حديث: أطع أبا القاسم
عن أنس
رضي الله عنه، قال: كان غلام
[1] يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرِض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يَعُودُه، فقَعَدَ عند رأسه، فقال له: «أَسْلِم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أَطِعْ أبا
القاسم صلى الله عليه وسلم، فأَسْلَمَ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار»
[2].
من فوائد الحديث:
1- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم.
2- جواز خدمة الكافر للمسلم.
3- خدمة الصغير للكبير.
4- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس, ومنهم هذا الغلام.
5- على المسلم ألا ييئَس ويقنط من رحمة الله وفضله.
6- أهمية الدعوة إلى الله.
7- فضل طاعة الوالدين, وأنها لا تأتي إلا بخير.
8- فرحة النبي صلى الله عليه وسلم وابتهاجه بإسلام الصبي.
9- زيارة النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الرسول والقائد العظيم - لغلام صغير ليس له تأثيرٌ في المجتمع
, ولا يُؤبه له, كانت لها الأثر الكبير على والده؛ مما جعله يبادر لابنه سريعًا بقوله: "أطع أبا القاسم"، فمثلًا: زيارة الشيخ لتلميذه لها أثرٌ كبير في رفع هِمَّته, ويبقى أثرُ هذه الزيارة حدثًا محفِّزًا في حياته, ورمزًا حاضرًا في ذاكرته.
10- جواز عيادة المسلم للكافر إذا مرض.
11- حُسن العهد من النبي صلى الله عليه وسلم لجاره اليهودي.
12- عَرْضُ الإسلام على الصغير وصحته منه.
13- قول والده: (أَطِعْ أبا
القاسم صلى الله عليه وسلم) فيه دلالة على لِينِ طَبْع والد الغلام في هذا الجانب خاصة.
14- ألا نحتقر الصغار فإنه يأتي منهم الخير.
15- لا بد من العمل لهذا الدين, وأن يبذل الإنسان ما لديه قدر استطاعته.
16- كان مرض الغلام شرًّا أُصيب به, لكنه ليس شرًّا مطلقًا, بل كان فيه خير كثير؛ إذْ كان سببًا في مجيء النبي صلى الله عليه وسلم
, وكان النبي صلى الله عليه وسلم سببًا في إسلام الغلام اليهودي, وإنقاذه من النار.
17- على المسلم أن يحمد الله على كل حال.
18- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الصنف من الناس.
19- قول والد الغلام: (أَطِعْ أبا
القاسم صلى الله عليه وسلم)
اليهودي قال: أطع أبا القاسم، أما زيادة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها من الراوي المسلم الذي يُحِبُّ النبي صلى الله عليه وسلم.
20- قول والده: (أَطِعْ أبا
القاسم صلى الله عليه وسلم) فيه دلالة على معرفتهم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم.
[1] الغلام هو: المميز حتى يبلغ، تيسير العلام للبسام 1 /23.
[2] صحيح البخاري 1 /194 رقم 1356، وهذا الحديث نقلته من كتابي (خمسون موقفًا للنبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود ج1) ص6 وأضفت عليه.
الألوكة