يعني نفسه اليهودي في غاية ما يكون من الفقر والذل فكيف ذلك؟ فقال له ابن حجر - رحمه الله -: أنا وإن كنت كما ترى من الاحتفاء والخدم فهو بالنسبة لي بما يحصل للمؤمن من نعيم الجنة كالسجن، وأنت بما أنت فيه من هذا الفقر والذل بالنسبة لما يلقاه الكافر في النار بمنزلة الجنة. فأعجب اليهودي هذا الكلام وشهد شهادة الحق. قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. الفوائد:
1- أن المؤمن في سجن في هذه الدنيا بالنسبة لما أعده الله في الجنة. 2- هوان الدنيا على الله وحقارتها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها. [صحيح الألباني] 3- أن الفوز الحقيقي من يفوز بالجنة التي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. 4- عدم الاغترار بالدنيا : ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 39، 40]، سمى الله الدنيا متاعًا، ومعروف أن المتاع ما يتمتع به صاحبه بُرهة ثم ينقطع، أشبه بزاد المسافر، فلا تركنوا إلى الدنيا، فتلهيكم عن الآخرة: ﴿ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38]. 5- سميت الدنيا بذلك لسبقها للأخرى، وقيل: لدنوها إلى الزوال. 6- حرم الله الزنا وأباح الزواج، وحرم الربا وأباح البيع، وقد يُفتح لإنسان حراما حتى يكون اختبارًا وامتحانًا له. 7- ما وعد به المؤمن بعد الموت من كرامة الله فإنه تكون الدنيا بالنسبة إليه سجناً وما للكافر بعد الموت من عذاب الله فإنه تكون الدنيا جنة بالنسبة إلي ذلك. 8- المؤمن أرجح في النعيم واللذة من الكافر في الدنيا قبل الآخرة وإن كانت الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. 9- انها سجن المؤمن لأنه مقيد فيها بالطاعات وملزم فيها بالطاعات والابتعاد عن المحرمات وهي جنة للكافر لعدم مبالاته فيرخي الحبال ولا يبالي بالأمور والنواهي. 10- أنها سجن للمؤمن من باب انها رغم ما يأخذ فيها مما لذ وطاب فهي على الرغم من ذلك سجن مقارنة بما عند الله لما سيلقى من نعيم عند ربه أما الكافر فباعتبار مآله الى الله فهو في الدنيا في جنة بما ينظره عند الله. 11- المؤمن والكافر كل يسأل عن النعيم، لكن الكافر يسأل سؤال توبيخ وتقريع، والمؤمن يسأل سؤال تذكير. 12- الإنسان لا بد أن يتعامل مع هذه الهموم بهدي القرآن والسنة، ويرضى بما قسم الله له وهو يقول: اللهم عرفنا نعمك بدوامها لا بزوالها. 13- المعاصي من أسباب الهموم والغموم. 14- حلاوة الحياة في اللجوء إلى الله وعمل الصالحات. 15- الكافر إذا أصابته الضراء هل يصبر؟
فالجواب: لا. بل يحزن وتضيق عليه الدنيا، وربما انتحر وقتل نفسه، ولكن المؤمن يصبر ويجد لذة الصبر انشراحًا. 16- المؤمن في خير مهما كان، وهو الذي ربح الدنيا والآخرة والكافر في شر وهو الذي خسر الدنيا والآخرة. 17- الكفار والذين أضاعوا دين الله وتاهوا في لذاتهم وترفهم، فهم وإن بنوا القصور وشيدوها وازدهرت لهم الدنيا؛ فإنهم في الحقيقة في جحيم، حتى قال بعض السلف: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. 18- المؤمنون فقد نعموا بمناجاة الله وذكره، وكانوا مع قضاء الله وقدره، فإن أصابتهم الضراء صبروا، وإن أصابتهم السراء شكروا، فكانوا في أنعم ما يكون، بخلاف أصحاب الدنيا فإنهم كما وصفهم الله بقوله: ﴿ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾ [التوبة: الآية 58]. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "مالي والدنيا, وما للدنيا ومالي! والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا, إلا كراكبٍ سار في يومٍ صائف, فاستظلَّ تحت شجرة ساعةً من نهار, ثم راح وتركها" (أخرجه الإمام أحمد في المسند وابن ماجه والترمذي). وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك