هذه قصة
الصحابي الجليل الذي كان يأخذ معه أم الخبائث الى الجهاد ولكن مالذي جرى ؟._إسناد القصة صحيح كما ذكر ذلك ابن حجر.._
ابو
محجن الثقفي رجل من المسلمين بل ومن الصحابة ، وكان قد ابتلي بشرب الخمر ..وطالما عوقب عليها ويعود ..ويعاقب ويعود ..بل من شدة تعلقه بالخمر يوصي لإبنه ويقول:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ** تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولاتدفني في الفـــلاة فإننـــــي ** أخاف إذا مــــت أن لا أذوقــــها
فلما تداعى المسلمون للجهاد ولقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم ابو محجن..وحمل زاده ومتاعه ..ولم ينس ان يحمل خمرا..دسها بين متاعه ..فلما وصلو القادسية ..طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين..
وبدأت المراسلات بين الجيشين..عندها وسوس الشيطان لأبي
محجن فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر..فلما علم به سعد غضب عليه وحرمه من دخول القتال..وأمر أن يقيد بالسلا سل ويغلق عليه في خيمة.
فلما ابتدأ القتال وسمع أبو
محجن صهيل الخيول ..وصيحات الابطال ..لم يطق أن يصبر على القيد ..واشتاق للشهادة..بل اشتاق الى خدمة هذا الدين..وبذل روحه لله ..وإن كان عاصيا..وإن كان مدمن خمر..إلا أنه مسلم يحب
الله ورسوله.
وأخذ يترنم قائلا:
كفى حزنا أن تدخل الخيل بالقنـى ** وأترك مشدودا علي وثاقيــــــــا
إذا قمت عناني الحديد وغلقـــــت ** ممصاريع من دوني تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخــــــــــوة ** وقد تركوني مفردا لاأخاَ ليــــــا
فلله عهد لاأحــــــــيف بعهـــــــده ** لإن فـــــرجت لاأزور الحــــــوانيا
ثم أخذ ينادي بأعلى صوته..!!
فأجابته إمرأة سعد ماذا تريد؟
فقال: فكي القيد من رجلي وأعطيني البلقاء فرس سعد، فأقاتل فإن رزقني
الله الشهادة فهو ماأريد وإن بقيت فلك علي عهدالله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في رجلي، وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت القيدوأعطته البلقاء ، فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ، ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس ..والقى بنفسه بين يدي الكفار ..
علق نفسه بالآخرة ولم يفلح ابليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين.
وحمل على القوم برقابهم بين الصفين برمحه وسلا حه، وتعجب الناس منه وهم لايعرفونه ولم يروه بالنهار.. ومضى أبو
محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات
الله عز وجل .. نعم مضى أبو
محجن ..
أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال .. لكنه كان يرقب القتال من بعيد .. فلما رأى أبا
محجن عجب من قوة قتاله ، وقال الضرب ضرب أبي
محجن والكركر البلقاء وأبو
محجن في القيد ،والبلقاء في الحبس ..!! فلما انتهى القتال عاد أبو
محجن الى سجنه ووضع رجله في القيد ، ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟
فذكروا له قصة أبي
محجن فرضي عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبدا ،فقال أبو
محجن : وأنا والله لا شربت الخمر أبدا ...
فلله در أبي
محجن .. لم تمنعه معصيته من الجهاد في سبيل الله